كشف الدكتور خالد جودت أستاذ الجراحة بطب عين شمس ومؤسس الجمعية المصرية لجراحات السمنة المفرطة، عن احتلال جراحات تحويل مسار المعدة المركز الأول عام ٢٠١٤، نظراً لقدرتها شفاء الأمراض المصاحبة للسمنة المفرطة وعلى رأسها مرض السكر بنسبة ٨٠٪ شفاء تام، مما يجنب المرضى المضاعفات الخطيرة المحتملة للمرض ومن بينها الفشل الكلوي، و غرغرينا القدم السكرية والسكتات الدماغية وجلطات المخ والقلب.
وأوضح جودت أن الأعوام الأخيرة شهدت تغيير في شعبية بعض الجراحات ، ومازالت عملية تحويل المعدة هى أكثر جراحه للسمنة تجري بالعالم، حيث أنها تعطي أفضل نتائج لخفض الوزن علي المدي القريب والبعيد مع أعلي نسب شفاء من السكر والضغط وارتفاع الكوليسترول وهبطت شعبية ربط المعدة في المقابل، نظراً لضعف نتائجها مقارنة بالجراحات الاخرى وعودة المريض لزيادة الوزن بعد عدة سنوات، وأصبحت جراحة تكميم المعدة والتي زادت شعبيتها رقم أثنين بالعالم بعد التحويل في 2014.
وأضاف جودت أن السمنة المرضية المفرطة مصاب بها أكثر من 5 ٪ من الشعب المصري، كما يصيب مرض السكر ما يقرب من 20٪، وتعد جراحات السمنة هي العلاج الطبي الوحيد الذي يمكنه إعطاء شفاء دائم من المرضين.
وعن الترهلات التي تصيب الجسم أثناء انخفاض الوزن، كشف جودت عن تكنيك جديد يتم إتباعة من خلال إجراء شد الجسم كله في جلسة واحدة بدلًا من إجرائها على مراحل وجراحات متعدده.
وأكد أن علاج مرض السكر من النوع الثاني باستخدام جراحات السمنة بدأ منذ 7 سنوات، نظراً لأن جراحة تحويل المعدة لغير البدناء والمصابين بالسكر من النوع الثاني يعطي شفاء تام من مرض السكر في 80 ٪ من الحالات.
وأشار جودت إلى أن عدد الجراحين الممارسين لهذه الجراحات بمصر ارتفع من ٤ جراحين عام 1997 إلى مئات الجراحين عام 2014، مشيراً إلى أن الجمعية في طريقها لإرساء قواعد إجراء هذه الجراحات في مصر مع توفير التدريب الكافي لتحقيق أعلى درجات الآمان نظرا لما تحتاجه هذه الجراحات من قدرات جراحية عالية وتدريب جراحي شاق.
ومن جانبه، أوضح الدكتور أحمد ابراهيم أستاذ جراحة الجهاز الهضمي و المناظير بطب عين شمس، أن أسباب الانتشار الواسع لجراحات تحويل مسار المعدة تعود إلى تمتعها بـ٤ مميزات رئيسية وهي الفعالية العالية في انقاص الوزن ونجاحها المتميز في مرحلة تثبيت الوزن ودرجة الأمان العالية وقدرتها على الشفاء من الأمراض المصاحبة للسمنة كارتفاع مستوى السكر بالدم وارتفاع ضغط الدم ومشاكل العمود الفقري والمفاصل وتوقف التنفس المفاجئ أثناء النوم.
وأشار إلى تميز جراحات تحويل مسار المعدة بقدرتها على شفاء الأمراض المصاحبة للسمنة المفرطة، حيث أظهرت دراسة حديثة اجراها مجموعة من الباحثين بمركز ويل كورنل بولاية نيويورك في أمريكا، أن جراحة تحويل المعدة تشفي من مرض السكر من النوع الثاني بنسبة ٩٢ ٪ أو على اقل تقدير تحسن من استجابتهم للعلاج الطبي و تجنبهم المضاعفات الخطيرة المحتملة لمرضى السكر كالفشل الكلوي وغرغرينا القدم السكرية والسكتات الدماغية وجلطات المخ والقلب.
وقد أظهرت الدراسة أن 92% من مرضى السكر قد استجابوا بشكل رائع للجراحة وأن ما يقرب من 60% من المرضى قد شفوا تماما طوال فترة الدراسة التي استمرت ما يقرب من 7 سنوات بعد الجراحة.
وأضاف إبراهيم أن جراحة تحويل المعدة تجرى عادةً للمرضى المصابين بالسمنة المفرطة وهى تحقق نتائج جيدة في هذا المجال، وقد لوحظ أن المرضى الذين أجريت لهم هذه الجراحة من المصابين بالسكر تحسن لديهم مستوى السكر بالدم بشكل ملحوظ، وكان الاعتقاد السائد أن تحسن مستوى السكر بالدم مرجعه أساسا انخفاض الوزن، حيث انه من المعروف طبياً أن مستوى السكر بالدم في مرضى النوع الثاني من السكر (وهم يشكلون اكثر من 95% من مرضى السكر) له علاقه مباشرة طردية بوزن المريض و لكن اللافت للنظر أن الابحاث الحديثة أثبتت أن هذا التحسن يسبق انخفاض الوزن إذ يبدا التحسن في مستوى السكر بعد مرور أقل من أسبوع على الجراحة.
وأكد أن جراحة تحويل المعدة سلطت الضوء على دور الامعاء في الإصابة بمرض السكر، حيث تفرز الأمعاء مجموعة كبيرة من الهرمونات التي تؤثر في مستوى الانسولين بالدم وبالتالي مستوى السكر بالدم، وتقوم جراحة تحويل المعدة على نقل الطعام من المعدة إلى النصف الثاني من الامعاء مباشرة و تجنب مرورة بالجزئ الاول من الأمعاء و يؤدي هذا إلى الرفع من مستويات الهرمونات المحفزة للأنسولين والتي تفرز من النصف الثاني من الأمعاء، وفي ذات الوقت يقلل الهرمونات المضادة للأنسولين التي تفرز من بداية الأمعاء الدقيقة، وتحتاج لمرور الطعام عليها لكي تفرز.