بعض الأدلة تشير إلى علاقتها بالإصابة بأمراض الكلى وسرطان الثدي
يوصي الأطباء بحاصرات قنوات الكالسيوم «calcium - channel blockers»، أو «CCBs» في الغالب عند فشل أدوية معالجة الضغط المرتفع في العمل بشكل جيد. وتشمل حاصرات قنوات الكالسيوم الأكثر شيوعا عقاقير أملوديبين (amlodipine) نورفاسك (Norvasc) وديلتيازيم «diltiazem» (كارتيا إكس. تي. Cartia XT). كما تستخدم بعض حاصرات قنوات الكالسيوم لعلاج آلام الصدر (الذبحة الصدرية) وضربات القلب غير المنتظمة.
ويقول ديباك بهات، الأستاذ بكلية الطب جامعة هارفارد ورئيس تحرير رسالة هارفارد الصحية، إن «المركبات، مثل أملوديبين، تعمل بكفاءة في علاج ضغط الدم المرتفع، وبآثار جانبية نادرة نسبيا. وهذا هو ما يجعلها الأكثر شيوعا».
* استرخاء الشرايين
* كيف تعمل حاصرات قنوات الكالسيوم؟ إن أحد خصائص حاصرات قنوات الكالسيوم هي أنها تساعد على استرخاء جدران الشرايين، وهو ما يساعد في توسيع الشرايين والسماح لمزيد من كميات الدم بالتدفق إلى القلب. ونتيجة لذلك، فإن قلبك لا يضطر إلى العمل بقوة، وبالتالي ينخفض ضغط الدم. وتساعد حاصرات قنوات الكالسيوم في حال فشل نوع آخر من أدوية ضغط الدم المرتفع، الذي تسمي بـ«حاصرات بيتا» beta blocker، حيث إنها أكثر فاعلية من حاصرات بيتا في الوقاية من الذبحة الصدرية التي تنتج من تقلص الشريان التاجي.
* المخاطر. الجيل الأول من حاصرات قنوات الكالسيوم كانت قصيرة المفعول. وأشارت بعض الدراسات إلى أنها قد تكون مسببة للمخاطر في بعض حالات الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب. وتبدو حاصرات قنوات الكالسيوم الأحدث وطويلة المفعول، آمنة وفاعلة في التحكم في ضغط الدم المرتفع. وتتضمن الأعراض الجانبية الناتج عنها الإسهال والغثيان والإرهاق.
بيد أن بعض الأدلة الأخيرة تشير إلى وجود عوامل خطورة أخرى محتملة لحاصرات قنوات الكالسيوم، حيث أشارت الدراسة، التي نشرت في 18 ديسمبر (كانون الأول) من عام 2013 بدورية الجمعية الطبية الأميركية، إلى أن تعاطي حاصرات قنوات الكالسيوم بالتزامن مع تعاطي المضاد الحيوي «كلاريثروميسين» (بياكسين) يؤدي إلى مخاطر محدودة من حدوث إصابات في الكلى. كما كشفت الدراسة، التي نشرت موقع مجلة «جاما إنترنال ميدسين» في الخامس من أغسطس (آب) من عام 2013، أن النساء اللاتي تناولن حاصرات قنوات الكالسيوم على مدى 10 سنوات أو أكثر كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي بأكثر من الضعف.
* ما الذي ينبغي القيام به؟ ويضيف الدكتور بهات أنه من المحتمل أن تفوق فوائد خفض ارتفاع ضغط الدم المخاطر المتوقعة لحاصرات قنوات الكالسيوم. وعلى الرغم من اكتشاف كلتا الدراستين الرابط بين حاصرات الكالسيوم والمخاطر المتوقعة، إلا أن الدراستين لم تكتشفا أن الحاصرات كانت سببا مباشرا في مشكلات الكلية أو سرطان الثدي. ويقول بهات إن «هذه الأنواع من الدراسات القائمة على الملاحظة ليست المعيار الذهبي للأبحاث السريرية. في بعض الأحيان، تتمكن تلك الدراسات من اكتشاف إشارات المخاطر، مثل السرطان، التي يتبين وجودها بشكل حقيقي في نهاية الأمر، على الرغم من أن غالبية هذه الدراسات لا يمكن تأكيدها». وعلى صعيد التفاعل المحتمل بين حاصرات قنوات الكالسيوم، يقول بهات «إنها ممكنة بيولوجيا، لكن الرسالة الأكثر أهمية هي تجنب الاستخدام غير الضروري للمضادات الحيوية في المقام الأول». والنصيحة الأخيرة: استشر طبيبك بشأن تعاطي حاصرات قنوات الكالسيوم.