ما مدى خطورة الحشرات حولنا؟
رنـدا بارجــاء *
يعيش حولنا الكثير من الحشرات كبيرة كانت أو صغيرة، مؤذية أو مسالمة، وقد نتعايش مع بعضها. ولكن إذا علمنا أن بعض أنواعها يعتبر ناقل رئيسي لأمراض تسبب الوفاة، فإننا قد نغيّر نظرتنا نحوها ونحذر من اقترابها من أجسامنا.
صرحت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من نصف سكان العالم تحت خطر الإصابة بأحد الأمراض المنقولة عبر الناقلات. والناقلات هي كائنات صغيرة كالبعوض والقراد وقواقع المياه العذبة والتي تنقُل أمراضا طفيلية أو فيروسية خطيرة، قد لا يتوفر لقاح لجميع أمراضها ولكن طرق الوقاية منها ممكنة. من تلك الأمراض المعروفة الملاريا وحمى الضّنَك وداء اللاشمانيا والحمى الصفراء وغيرها، والتي تختلف أعراضها حسب كل مرض، فبعضها يسبب حمى وقيئا وصداعا أو آلاما عضلية وأخرى تؤثر على الكبد والطحال أو الجلد أو نخاع العظم. من هذا المنطلق وجهت منظمة الصحة العالمية تركيز التوعية في يوم الصحة العالمي لعام 2014 عن أسباب وطرق الوقاية من الأمراض المنقولة بالنواقل الرئيسية تحت شعار «لدغة بسيطة تساوي خطر كبير». وحسب الدراسات الميدانية في العديد من الدول فإنه يمكن الحد من الأمراض بالتخلص من بؤر تكاثر الحشرات والتي تستلزم جهودا مشتركة بين الوزارات المعنية والبلديات والمؤسسات العامة والخاصة، كما أن المجتمع قد يمارس بعض العادات غير الصحية كتخزين مياه مكشوفة أو السباحة في برك مهجورة وغير نظيفة أو تجميع كفرات السيارات.
يعتبر إغلاق النوافذ واستخدام الناموسيات والابتعاد عن بؤر تجمع اليرقات ووضع كريمات واقية مع لبس ما يغطي كامل الجسم من أهم سبل الوقاية، وينصح بمراجعة عيادة السفر أو طبيب الأسرة لمعرفة التطعيمات اللازمة قبل السفر لأي بلد أو في مواسم تكاثر هذه الحشرات في منطقتك.