قد يرى الناس أن عيب مرض السمنة يكمن في الشكل الخارجي فقط ونظرة المجتمع للمريضة، الا أن مخاطر السمنة تتعدى ذلك بكثير، فقد تؤدي الى الكثير من الأمراض القاتلة مثل السكتة الدماغية، وأمراض القلب والرئة، والفشل الكلوي والنقرس وتصلب الشرايين ومرض السكر، وتشمع الكبد وللأسف السرطان أيضاً
كما ان السمنة تسبب مشاكل كثيرة للمرأة الحامل كتأخر الإنجاب وتزيد من التشوهات الجينية في بعض الحالات وغيرها من الأضرار الصحية. فالمخاطر التي تسببها السمنة للمرأة الحامل البدينة كثيرة، من هذه المخاطر أن السمنة أثناء الحمل تعرض الحامل للإصابة بسكر الحمل وتعرضها لمشكلات أثناء الولادة، كما أن السمنة ترفع من معدلات الإصابة بضغط الدم المرتفع عند الحامل عشر مرات عنها عن الحامل غير المصابة بالسمنة.
وتشير الوثائق العلمية الصادرة من الهيئات والمنظمات الصحية الدولية الى ان السمنة قد ازدادت انتشارا بين دول العالم الصناعي وانها تزحف بقوة على البلدان التي في طور النمو.
في الولايات المتحدة الاميركية أوضحت إحدى الدراسات أن نسبة السمنة بين الاميركيين من اصل افريقي بلغت 30.4 في المئة، وعند الأميركيين من اصل ابيض 27.3 في المئة.
وكذلك الحال في الدول العربية والخليجية، ففي المملكة الاردنية الهاشمية تشير الدراسات الى ان السمنة منتشرة في 49.7 في المئة بالمجتمع ممن هم أكبر من 25 سنة، وتصل عند السيدات 59.8 في المئة وعند الرجال 22.7 في المئة.
السمنة في السعودية
وإذا نظرنا الى دول الوطن العربي لوجدنا ان المملكة العربية السعودية تفوق قريناتها في عدد البدناء، إذ يكلف البدناء المملكة أكثر من 500مليون ريال سنويا بسبب ترددهم على المستشفيات لعلاج أمراض سببها المباشر هو زيادة الوزن، كما نشر الخبير السعودي الدكتور فؤاد نيازي دراسة أوضح فيها أن معدلات السمنة في السعودية ارتفعت بنسبة 30% خلال السنوات العشر الأخيرة وقال ان 29% من الرجال يعانون من زيادة الوزن فيما تعاني 37% من النساء من السمنة ووصلت معدلات السمنة بين النساء الى 24% مقابل 16% من الرجال، وأكد ان هذه النسب هي من أعلى المعدلات في العالم خاصة بين النساء. ووجد في دراسة أخرى ان معدل زيادة الوزن هو 36.9% بالسعودية. ووجد ان اعلى نسبة لانتشار السمنة في المنطقة الغربية 42% تليها الوسطى 40% واقل معدلات السمنة كانت في المنطقة الجنوبية 30%.
وطرق تشخيص البدانة كثيرة، منها ماهو معقد ولا يجرى إلا في معامل الأبحاث، وماهو بسيط ويجرى بسهولة في أي عيادة. وبالنسبة للعامة يمكن التعرف على الوزن الطبيعي التقريبي بخصم الرقم مئة من الطول (الوزن الطبيعي التقريبي = الطول بالسنتيمتر - 100).
أما بالنسبة للعيادات ومراكز علاج السمنة فتوجد عدة طرق يذكر منها:
1- الميزان: يقاس الطول بالسنتيمتر ويقدر الوزن بالكيلوجرام. ثم يقارن الوزن بالوزن الموجود بالجداول القياسية للأوزان الطبيعية بناء على الطول والعمر والجنس، وبذلك يمكن حساب الوزن الزائد عن الوزن المثالي.
2- قياس سمك الجلد: في مناطق خاصة بالذراعين والظهر والبطن وتفرغ في جداول خاصة يمكن منها حساب نسبة كمية الدهون في الجسم وكذلك توجد موازين واجهزة يمكن أن تعطي نسبة كمية الدهون وتقارن هذه النسب بالنسبة الطبيعية.
3- حساب دليل كتلة الجسم:
وذلك بقسمة وزن الجسم بالكيلو جرام على مربع الطول بالمتر. دليل كتلة الجسم = الوزن بالكيلو جرام / (الطول بالمتر)2. وتقسم درجات البدانة بهذه الطريقة إلى: درجة بدانة صفر 20 - 24.9، درجة بدانة 1 - 25 -29.9، درجة بدانة 2 - 30 -40، درجة بدانة 3 - أكثر من 40 وتسمى البدانة المفرطة. ويعتبر الشخص بدينا إذا زاد دليل كتلة الجسم عند 27.8 للرجال و 27.3 للسيدات.
4- قياس نسبة محيط الخصر إلى محيط الردفين:
وتفيد هذه الطريقة في تشخيص البدانة التي تؤدي إلى مضاعفات في ضيق شرايين القلب والمضاعفات الخطيرة الأخرى، فإن زادت هذه النسبة عن 9. في الرجال أو 8. في النساء أصبح الشخص معرضا لهذه المضاعفات
اسباب السمنة:
• الاكثار من الطعام: من الاسباب الرئيسية للسمنة هو الافراط في تناول الطعام التي تؤدي الى البدانة وهي أغذية الطاقة مثل الحلوى والشوكولاتا والارز والمعكرونة والخبز والمربى والزبدة والقشدة، وفي الحقيقة انه لامانع من تناول هذه الأغذية للأصحاء ولكن للاسف السبب الرئيسي لدور الغذاء في البدانة هو الشراهة في الاكل وتناول الطعام بين الوجبات وتناول الحلويات بكثرة والوجبات السريعة والمكسرات والمشروبات الغازية. هذا بالاضافة الى عدم معرفة السيدة بكيفية اعداد الوجبة الغذائية السليمة التي تحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم تعد من العوامل التي تساعد في حدوث السمنة.
• قلة النشاط وعدم الحركة: ان قلة النشاط الجسدي والخمول تؤديان الى السمنة ويساعد على ذلك نمط الحياة الحديثة ومافيها من وسائل الراحة داخل المنزل وخارجه واستعمال السيارة حتى في المسافات القصيرة وكذلك انتشار اجهزة التلفاز في كل مكان فيتجمع حوله افراد الاسرة صغاراً وكباراً عدة ساعات يومياً مما يقلل من الحركة وعدم الخروج والمشي.
• اسباب نفسية: من الممكن ان تؤثر الحالة النفسية في كمية الطعام التي يتناولها الفرد. حيث تهرب بعض النساء من المشاكل النفسية الى حالة الإفراط في تناول الطعام وهذا ما يسمى بالسمنة النفسية وتكون ناتجة عن الشراهة في الاكل وعدم الاحساس بالشبع. فهذه الفئة من الفتيات تنفتح شهيتهن بمجرد رؤيتهن او تدوقهن للاطعمة او حتى شمهن لها من بعد وهن عادة اقل حركة من غيرهن ولا يمارسن اي نوع من الرياضة البدنية ويملن الى النوم والراحة وحياة الكسل ولكنهن يفتشن دائماً عن الاكل حتى لو كان غير مستساغ الطعم، ومعالجة هذا النوع من السمنة سهل وذلك وهي عبارة عن اتباع حمية عادية من الطعام.
• تأثير الحمل في السمنة: تلعب الهرمونات الانثوية دوراً مهماً في توزيع الدهون في مختلف مناطق جسم المرأة ولعل تراكم الدهون في الارداف عند السيدات يرجع الى هورمون الاستروجين الذي يفرزه المبيض لذلك سمي هذا النوع من السمنة (السمنة الانثوية) اي الخاصة بالاناث ويزداد تراكم الدهون عند المرأة نتيجة النشاط الهرموني المتزايد في الفترة التي تمتد من بداية البلوغ حتى سن الخامسة والاربعين. اما بالنسبة للحمل فلم يثبت ان للحمل تأثيراً كبيراً في حدوث السمنة العالية اما زيادة الوزن التي تظهر أثناء الحمل فهي نتيجة لنمو الجنين وما يرافق ذلك من تضخم في الرحم بالاضافة الى زيادة النشاط الهرموني الذي يفتح الشهية للاكل غير ان بعض السيدات الحوامل يفرطن في الطعام والخلود للراحة اعتفاداً منهن أن ذلك يساعد على نمو الجنين والحفاظ عليه مما يؤدي الى زيادة الوزن وترجع اوزان غالبية النساء الحوامل الى طبيعتها بعد الولادة بعدة اسابيع خصوصاً اذا كن مرضعات حيث ان الرضاعة الطبيعية الوافية تساعد وبشكل كبير في التخلص من الوزن المكتسب اثناء الحمل وربما الى ما دون ذلك.
•تسبب مشاكل كثيرة للمرأة الحامل
وترفع من معدلات الإصابة بضغط الدم عند الحامل
السمنة أثناء الحمل تعرض الحامل للإصابة بسكر الحمل