عدم الدقة في قياسه يؤدي إلى عدم رصد مرضى حقيقيين
اختيار طول مثانة الجهاز لحسب محيط العضد
قياس الضغط يجب ان يكون دقيقا ومثاليا..لأن اهمال (ارتفاع) 5 ملم من الزئبق قد يؤدي الى عدم رصد مرضى ضغط حقيقيين... وبالتالي زيادة تعرضهم لجلطات القلب والدماغ مستقبلا.. وفي المقابل اهمال(انخفاض) 5 ملم من الزئبق على اي قياس قد يشخص خطأ أناساً كثيرين بمرض الضغط.. ويعرضهم لمضاعفات الادوية وتكاليفها المادية وازدحام عيادات القلب والباطنة من دون داع وتأخير رعاية المرضى الحقيقين.. ولذلك يجب علينا توخي الدقه في قياس الضغط ومعرفة تفاصيل قياسه وأسرارها!!
فهناك أخطاء شائعة تحدث عند قياس الضغط سواء في البيت او العيادة من المرضى انفسهم او من الممارسين الصححين في المستشفيات.. وسنقتصر في هذا المقال على شروط الطريقة الصحيحة لقياس الضغط بجهاز الزئبق الذي لايعتبر صعب الاستخدام ويمكن استخدامه من قبل غير الممارسين الصحيين.
ولابد لنا من شرح ذلك بالتفصيل فهناك شروط تتعلق بالمريض وشروط تتعلق بطريقة القياس.. فنقول وعلى الله التكلان:
1.شروط للمريض:
يجب ان يكون المريض هادئا وليس منفعلا نفسيا وفي غرفة معتدلة الحرارة (ليست شديدة البرودة كما في بعض المستشفيات او شديدة الحرارة وانما تكون درجة الحرارة في حدود 25 درجة مئوية),ولم يدخن منذ ثلاثين دقيقه على الاقل، ولم يتناول اي قهوه او شاه خلال الاربع ساعات الماضية، وليس مجهد البدن بطلوع الدرج أو اللحاق بموعده في العيادة على عجل من المواقف.. كما يجب عليه عدم التحدث عند قياس الضغط.. والصمت تماما لان التحدث يرفع الضغط كما يجب عليه ألا يقيس ضغطه وهو ينازعه الأخبثان بمعنى يجب ان يكون قضى حاجته واخلى مثانته قبل قياس ضغطه لان المغص وأم المثانة يرفعان الضغط، كم يجب عليه ان يرتاح خمس دقائق ثم يقيس ضغطه بشرط الا يكون هناك ازعاج صوتي او نظري، ومن المهم كذلك ألا يسمح بقياس ضغطه وهو يلبس ملابس ثقيل على ذراعه لأن طيّها ورفعها يعمل حاجزا ضاغطا للدم ويقلل وصوله لجهاز القياس وبالتالي يعطي انطباعا خاطئا بانخفاض الضغط عن قيمته الحقيقية.. ومن الشروط كذلك ان يكون جالسا مسنود الظهر فعدم سند الظهر يرفع الضغط بحوالي 8 ملم من الزئبق..وان تكون ذراعه مسنودة ايضا ضد الجاذبية بطاولة او مخدة اومرتكى بحيث يكون منتصف العضد على نفس مستوى منتصف القلب وهي نقطه تقع بين القص الامامي والخلفي على مستوى تحت الضلع الصدري الرابع، وان يكون غير متقاطع الارجل وليس مستلقيا ولاواقفا.. وقد رأيت عددا من المرضى يتحايل على طبيبه بقياس الضغط اثناء استلقائه على السرير مما يعطي قراءات خاطئه منخفضه..
جهاز الزئبق اكثر دقه نسبيا من الاجهزة الالكترونية في قياس الضغط
2.شروط جهاز الضغط:
يجب ان يكون طول مثانة جهاز الضغط تغطي على الاقل 80% وعرضها 40% من محيط ذلك العضد لأن قياساته تختلف بين السمين والنحيف والمتوسط والطفل.. فأخذ جهاز قياس صغير جدا لعضد كبيرة الحجم يعطي انطباعا خاطئا بارتفاع الضغط الشديد كما ان اخذ مثانة جهاز الضغط كبيرة الحجم لعضد صغيرة ونحيله يعطي انطباعا خاطئا بانخفاض الضغط ولذلك اغلبية اجهزة الضغط تأخذ متوسط طول المثانه 30 سنتيمترا وعرضها 16 سنتيمترا للانسان البالغ... ثم توضع المثانة ثلاثة سنتيمترات فوق مفصل الكوع (من جهة الامام) وتلف حول العضد بدرجة متوسطة بحيث يمكن ادخال اصبعين بسهوله تحتهما.. ثم يضع السماعة على مفصل الكوع من الامام (الى جهة الجسم قليلا) لسماع الشريان بوضوح.. ولايقوم بالضغط على السماعة بقوه لان ذلك يؤدي الى ظهور اصوات مرور الدم مبكرا وبالتالي يؤثر على دقة القراءه.. ثم يقوم بتملئة المثانة بالهواء مع تحسس شريان اليد التي يقيس منها حتى يختفي النبض ثم يقوم بعد ذلك بإنزال الضغط تدريجيا 2-3 ملميمتر من الزئبق لكل نبضة قلب حتى يسمع صوت نبضات شريان العضد بوضوح وذلك مايسمى اصوات كورتاكوف المرحلة الاولى وهي تدل على الضغط الانقباضي فلو سمعها على رقم 130 ملم من الزئبق لأصبح قياس ضغط المريض الانقباضي 130 ثم ينزل(بضم الياء) تدريجيا في ضغط المثانه حتى تختفي اصوات كورتاكوف نهائيا وهذا مايسمى الضغط الانبساطي فمثلا لو اختفت عند80 ملم من الزئبق لقلنا ان الضغط الانبساطي هو 80 ملم زئبق وبالتالي يصبح ضغط المريض 130 على 80 وهناك مشكله يتعرض لها البعض وهو ان الاصوات لاتختفي نهائيا الا عند 10 او 15 وعند ذلك تؤخذ اصوات المرحلة الرابعة (الخفيفة جدا) كدلالة على الضغط الانبساطي.
نقاط هامه:
اولا:بعض المرضى تكون اول قراءه عاليه جدا وذلك بسبب خوفه فينصح بتركه دقيقتين ثم اعادة الضغط مرة ثانيه ثم دقيقتين اخرى فيعاد مرة ثالثه ويؤخذ متوسط الثانيه والثالثه وتترك القراءه الاولى.
ثانيا: هناك بعض كبار السن يعانون من ظاهرة (الضغط الكاذب) وهو ارتفاع الضغط بسبب تصلب شريان العضد بصوره كبيره بحيث يحتاج الى ضغط عالي لأغلاقه ويظهر ذلك بوضوح عند تحسس الشريان بعد الوصول للضغط الانقباضي.
ثالثا:يفضل علميا قراءات المنزل وخصوصا عند النوم وعند الاستيقاظ مقارنة بقياسه في المستشفى او في العياده عند الطبيب.
رابعا: لاتشد المثانة على العضد لان ذلك يعطي قراءات خاطئة منخفضة ولا تجعلها مرتخية فتعطي قراءات مرتفعة
خامسا: لاتعيد القراءات بسرعة وإنما انتظر من دقيقتين الى خمس دقائق ثم أعد القراءه.
واخيرا.. فنشجع القارئ الكريم ان ينشر ثقافة قياس الضغط الصحيحة سواء بجهاز الزئبق او الاجهزه الالكترونية الحديثة التي تتوافق مع قراءات الزئبق بنسبة عالية حيث لايتجاوز الخطأ فيها اكثر من 10 ملم من الزئبق اذا كانت معايرة ويتم فحصها تقنيا بصورة دورية.