ادعت مجموعة من الباحثين في الولايات المتحدة، أنها قامت بكشف المسبب لظاهرة الموت السريري المفاجئ لدى الأطفال (SIDS). حيث قالوا أن النقص بهرمون "السيروتونين"، أحد أهم الناقلات العصبية، من شأنه أن يفسر ظاهرة الوفاة المفاجئة لدى الأطفال سريريا. ومما يعنيه هذا الاكتشاف أن الأطباء سيتمكنون في الفترة القريبة من إجراء فحص دم عادي يكشف عن النقص في هذا الهرمون ويشير إلى الخطورة على حياة الطفل. هذا الأمر سيمكنهم أيضا من إجراء القياسات الدورية اللازمة لمعرفة إمكانية توقفه عن التنفس والتي قد تؤدي إلى وفاة الطفل.
وقد فحص العلماء خلال بحثهم نسبة هرمون "السيروتونين" والإنزيم المسؤول عن إنتاجه في دم مجموعة أطفال توفوا نتيجة لهذه الظاهرة، مقارنة بأطفال توفوا نتيجة لأسباب أخرى. فوجدوا أن نسبة الهرمون المذكور لدى الأطفال الذين توفوا سريريا وبشكل مفاجئ تقل بنحو 26% عنه لدى الأطفال الذين ماتوا لأسباب أخرى.
لكن العلماء الذين أجروا البحث أكدوا من جهة أخرى أن الأمر لا يتوقف على النقص بالهرمون، إنما يتعلق بنقص في بعض المواد الأخرى والتي تعتبر هي أيضا ناقلات عصبية يؤثر نقصها على الأداء الوظيفي للأجهزة المختلفة في جسم الطفل. وقالت إحدى الباحثات: "قد لا تفسر نتائج هذا البحث أسباب كل حالات الوفاة السريرية المفاجئة لدى الأطفال، إلا أنها قادرة على تفسير الجزء الأكبر منها".
15 حالة وفاة أطفال سريرية كل عام:
أما في البلاد، فتحدث كل سنة 15 حالة وفاة سريرية مفاجئة لدى الأطفال. هذا الأمر يشكل كابوسا مرعبا لدى كل والد ووالدة، ومن شأنه، في حال حدوثه أن يترك أثرا لمدى الحياة، حتى لو رزق الأهل بعدها بأولاد آخرين.
ولكن لحسن الحظ، فإن هذه الظاهرة آخذة بالانخفاض مؤخرا، رغم جهل أسبابها الحقيقية حتى الآن، بفضل التوجيهات الجديدة التي يتلقاها الأهل للحفاظ على أرواح أطفالهم.
حتى إجراء هذا البحث، كان المسبب المباشر لحدوث الوفاة السريرية المفاجئة لدى الأطفال مجهولا. هذه الوفاة التي عادة ما تحدث لدى الطفل في نومه الأول بعد الولادة، كان يسود الاعتقاد بأنها تحدث بسبب عدم نضوج جذع الدماغ، وهو الجزء المسؤول عن عملية التنفس لدى الطفل. إلا أن افتراضات أخرى ربطت الأمر بخلل وظيفي في "اللهاة" (الجزء المتدلي من الحنك الرخو) التي من الممكن أن تسد مجاري التنفس.
ولكن سواء كان السبب يرتبط بهذا الأمر أو ذاك، فإن الموت السريري المفاجئ لدى الأطفال لا زال معضلة طبية بعيدة عن الحل الحقيقي.
وقد أوصت منظمة الصحة العالمية، حتى اليوم، بجعل الأطفال يستلقون على ظهورهم خلال النوم. هذا الأمر أدى إلى انخفاض ملحوظ بحالات الوفاة السريرية المفاجئة لدى الأطفال. غير أن هذه الظاهرة لا زالت تعتبر المسبب الأكثر انتشارا للوفاة لدى الأطفال دون السنة الأولى في الولايات المتحدة.
دعوا أطفالكم ينامون لوحدهم وعلى ظهورهم
في التوصيات التي نشرتها منظمة الصحة الأمريكية قبل سنوات، طولب الأهل بجعل مواليدهم يستلقون على ظهورهم في أول نوم لهم بعد الولادة مباشرة، كما تم التنبيه من خطورة النوم على سرير مشترك مع المولود الجديد خوفا من احتمال أن يتسبب الأهل باختناق أطفالهم أو حتى النوم فوقهم خلال التقلب، مما قد يؤدي إلى موت الأطفال.
وقد أظهرت نتائج الأبحاث أن احتمال الوفاة السريرية المفاجئة أكبر بكثير لدى الأطفال الذين ينامون بسرير توجد به أغراض مثل الألعاب، الوسائد، البطانيات أو كل ما قد يعيق نومه أو يسد مجرى الهواء المباشر أمامه. وعليه فقد أكدت التوصيات الجديدة على أهمية أن ينام الطفل في سرير خالٍ من الأشياء المذكورة.