عادة ما يرتبط التشخيص الدقيق بالعلاج الصحيح، فإن حدث خطأ في التشخيص فإن ما يتبعه من إجراءات بعد ذلك سيكون هو أيضاً خاطئاً، ولكل مرض طرق تشخيص تتعلق به لذلك يُشخّص ضغط الدم المرتفع بعد أن تكون قراءات ضغط الدم مرتفعة عن المعدل بالنسبة للشخص على الأقل 3-4 قراءات وفي مناسبات مختلفة يكون بينها 3-4 أسابيع ويُفضل أن تكون القراءة في نفس الوقت من اليوم، هذا إذا لم يكن الارتفاع حاداً وشديداً ويحتاج إلى عناية فورية في المستشفى أو وجود أية مضاعفات حادة من مضاعفات ضغط الدم المرتفع.
وهناك خطأ شائع وهو أخذ القراءة يومياً أو أخذ عدة قراءات في اليوم الواحد أو في مناسبات متقاربة، لذا يُفضل أخذ عدة قراءات منفصلة على فترة زمنية طويلة.
وأحدث وأسهل قاعدة عن هذه الحالة أنه عندما يصل ضغط الدم عند الإنسان إلى أكثر من 140 /90 ولمن هو فوق الستين سنة الرقم هو 150/90 فإنه يُعد غير طبيعي.
وإذا استمر ذلك بعد عدة أسابيع ولم ينخفض بالحمية عن ملح الطعام وترك التدخين إن وجد فعندئذ يجب تناول دواء يحدده طبيبك حسب حاجتك لدواء معين.
* ما هي الفحوص المبدئية للكشف عن ضغط الدم المرتفع؟
- عند اكتشاف ارتفاع ضغط الدم يجب عمل فحوصات مبدئية وهي: فحص البول للزلال (بروتين) والدم في البول مما يدل على مرض كلوي مسبب لارتفاع ضغط الدم أو تأثر الكلى بارتفاع ضغط الدم، وفحص الدم للتأكد من عدم وجود فقر دم قد يكون ناتجاً عن فشل كلوي أو ارتفاع نسبة الهيموجلوبين (خضاب الدم) نتيجة زيادة إنتاج كريات الدم الحمراء، وفحص كيمياء الدم، ومن الفحوصات المطلوبة أيضاً عمل تخطيط للقلب لمعرفة مدى تأثر القلب بالضغط العالي.
* عند تشخيص المريض بارتفاع ضغط الدم فمن المتوقع أن يتأكد الطبيب من شيئين:
- أولاً: التعرف على مدى تأثير ارتفاع ضغط الدم على أعضاء الجسم مثل العينيين والقلب والكليتين وشرايين الأطراف والعنق، حيث إن تضخم عضلة القلب وضعفها يؤديان لتجمع السوائل في اطراف الساقين (وتحدث هذه الحاله أيضاً عند ضعف الكلى) وقد يحدث أيضاً تغير قاع العين الناتج عن ارتفاع ضغط الدم.
ثانياً: في حالات قليلة يكون هناك سبب معين لارتفاع ضغط الدم ويمكن التعرف عليه من بعض الأعراض والإشارات التي قد تظهر على بعض أعضاء الجسم، فعلى سبيل المثال تسارع دقات القلب وكثرة التعرق والتحسس من الجو الحار قد يكون مؤشراً لزيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية، وضعف نبضات القلب في الأطراف السفلية وقوتها في الذراعين يدل على انسداد الشريان الأورطي، وتنفخ الوجه وضعف الحركة يدل على زيادة هرمون الكورتيزون، وإذا ازداد صوت النبض فوق إحدى الكليتين يشير ذلك إلى تضيق أحد شرايين الكليه وقد يدل ذلك على ضعف في عمل الكليه ناتج عن مرض ما أدى إلى ضعف الكلى وزيادة السوائل في الجسم مما يرفع ضغط الدم. وعدم ضبط ضغط الدم عند مرضى الكلى يؤدي إلى ضعفها.
هذا الفحص السريري الدقيق الذي يقوم به الطبيب عند تشخيص حالة ارتفاع ضغط الدم ضروري وهام للتعرف على مضاعفات ضغط الدم المرتفع على بعض الأعضاء، وربما معرفة السبب إن وجد. ولا يقل أهمية عن الأشعة والتحاليل المخبرية التي يقرر الطبيب حاجة المريض لها.
الفحص السريري وحده ليس كافياً أيضاً، فلابد من أخذ تاريخ المريض وتاريخ عائلته والديه وإخوته وأخواته وأولاده والأمورالتي تقلقه والضغوطات النفسية التي يمر بها.
وبعكس ذلك، فارتفاع ضغط الدم بصورة حادة ومفاجئة يكون بسبب خلل ما في الهرمونات أو الكلى.