بحث: اللحوم والبيض مضّرة مثل التدخين

بحث: اللحوم والبيض مضّرة مثل التدخين!



اجرى باحثون امريكيون بحثا ً أفاد - بناءً على استنتاجاتهم - بأن الوجبة الدّسمة المكونة من البيض واللحوم والحليب والأجبان، تنطوي على أضرار صحية توازي "تماما ً" الأضرار الناجمة عن التدخين!

وكان الغرض من هذا البحث، الذي لا يزال يثير خلافا ً علميا ً حادا ً- فحص تأثيرات البروتين الحيّ على أعمار بني البشر، وقد شمل ستة آلاف و(381) شخصا ً، تبلغ اعمارهم خمسين عاما ً فما فوق، واستمر اجراؤه عشرين عاما ً.

وتبين من البحث ان المستويات العالية للبروتينات الحية لدى بني البشر الذي تقل اعمارهم عن (65) عاما ً- تزيد احتمالات ومخاطر الموت بالسرطان او السكري بأربعة اضعاف الاحتمالات لدى غيرهم ممّن يتغذون بالبروتينات القليلة. لكن خبراء التغذية ينبّهون ويحذرون من انه من السابق لأوانه استخلاص العبر والنتائج القاطعة من هذا البحث.

"دييتا"...

واللافت انه في حين ان الناس المنتمين الى سنّ الكهولة الذين استهلكوا كمية كبيرة من البروتين الحيّ قد فارقوا الحياة. في سن مبكرة اكثر، بالسرطان والسكري وغيرهما من الامراض، فيبدو ان نفس الوجبة الغنية بالبروتينات، قد وفرت الحماية لصحة المشاركين في البحث، الذين تزيد اعمارهم عن (65 عاما ً).

وينوّه المعترضون على نتائج البحث، الى انه يثير استهجانا ً وتساؤلات بشأن التأثيرات والتداعيات البعيدة المدى لنظام التغذية ("الدييتا") والحمْية الغنية بالبروتينات، مثل الدييتا الشعبية المنتشرة التي تحمل اسميّ "ايتكنس" و "فالياو".

60%...

وطبقا ً لنتائج هذا البحث، فمن المفضل اتباع نظام الطعام القليل البروتينات حتى سن الشيخوخة، حيث يطرأ هبوط في وزن جسم الانسان ، وضعف ووهن. لكن تبيّن ان نظام التغذية الغنّي بالبروتينات، لدى اولئك الذين تزيد اعمارهم عن (65) عاما ً- قد يؤدي الى تقليل احتمال او خطر الموت بالسرطان، بنسبة 60%.

وقال رئيس مجموعة الباحثين، ان نتائج ومعطيات هذا البحث، ودراسات وابحاث سابقة - تؤكد وجوب تحديد استهلاك البروتينات بثمانية اعشار الغرام من كل كيلوغرام لوزن الجسم، واوضح قائلا ً انه يجب اتباع نظام غذائي ("دييتا") تكون فيه فقط 9%-10% من السعرات الحرارية ("الكالوريات") مستمدة من البروتينات، ويحبذ ان تكون مصدرها نباتيا ً.

واضاف: اذا تبين ان استنتاجاتنا خاطئة ومغلوطة، فلا ضرر من ذك، لكن اذا كانت صحيحة، فان التداعيات "رائعة"، وعموما ً فانها تؤكد نفس السلبيات والاضرار الناجمة عن التدخين!

"لا مكان للمقارنة بين الأضرار"

وبالمقابل، أبدى "بيتر ايمري"، رئيس قسم التغذية بكلية "كينغس كولج" في لندن، تحفظة من الاستنتاجات العشوائية القاطعة للبحث، وقال انه ينصح بتوخي الدقة والحذر في مثل هذه الابحاث، وخاصة ما يتعلق منها بالتغذية "بسبب الصعوبة البالغة في الفصل بين الرمكّبات والعناصر".

كما حذر باحث اخر في مجال التغذية مما وصفه "بالمخاطر الكامنة في المقارنة والمقاربة بين الاضرار المحتملة من استهلاك البروتينات، والاضرار الناجمة عن التديخن". وهنا اضاف قائلا ً: في مثل هذه الحالة، ربما يستاءل المدخنون لماذا "نتعب" انفسنا بالانقاطاع عن التدخين، ما دام ساندوش الجبنة ولحم الخنزير الذي أتناوله مضرا ً لصحتي بنفس القدر؟!