من المعروف أن هناك عوامل عامة لها تأثير سلبي على مستويات ضغط الدم، مثل السمنة والإفراط في تناول الملح وكذلك قلة النشاط والحركة، مع زيادة وطأة التوتر والقلق في حياتنا العصرية وخاصةً في المدن، حيث الازدحام السكاني ومشاكل النقل وسوء التغذية وتلوث البيئة ومشاكل الحياة المتنوعة.
وأكد الدكتور شريف حافظ أستاذ أمراض السكر والضغط بجامعة القاهرة، أنه يوجد شخصاً واحداً بين كل عشرين شخصاً يعاني من ارتفاع ضغط الدم، لذلك ينصح بقياس ضغط الدم لديهم كل ستة أشهر خاصةً بعد تجاوز سن الثلاثين من العمر أو في حالات زيادة الوزن أو في حالات توارث المرض بين أفراد العائلة الواحد
وأوضح حافظ أن ارتفاع ضغط الدم يقتل 9 ملايين من البشر سنوياً وأن ثلث البالغين عالمياً مصابون بهذا المرض، مؤكداً أن ساكني المدن تزداد لديهم معدلات الإصابة بارتفاع ضغط الدم أكثر من سكان القرى نتيجة للضوضاء التي يتعرضون إليها، بالإضافة إلى نمط الحياة السلبي الذي يعتمد على تناول الدهون والأغذية السريعة وعالية الملح، وقلة الحركة، والتوتر.
وحذر حافظ من مخاطر الإفراط فى تناول ملح الطعام لتجنب الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم حيث يؤدى هذا الإفراط إلى احتجاز الماء داخل الجسم مما يضر القلب والكلى والكبد، ويزيد من الوزن ويساعد على ارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى أنه يؤدى إلى هشاشة العظام.
كما أوصى بعدم تناول الأطفال الأطعمة المملحة والمشروبات الغازية التي تزيد من فرص إصاباتهم في المستقبل بالسمنة وارتفاع ضغط الدم مع انخفاض أعمار الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
ضغط الدم.. قابل للشفاء
ومن جانبه، أوضح الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسة والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، أنه رغم خطورة مرض ارتفاع ضغط الدم، إلا أنه مرض قابل للعلاج بل وللوقاية أيضاً منه، مشيراً إلى أن خطورة المرض تتمثل في أن أغلب المصابين به لا يعلمون أنهم من ذوى ضغط الدم المرتفع أو لا يهتمون ولا ينتظمون في العلاج، وأن تجاهل هذا المرض يتسبب في أمراض القلب والسكتات الدماغية والفشل الكلوى.
وأكد بدران أننا في مصر نحتاج لثورة فى ثقافة الوقاية من الملح الزائد، وتبني استراتيجيات لخفض التوتر في المجتمع والبعد عن مصادره قدر الإمكان مما يفيد الفرد فى الاسترخاء وبالتالى يجنبه الوقوع فريسة للعلاقة الوطيدة بين ارتفاع ضغط الدم والتوتر الذي يزيد من كيمياء الغضب في جسم الإنسان.
وشدد على عدم تناول أكثر من ملعقة شاي يومياً من الملح وعدم وضعه على السفرة واستخدام البهارات والليمون كبديل له لتعويض الطعم المالح، مؤكداً أن هناك ملحا خفيا موجود في صورة صوديوم في الشيبسى والأغذية المحفوظة والسريعة والمياه الغازية والمقرمشات والمقبلات واللنشون والبسطرمة وأن تلك الأغذية السريعة والصناعية مسئولة عن 80% من الملح الزائد فى الطعام.
أعراض الإصابة بارتفاع ضغط الدم
لا يشعر أغلب مرضى ارتفاع ضغط الدم بأية أعراض، ولكن من الممكن ظهور أعراض ناتجة عن مضاعفات ارتفاع ضغط الدم، ومن هذه الأعراض:
- عدم اتزان وصداع.
- نزيف أنفي.
- ألم في مؤخرة الرأس عند الاستيقاظ في الصباح.
- ألم في الصدر.
- ضيق في التنفس.
- اختلال في الوعي والتركيز.
- ضعف في الأطراف.
- تشنجات.
- زغللة وضعف في البصر.
أما الأعراض والعلامات الأخرى، تكون ناتجة عموماً عن مضاعفات أو حالات أخرى تؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم وتتضمن:
- تعرق زائد.
- تشنج العضلات.
- ضعف عام.
- تبول بشكل متكرر.
- خفقان القلب بسرعة.
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم
يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى مشاكل صحية خطيرة ترتفع حدتها إذا لم تتم معالجته بالشكل المناسب، وتختلف هذه الآثار والمضاعفات من شخص لآخر بالاعتماد على أربعة عوامل خطر رئيسية لا يمكن السيطرة عليها هى:
- العمر: حيث تزداد احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع تقدم السن.
- العرق: فالزنوج هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم من البيض.
- الجنس: ففي مرحلة الشباب ومنتصف العمر يكون الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء، والعكس فيما بعد الستين.
- التاريخ المرضي للعائلة: فقد ينتج ارتفاع ضغط الدم عن عوامل وراثية.
وبشكل عام فإن لارتفاع ضغط الدم مضاعفات سلبية كبيرة على جميع أعضاء الجسم، إلا أن أكثر الأعضاء تأثراً هي القلب والكلى والدماغ على التفصيل التالي:
القلب: نتيجة للإصابة بارتفاع ضغط الدم لا يحصل القلب على الكمية اللازمة من الدم والأكسجين مما قد يؤدي إلى انسداد الشريان التاجي والإصابة بنوبة قلبية، كما أن هذا النقص المزمن في تروية القلب قد يؤدي إلى موت جزء من عضلة القلب وتوقف القلب عن النبض مما يتسبب في أغلب الأحيان بالوفاة.
الدماغ: نتيجة لضيق الشرايين تقل تروية الدماغ بالدم مما يؤدي إلى نوبة تأتي على صورة فقدان مفاجئ للقوة والإحساس بالشلل، وقد تحدث النوبة (السكتة الدماغية) نتيجة تمزق أحد الشرايين في الدماغ مؤثرة على وظائف الدماغ، ودخول المريض في غيبوبة.
الكلى: كما عرفنا، فإن ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى نقص تروية الأعضاء بالدم، فنتيجة لنقص تروية الكلى تقل قابليتها للتخلص من الفضلات والسموم، وهذا ما يسمى بالقصور الكلوي الذي يترتب عليه تراكم المواد السامة في الدم.
7 خطوات لخفض الضغط
وعن هذا المرض، تنصح الدكتورة إيناس شلتوت أستاذ الأمراض الباطنة العامة والسكر، كلية طب القصر العيني، مرضى ارتفاع ضغط الدم محدده طرق العلاج فى سبع نقاط:
- تقليل وزن المريض المصاب بالسمنة، حيث إن نقص الوزن يؤدى إلى نقص ضغط الدم.
- ممارسة الرياضة مثل ركوب الدراجة والجرى والسباحة والأيروبك، مما يؤدى إلى انخفاض ضغط الدم.
- الإقلال من تناول ملح الطعام إلى حوالى 4-6 جرامات يومياً.
- الامتناع عن التدخين، فالمعروف أن النيكوتين يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم.
- الامتناع عن تناول القهوة، حيث تؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم.
- البعد عن التوتر والانفعالات النفسية كلما أمكن.
- استخدام العقاقير التى تعالج ارتفاع ضغط الدم وهى على شكل موسعات للأوعية الدموية أو مدرات للبول، ويوجد الآن أدوية حديثة تستخدم بنجاح وأمان تام ولا توجد معها أية أعراض جانبية.