ارتفاع ضغط الدم... تحسين نظام الحياة اليومي نفسياً وغذائياً وصحياً الطريقة المثلى للوقاية!
قياس ضغط الدم الطبيعي: (120/80)
د. عبدالعزيز بن محمد العثمان
تبلغ نسبة مرض ارتفاع الضغط في المملكة بين 25-37% لمن تعدت أعمارهم 35 سنة، بمعنى أن واحدا من كل ثلاثة أو أربعة من السعوديين مصاب بهذا المرض الذي يسمى بالمرض القاتل الصامت، حيث لا يشعر الشخص بذلك في كثير من الأحيان وقد يكون موجودًا لدى الإنسان ولسنوات طويلة دون أن يشعر به، ولا يكتشف الا أثناء الفحص الالكلينيكي لمرض آخر أو مراجعة
لعيادة، ولهذا صار قياس ضغط الدم من الفحوصات التي تجرى لكل من يراجع عيادة في الغالب. ليس كل ارتفاع في ضغط الدم يعني إصابة الشخص بمرض ارتفاع ضغط الدم، فهناك أشخاص يرتفع ضغط الدم بدون سبب معين وآخرون يرتفع أكثر عند مزاولة أي جهد بدني أو التعرض لأزمات نفسية ويعود لمستواه الطبيعي أثناء الراحة أو زوال المؤثر . يختلف ضغط الدم خلال اليوم وفي الغالب يكون أعلى في المساء أو نهاية اليوم عنه في الفترة الصباحية بعد الاستيقاظ من النوم، كما يتأثر بالتغذية والمجهود الذهني والجسماني وقد يختلف أيضاً بشكل غير ملحوظ مع كل نبضة قلب.
بعد صرف الدواء لابد من الدقة التامة في أخذ الدواء حسب التعليمات
عند قياس ضغط الدم يتم قياس رقمين، الرقم الأكبر يعبر عن مستوى انقباض القلب أي كمية الضغط الذي يولده القلب أثناء ضخ الدم خارج القلب عبر الشرايين. الرقم الأقل يعبر عن مستوى الانبساط وهو عبارة عن كمية ضغط الدم في الشرايين في حالة انبساط بطيني القلب.
قياس ضغط الدم الطبيعي: (120/80). فإذا ارتفع الرقم أكثر دل ذلك على المرض، مثلا اذا كان ضغط الدم في حالة سكون الجسم (140/90) أو أكثر فإن هذا الشخص قد يكون مصاباً بارتفاع ضغط الدم. ارتفاع الرقم الأقل أو السفلي أخطر من ارتفاع الرقم العلوي (الانقباضي) الذي قد يرتفع لعدد من الأسباب الطبيعية من ضمنها بذل المجهود، مع ملاحظة ان كبار السن قد يرتفع الرقم السفلي (الانبساطي) عادة لهذا لا بد من الاهتمام بالرقم العلوي لديهم.
اذا كان ضغطك 140/90 فلا بد أن تقيسه كل شهرين أما اذا كان 160/ 100 فلا بد أن تزور طبيبك كل شهر أما اذا كان ارتفع الى 180/120 فلا بد من التأكد من قياسه كل اسبوعين مع متابعة طبيبك.
أعتقد أننا متفقون على أن مرض ارتفاع ضغط الدم من أخطر الأمراض في العالم كونه واحدا من أهم عوامل الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، وهما من المسببات الرئيسة لحالات الوفاة والإعاقة والعجز في المملكة، بالإضافة الى أنه يساهم في زيادة خطورة الإصابة بالفشل الكلوي وفقدان البصر.
أعراض ارتفاع الضغط
يعتقد البعض أن الصداع والدوار وزغللة النظر هي علامات ارتفاع ضغط الدم؛ ولكن الحقيقة هي أن الصداع علامة للارتفاع الشديد عندما يصل أثره للجهاز العصبي.
والحقيقة أنه غالباً لا تظهر أية أعراض أو علامات تحذر من ارتفاع الضغط. وقد يظهر على البعض بعض العلامات مثل الصداع، نزيف الأنف أو الغثيان مع الشعور بألم في مؤخرة الرأس، لكن قد يرتفع الضغط بدون تلك العلامات الا اذا وصل الى مستوى عال جداً. فالمطلوب اذن عدم انتظار تلك الأعراض ولكن مادام أن من نعمة الله ان قياس الضغط سهل وميسر فما عليك الا شراء جهاز اتوماتيكي لقياس الضغط واخذ القراءة بشكل دوري بين فترة وأخرى بالذات اذا كنت قد تخطيت 35 سنة وتعاني من ضغوط الحياة أو أن أحد والديك مصاب بارتفاع الضغط.
أسباب المرض:
على الرغم من تقدم الطب والأبحاث العلمية إلا أن أغلب أسبابه غير معروفة وقد تصل نسبتها الى 90% وتسمى حالات ضغط الدم الأساسي أو الابتدائي، وتبقى نسبة 5-10% أسباب المعروفة تسمى ثانوية مثل:
-أمراض الكلي، مثل الالتهابات المتكررة للكلى أو الجهاز البولي، أو نتيجة وجود حصى بالكلى، أو نتيجة ضيق بالشريان الكلوي، وتلك الأمراض يسببها ارتفاع الضغط وهي تسببه أيضاً.
أمراض الغدة الدرقية وغدة الأدرينالين.
-أمراض الأوعية الدموية.
• تناول بعض أنواع العقاقير مثل حبوب منع الحمل وبعض أدوية الاكتئاب، وبعض أدوية علاج نزلات البرد، ومزيل الاحتقان، وبعض مسكنات الألم وبعض العقاقير الأخرى.
تناول المخدرات مثل الكوكايين والأمفيتامين.
وهناك حالات من ارتفاع الضغط المؤقت مثل تلك التي تحدث للحوامل عند تسمم الحمل في الأشهر الثلاثة الأخيرة.
- هناك أسباب أخرى مثل ضيق الشريان الأورطى أو التهاب الشرايين العقدي المتعدد، أو أمراض النسيج الضام أو وجود خلل في الكالسيوم بالدم.
العوامل التي يمكن التحكم فيها وتجنبها هي:
-مرض السمنة: كلما زاد وزن الجسم كلما زاد العبء على القلب بتوصيل الدم لكل أعضاء الجسم ووجد مقاومة من الدهون التي تضغط على الشرايين.
- قلة النشاط وعدم ممارسة الرياضة البدنية المنتظمة، فالخمول يزيد من فرصة الإصابة بارتفاع ضغط الدم لأنه يزيد من فرص زيادة وزن الجسم.
-التدخين: تقوم التركيبات الكيمائية للتبغ بتدمير جدار الشرايين، وتسبب تكوين الكتل على جدرانها وتتحد مع الكوليستيرول لتكوين الجلطات كما يعمل النيكوتين أيضاً على انقباض الأوعية الدموية وبالتالي يرغم القلب علي العمل بشكل أقوى.
- التوتر والقلق الدائم: قد يؤدي الشد العصبي الزائد إلى ارتفاع موقت في ضغط الدم، وقد يزداد مع مرور الوقت. وقد تزيد المشكلة عند تناول المزيد من الطعام، وزيادة التدخين المستمر أو شرب الكحوليات لاعتقاد أنها تريح النفسية وتقلل القلق والتوتر.
- الأمراض المزمنة: مثل ارتفاع الكوليسترول، السكري وأمراض القلب، ونظرا لارتفاع نسبة مرضى السكري في المملكة فأحب أن أحذر من ترافق ارتفاع ضغط الدم مع السكري حيث ان اجتماعهما من أكثر عوامل الخطورة على القلب ويزيدان احتمالات حدوث أمراض قصور الشرايين التاجية للقلب وارتفاع نسبة الدهون بالدم.، هناك تقريبًا 60% من مرضى السكري يعانون ارتفاع ضغط الدم.
-الحساسية من الصوديوم: هناك أشخاص شديدو الحساسية من الصوديوم، وبالتالي فذلك يؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم ورفع ضغط الدم.
-انخفاض البوتاسيوم: البوتاسيوم من المعادن التي تعمل على ضبط مستوى الصوديوم في الخلايا فانخفاضه يرفع الصوديوم في الجسم وبالتالي ارتفاع الضغط.
-شرب الكحول: حيث تؤثر سلبيا على عضلات القلب وتضعفها.
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم المزمن:
- أمراض الشرايين: قد يسبب ارتفاع ضغط الدم حدوث تصلب في الشرايين، أو تجمع دهني على جدار الشرايين أو حدوث تضخم في الأوعية الدموية، تمزق طبقات الشريان الأورطي يؤدي إلى مضاعفات بالغة الخطورة بالصدر والقلب والكلى والأطراف وربما الوفاة السريعة.
- زيادة سمك عضلات القلب: لكي تكون قادرة على ضخ الدم بشكل أقوى نظراً لارتفاع ضغط الدم في الأوعية الدموية، فتبذل العضلات جهدا أكبر وأطول في ضخ الدم المطلوب للجسم وبالتالي تتراكم السوائل في الرئة أو في الأرجل والقدم، وتضخم عضلات القلب تسبب الذبحة الصدرية.
-انسداد أو انفجار الأوعية الدموية الصغيرة في المخ: فالشعيرات الدموية الصغيرة ضعيفة بطبعها لتكون منفذة للعناصر الغذائية والاكسجين وانفجار أو انسداد الأوعية الدموية قد يؤدي إلى حدوث سكتة دماغية.
- ضعف أو ضيق الأوعية الدموية للكلى مما يساهم في حدوث الفشل الكلوي.
- ضيق أو سمك في الأوعية الدموية بالعين: حيث ان شرايين العيون من الشرايين الصغيرة الحساسة فارتفاع ضغط الدم داخلها يسبب انفجارها أو ان زاد سمكها قل تدفق الدم الى خلايا العيون وقد تنتهي هذه الحالة بفقدان البصر.
العلاج:
الطريقة المثلى للوقاية من ارتفاع ضغط الدم هو تحسين نظام الحياة اليومي من الناحية النفسية والغذائية والصحية، ويتأكد ذلك بعد الاصابة بالمرض حيث يجب على المريض إجراء تعديلات في حياته بكل حزم وعدم التهاون في ذلك وإلا فإن المرض سيتفاقم ويكون له مضاعفات قاتلة، كما أن اكتشاف المرض مبكراً مهم جدا لتقليل مضاعفاته ولكن عند حدوثه يجب الا تخادع نفسك وتنكر المرض أو تؤجل زيارة الطبيب، وبعد صرف الدواء لابد من الدقة التامة في أخذ الدواء حسب التعليمات مع الاهتمام بالغذاء وتحسين نظام حياتك بضبط الوقت المخصص للعمل والمخصص للراحة مع تخصيص وقت للياقة يومياً.
بالنسبة للأدوية فالجميع يعرف أنه لا دواء بدون مضاعفات جانبية ولكن بعضها أهون من بعض، ويختلف نوع الدواء حسب نوع المرض ووضع المريض.
هناك أدوية مهمتها زيادة ادرار البول مما يخفض نسبة الصوديوم في الجسم وأدوية أخرى تنظم هرمون الادرينالين المحفز للجسم والقلب، وتنظيم هذا الهرمون يجعل القلب يخفض نبضاته الزائدة. هناك أدوية تمنع تضيق الأوعية الدموية وتقلل من تأثير انزيم يفرز من الكلى لتضييق الأوعية في حالات بذل الجهد. كما يوجد أدوية لضبط نسبة الكالسيوم وأخرى لتقليل شد العضلات المحيطة بالشرايين وأخرى لتقليل ارسال المؤشرات الى الجهاز العصبي في المخ التي تزيد نبضات القلب، ولا يناسب ذكر تلك الأدوية خوفا من استخدامها الخاطئ.