د. عبد الحفيظ خوجة
* التسمم بالأدوية
* من الأخطاء الشائعة أن يجري ترغيب الأطفال لأخذ الأدوية الموصوفة لهم لعلاج مرض محدد بتقديمها لهم على أنها نوع من الحلوى، خاصة عندما تكون ذات ألوان جذابة وطعم حلو. إن خطورة ذلك تتركز في أن يأخذ الطفل ذلك الدواء، فيما بعد، على أنه حلوى من دون التقيد بالجرعة فيتعدى الحد الأعلى للجرعة المسموح بها لمن هم في سنه فيصاب بالتسمم نتيجة الجرعة الزائدة، وقد ينتهي الأمر بالوفاة في بعض الحالات.
إن نسبة حوادث التسمم والوفيات بسبب تعاطي الأدوية مرتفعة جدا على مستوى العالم أجمع وليس في منطقة محددة، ولا ينحصر الموضوع في تناول الطفل لها بطريقة خاطئة، وإنما نجد كثيرا من الآباء والأمهات يستسهلون الأمر ويعطون طفلهم دواء أفاد أحد الأطفال الآخرين من دون الرجوع إلى الطبيب المعالج، والبعض منهم يعتمد على تجاربه الشخصية أو على نصيحة الصيدلاني الذي يكون في كثير من الأحيان مجرد «بائع». إن استخدام دواء بشكل خاطئ ومخالف للتعليمات يشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان.
ومن أكثر الأدوية التي تسجل رسميا كمسببات للتسمم الكيميائي: المسكنات وخافضات الحرارة وخافضات السكر وأدوية الأمراض المزمنة التي لا يخلو بيت منها.
أما أكثر الأعراض والأخطار التي تنجم عن التعاطي الخاطئ للأدوية وخاصة بجرعات كبيرة فهي: اصفرار العين، الغثيان وحدوث التقيؤ، الذهول وعدم الإدراك، اضطرابات القلب والدورة الدموية، اضطرابات الجهاز التنفسي والجهاز العصبي وفقدان الوعي، وأخيرا فشل الأعضاء الحيوية بالجسم كالفشل الكلوي والكبد ثم الوفاة.
وعليه ننصح الآباء بالآتي:
* عدم إعطاء الطفل أي دواء إلا بوصفة طبية وبعد التشخيص من قبل الطبيب، ثم مراقبة الطفل ومتابعته في المنزل.
* الاحتفاظ بالأدوية في مكان عالٍ بعيدا عن متناول الأطفال.
* عدم وصف الأدوية بأنها حلوى، بل يجري تعريف الطفل بأنها أدوية تعطى لأغراض معينة وبكميات محددة.
* عدم إعطاء الطفل المريض أي مهدئات أخري لتهدئته.
* نقل الطفل ومعه بقايا الدواء أو حتى العلبة فارغة إلى أقرب قسم للطوارئ حيث يترك الأمر لطبيب الطوارئ إما لإعطاء المضاد للمادة السامة، إذا كان متوفرا، أو معالجة الأعراض بعد عمل الفحوصات المطلوبة.
مريضات سكري الحمل
* من الخطأ أن تعتقد المرأة التي أصيبت بداء السكري خلال الحمل أن واجبها قد انتهى بعد الولادة مع اختفاء المرض.
إن كل الدراسات تجمع على أن سكري الحمل هو أحد عوامل الخطر لمرض السكري، وأن على المرأة التي أصيبت به مرة واحدة مراقبة وزنها باستمرار وعدم السماح بزيادة وزنها أو البدانة، وذلك باتباع نظام غذائي مقنن، وممارسة الرياضة بانتظام، كما يجب عليها المتابعة الدورية مع طبيبها لمراقبة الأعراض الأولية لظهور السكري وتداركه مبكرا.
وقد ثبت أنه يمكن في أغلب الحالات التحكم في سكري الحمل باتباع نظام غذائي صحي إضافة إلى الأدوية مثل الأنسولين، إذا وصفه الطبيب المعالج في حالة عدم التحكم الجيد بواسطة الحمية الغذائية. ويكون هذا هو الحل الأمثل والأفضل لصحة الطفل أثناء الحمل، علما بأن الأنسولين لا يعبر المشيمة.
وفي حالة عدم السيطرة الجيدة على سكري الحمل تتعرض الأم وجنينها إلى مجموعة من الآثار والمضاعفات، مثل التأثير على نمو الجنين طوال فترة الحمل، والتسبب في حدوث صعوبات في الولادة، ومشكلات صحية تحدث في مرحلة مبكرة من الحمل، وزيادة نسبة الإجهاض، والتأثير على أجهزة الجسم الرئيسة مثل الدماغ والقلب. وخلال الأشهر الثلاثة الثانية والثالثة من شهور الحمل، يمكن للسكري أن يؤدي إلى الإفراط في التغذية، وبالتالي زيادة نمو الطفل.
وللتذكير فإن سكري الحمل هو ظهور مرض السكري عند المرأة أثناء الحمل. وتبدأ الأعراض بالشعور بزيادة العطش وزيادة التبول، وزيادة الجوع، ثم ضبابية الرؤية، والتعب السريع. وسكري الحمل يؤدي في كثير من الحالات إلى ولادة طفل أكبر حجما عن المعتاد.
يحدث سكري الحمل نتيجة التغيرات الهرمونية التي تحدث بشكل طبيعي في جميع النساء خلال مراحل الحمل، فارتفاع هرمونات معينة من التي تفرز في المشيمة تقوم بالتداخل مع قدرة الأنسولين للتعامل الطبيعي مع مستويات السكر في الدم، ومع تقدم الحمل ونمو المشيمة بشكل أكبر يجعلها تنتج المزيد من تلك الهرمونات وبالتالي تزيد مقاومة الأنسولين. وعادة تكون غدة البنكرياس عند الحامل قادرة على التغلب على مقاومة الأنسولين، وفي حالة عجزها عن القيام بهذه المهمة تصاب الحامل بسكري الحمل، وترتفع فرص الإصابة بداء السكري فيما بعد عند هذه المرأة.
وتنصح كل امرأة حامل بعمل اختبار نسبة سكر الدم على الأقل أربع مرات من أجل:
- الكشف عن مرض السكري من النوع الثاني غير المشخص عند ذوات عوامل الخطر، وذلك في الزيارة الأولى للفحص أثناء الحمل.
- الكشف عن داء السكري الحملي من الأسبوع الـ24 إلى 28 من الحمل.
- الكشف عن داء السكري عند النساء اللاتي أصبن بسكري الحمل، وذلك من الأسبوع الـ6 إلى 12 بعد الولادة.
- الكشف عن داء السكري أو حالة ما قبل السكري (prediabetes) عند النساء اللاتي لديهن تاريخ إصابة بسكري الحمل، وذلك كل ثلاث سنوات مدى الحياة.
استشاري في طب المجتمع