لا تخلو مرحلة الشباب من المشاكل الجلدية المختلفة ابتداء بالبثور والثآليل والزوائد الجلدية وحتى الدهون الزائدة على سطح البشرة التي تجعلها تبدو لامعة على نحو يلفت الانتباه مما يبعث على الإحراج.
يسعى أطباء الجلدية لحل مشاكل البشرة على اختلافها وما تسببه من معاناة، ولاداعي للشعور بالاحباط إذا علمت أن هذه المشاكل شائعة في سن المراهقة، ولكن المهم هو اختيار الخطة العلاجية المناسبة لكل حالة.
نذكر فيما يلي أكثر المشاكل الجلدية شيوعاً في مرحلة الشباب والنصائح المهمه لعلاجها:
المشكلة الأولى
حب الشباب
يخضع الجسم إلى تغيرات هرمونية خلال سن البلوغ، ويستجيب الجلد إلى ما يحدث من ارتفاع في مستوى الهرمونات. ومن ذلك ظهور شوائب جلدية أو بثره ما من حين لآخر عند معظم الشباب بينما تظهر عند الفتيات قبل الدورة الشهرية.
بالنسبة لبعض الشباب لا يتوقف الأمر عند بثرة أو بثرتين بل تصبح البثور حالة مزمنة تعرف بحب الشباب، وتتميز البثور وقتها برؤوس بيضاء أو رؤوس سوداء تحتوي عادة على قيح.
يتكون حب الشباب غالبا في منطقة الجبهة أو وسط الخدين وهي حالة شائعة تحدث نتيجة لاختلال التوازن الهرموني أو لفرط الحساسية تجاه النشاط الهرموني الزائد في الجسم خلال هذه المرحلة من العمر.
ويمكن أن تشكل ضغوط الحياة اليومية أحد العوامل المساهمة في حب الشباب. مالذي يساعد في حل المشكلة؟ توجد في الصيدليات بعض العلاجات المتاحة دون الحاجة لوصفة طبية مثل البنزويل بيروكسايد مع الأحماض المختلفة، وتتوفر على هيئة كريم أو لوشن أو جل. ومع ذلك يكمن الحل في شراء منتجات متنوعة والتناوب في استخدامها للتعرف على العلاج الفعال من بينها. حيث يمكن استخدام أحدها ليومين أو ثلاثة ثم استخدام منتج أخر ليومين أخرى أو ثلاثة وهكذا حتى يستجيب الجلد لأحدها وبالتالي يمكن الاستمرار بالعلاج المناسب والتوقف عن بقية المنتجات. إذا فشلت جميع المنتجات في السيطرة على حب الشباب فالأفضل استشارة طبيب الجلدية لوصف أدوية أكثر فعالية في علاج حب الشباب بما في ذلك المضادات الحيوية، وغيرها من الخيارات التي يتم إجراءها في العيادة.
الثآليل حالة شائعة بين الشباب في مرحلة المراهقةالمشكله الثانية
البشرة الدهنية
على الرغم من الارتباط الوثيق بين البشرة الدهنية وحب الشباب إلا أن البعض يعاني من مشكلة البشرة الدهنية فحسب. إذا كانت بشرتك دهنية وخالية من البثور فهناك طريقتين للتخلص من الدهون على سطح الجلد. الأولى باستخدام العلاجات الموضعية، أما الطريقة الثانية فتتم بعلاج المشكلة من جذورها للحد من انتاج الدهون الزائدة، وكلاهما فعال.
للقضاء على الدهون من سطح البشرة ينصح باستخدام المنتجات التي تحتوي على الكحول مثل المحلول المجفف الذي يمتص الدهون الزائدة من سطح البشرة، ويمكنك أيضا استخدام الشرائح المجففة وهي مصنوعة عن ورق تمت معالجته بشكل خاص لامتصاص الزيوت عن بشرة الوجه.
ويوصي أطباء البشرة باستخدام منتج قابض للدهون حيث يعمل بلطف على البشرة لتخليصها من الدهون وما تسببه من لمعان على سطح الجلد، كما أنه يناسب جميع أنواع البشرة. إذا لم تجدي هذه الطرق نفعاً فمن الممكن اللجوء إلى حبوب الرواكتان للسيطرة على انتاج الدهون، حيث يؤثر في الغدد الدهنية ويعمل على تثبيط نشاطها. من غير الجيد الافراط في استخدام الصابون لغسل الوجه بهدف التخلص من الدهون لأن ما يتبعه من شعور يرجع إلى تجريد البشرة من الزيوت الدهنية الطبيعية الأمر الذي يعود بالضرر أكثر من الفائدة. بالمقابل ينصح بإستخدام غسولا لطيفاً لتنظيف البشرة مرة أو مرتين في اليوم.
المشكلة الثالثة
التعرق الزائد
التعرق من المشاكل الشائعة بين الشباب سواء كان ذلك على راحة اليد أو باطن القدم أو الإبط أو فروة الرأس أو أي مكان أخر من الجسم. يمكن أن تنجم هذه المشكلة عن أحد السببين التاليين: الأول التوتر والقلق حيث يكون التعرق الزائد في الغالب تحت الإبط، وفي هذه الحالة يمكن علاجها بمضادات التعرق حيث تعمل على الحدّ من إنتاج العرق، كما أنها تقوم بسدّ الغدد العرقية مما يمنع وصول العرق إلى الجلد. إذا لم تساعد مضادات التعرق المتوفرة في الصيدليات في حل المشكلة فعليك استشارة طبيب الجلدية لوصف منتج دوائي أكثر قوة.
وإذا كنت تعانين من التعرق على نحو مستمر فقد تكونين مصابة بما يعرف طبياً بفرط التعرق hyperhidrosis، وتتميز هذه الحالة بالتعرق الزائد في الكف وباطن القدم والإبط وأحيانا الوجه.
في كثير من الحالات ينفرد المصاب بفرط التعرق بالمعاناة مع نفسه دون ذكر هذه المشكلة للطبيب. بينما يمكن للطبيب أن يطرح بعض الخيارات العلاجية التي قد تتضمن جراحة بسيطة للغدد العرقية، فضلاً عن البوتكس- وهي المادة ذاتها المستخدمة في علاج التجاعيد، حيث يتم حقن كميات ضئيلة من مادة البوتولينوم توكسين A المنقى في الغدد العرقية لتقوم بمنع (غلق) الإشارات العصبية التي تحفز إنتاج العرق. ويعطي البوتكس نتيجة فعالة في علاج فرط التعرق، ويمكن للمريض أن يلاحظ النقص في التعرق بعد الحقن بالبوتكس. ولكنه يحتاج إلى تكرار الحقن كل 4 - 6 شهور.
يذكر أطباء الجلدية بعض الخطوات التي يمكن اتباعها للتقليل من فرط التعرق ومنها:
* ارتداء الملابس المصنوعة من الألياف الطبيعية مثل القطن، لكونها أكثر برودة ولقدرتها على امتصاص العرق.
* استخدام بطانة داخلية ماصة في الأحذية، ومنح فرصة للحذاء كي يجف من خلال عدم ارتدائه في يوم تلو الأخر.
* تجنب الأطعمة والمشروبات التي يبدو أنها تؤدي إلى التعرق. وقد تختلف من شخص لآخر إلا أن أراء الأطباء تتفق في أنها تشمل الأطباق ذات البهارات الحارة، أو السوائل الساخنة جدا مثل الحساء.
وأخيرا في الحالات الشديدة من فرط التعرق يمكن أن يكون الخيار الجراحي هو الحل، ويتمثل العلاج الجراحي لفرط التعرق في قطع الأعصاب السمبثاوية بالمنظار Endoscopic Thoracic Sympathectomy ( ETS) ويجب أن تقام العملية الجراحية بدقة شديدة لتفادي أي مضاعفات وعادة ما تكون متاحة فقط في المراكز الطبية الكبرى.
المشكلة الرابعة
الثآليل
قد تدفعك الثآليل إلى إدخال يدك في جيبك كلما سنحت لك الفرصة وذلك في محاولة لإخفائها. ينمو الثآلول كزائدة لحمية اللون أو داكنة في بعض الأحيان وتبدو ككتل أو مطبات تنمو تحت الأظافر أو على الأصابع أو في ظاهر اليد أو في باطن القدم. وأسبابه فيروسية ويرى الأطباء أنه يصيب المراهقين أكثر من غيرهم. فالثآليل حالة شائعة بين الشباب في مرحلة المراهقة حيث المرحلة العمرية التي يبدو فيها العيب البسيط تشوهاً كبيراً بالنسبة لهم.
هناك طرق مختلفة لعلاج الثآليل منها الكي بالتبريد حيث يتم تجميد الثآلول بالنيتروجين السائل، أو العلاج بالليزر أو المواد الكيميائية لحرق الثآلول حتى يتلاشى. وقد ينجح العلاج في إزالة الثآليل إلا أنها مع ذلك قد تعود للنمو من جديد.
من أفضل الطرق لتفادي الثآليل في الأصابع تجنب قضم الأظافر أو جرح اليد، حيث يبدو الجلد المصاب أكثر عرضة للفيروس المسبب للثآليل. تختفي معظم الثآليل من تلقاء نفسها ودون علاج في غضون سنتين. ولا تعتبر الثآليل خطيرة من الناحية الصحية ولكنها إذا أصبحت مصدر إزعاج فالأفضل مراجعة الطبيب لمناقشة خيارات العلاج المختلفة.
المشكلة الخامسة
الأكزيما، التهاب الجلد التأتبي
على الرغم من شيوع الأكزيما لدى الأطفال أكثر من غيرهم إلا أن أعراض أكزيما الجلد قد تستمر مع الشخص إلى سن المراهقة. ويجد العديد من المراهقين المعتادين على ممارسة الرياضة أن الأكزيما التي رافقتهم في الطفولة تزداد سوء في مرحلة الشباب، وتتفاقم أكزيما الجلد مع إصابات الملاعب أو المعدات الرياضية التي يتم ارتداؤها على الركبة أو الكاحل على سبيل المثال.
تعمل منتجات الترطيب الثقيلة وغير المعطرة كخطوة أولية في العناية بالجلد وتخفيف الأكزيما، لاسيما عند الاستحمام بعد مزاولة الأنشطة الرياضية والخروج في الهواء الطلق حيث تكون البشرة أكثر عرضة للجفاف. وهكذا ينصح باستخدام لوشن ترطيب الجسم مباشرة بعد الاستحمام أو السباحة.
إذا لم تجدي المرطبات نفعاً أو استمرت أعراض الأكزيما كالاحمرار والحكة بشكل ملحوظ فمن الافضل زيارة طبيب الأمراض الجلدية ليساعدك في وصف العلاج المناسب. وتتناول الوصفات الطبية التي يصرفها الطبيب كلاً من المراهم والكريمات الموضعية والعقاقير الدوائية عن طريق الفم وأيضاً منتجات الترطيب العلاجية ذات التراكيز القوية.
حب الشباب يظهر غالباً في منطقة الجبهة أو وسط الخدين