إن تراكم السوائل داخل الجسم يشير إلى تدهور حالات عجز القلب، ولذا ينبغي عليك التعرف على بدايات ظهور الحالة وعلاجها مبكرا.
قد تتخذ حالة تراكم السوائل في الجسم أشكالا متعددة، ابتداء من انتفاخ البطن، تورم الكاحلين، السعال المتواصل والإجهاد. وربما سيهمل المصاب هذه المشكلات في البداية ولا يعد أن لها علاقة بالقلب. إلا أنها تؤشر كلها إلى وجود حالة احتباس السوائل fluid retention، التي تمثل مشكلة للأشخاص المعانين من عجز القلب heart failure.
ويقول الدكتور ألدرين لويس الاختصاصي في حالات عجز القلب في مستشفى بريغهام والنسائية التابعة لجامعة هارفارد إن «احتباس السوائل حالة يمكن أن تتطور بسرعة لتتحول إلى وضع يهدد حياة الإنسان».
* ضرر على القلب
يمكن أن تبدأ حالة عجز القلب بالظهور نتيجة ضرر ناجم عن النوبة القلبية، أو كنتيجة لتلف صمامات القلب، أو بسبب عدوى أو مرض. وفي أحيان كثير يظهر العجز كناتج لسنوات من عمل الجسم المضاد لحالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وانسداد الشرايين. وبغض النظر عن أنواع التحفيز هذه لظهور عجز القلب فإن هذا المرض يؤدي إلى إضعاف متزايد لقدرات القلب على ضخ الدم.
وبالنتيجة، فإن سريان الدم الذي يجري عبر القلب وكل أنحاء الجسم يأخذ في التباطؤ، وبذلك لا تتمكن خلايا الجسم من الحصول على الأكسجين والعناصر المغذية بما يكفيها. ولكي يعوض القلب عن ضعفه هذا فإنه يمر بسلسلة من التحولات البنيوية. كما تظهر بعض العمليات الجسدية الأخرى. فعندما تكتشف الكليتان نضوب تدفق الدم، فإنها تنشط هرمونات تقوم بدورها بحفز الجسم على حبس السوائل وكذلك الصوديوم، في محاولة لزيادة حجم الدم في الدورة الدموية.
* الأعراض
الأمر الجيد أن بمقدورك التعرف على بدايات احتباس السوائل عندما تقف على الميزان! ويقول الدكتور لويس إن «التغير في مقدار الوزن هو أول إشارة مبكرة على وجود اختلال في توازن السوائل». وأغلب الناس سيحبسون داخل أجسامهم بين 8 و15 رطلا (الرطل 453 غم تقريبا) من السوائل الزائدة، قبل أن يشاهدوا أعراض تورم في البطن أو الرجل. ومع هذا، فإن أعراضا مثل السعال وضيق النفس، وخروج الفضلات المائع، الغثيان، والشعور بالامتلاء حتى من دون تناول كميات كبيرة من الأكل، قد تظهر بعد زيادة في الوزن تتراوح بين 5 و7 أرطال.
ويوصي الدكتور لويس مرضاه باتخاذ الإجراءات اللازمة حال ملاحظتهم ازدياد الوزن، ويقول: «لا تنتظروا حتى ظهور الشعور لديكم بأنكم مرضى، لأنكم قد تكونون قد أضفتم 5 أرطال أو أكثر إلى وزنكم، وبهذا تكونون قد سلكتم طريقا نحو مشكلات أكثر خطورة».
* قياس الوزن يوميا
إن أفضل طريقة لمراقبة الوزن هو قياسه يوميا. ويجب تحقيق هدف محدد وهو أن يكون الوزن مقاربا لـ«الوزن الجاف» dry weight، وهو الوزن الاعتيادي عندما لا يوجد أي احتباس للسوائل. وقد يساعد الاستفسار من الطبيب أو الممرضة حول مقدار هذا الوزن الجاف.
ولكي تتوصل إلى صورة دقيقة حول وزنك عليك بما يلي:
* سجل الوزن الجاف لديك وقارن وزنك كل يوم، معه وليس مع وزن اليوم السابق. سجل مقادير وزنك اليومي في دفتر صغير.
* حافظ على روتين يومي منتظم، إذ إن أي تغيرات ولو كانت صغيرة يمكنها تغيير وزنك بمقدار رطلين أو أكثر.
* زن نفسك يوميا بنفس الميزان. وأفضل الأوقات لقياس الوزن هو الصباح قبل تناول الإفطار، ولكن بعد التبول (لأن المثانة الممتلئة قد تزيد الوزن بنحو رطل). زن نفسك من دون ألبسة أي بالملابس الداخلية فقط.
* خطوات صحية
إن حدث وزاد وزنك رطلين في يوم واحد أو 4 أرطال خلال أسبوع فإن الدكتور لويس ينصح بالخطوات التالية:
* فكر بأنواع الطعام الذي كنت تتناوله قبل زيادة الوزن وحدد الأطعمة الحاوية على كميات كثيرة من الصوديوم أو السوائل التي ربما يمكنك تفاديها (هل تناولت على سبيل المثال أطعمة مالحة في أحد المطاعم؟).
* إن لم ينزل وزنك نحو الوزن الطبيعي خلال يوم أو يومين، عليك الاتصال بالطبيب طلبا للمشورة. وربما ينبغي عليك زيادة حبوب الدواء المدرّر، أو إعادة النظر بمقادير السوائل التي تتناولها.