ربطت دراسة علمية استرالية بين الإفراط في تناول الوجبات السريعة المشبعة بالدهون والسكريات وانخفاض معدلات ومستوى الذكاء بشكل عام عند الأطفال وصغار السن من المراهقين بعد الاعتماد على اختبارات وتقييمات إدراكية وتفكيرية شملت شريحة كبيرة من هذه الفئات العمرية المقسمة إلى مجموعات بحسب أنماطها الغذائية العامة.
وبينت هذه الدراسة التي أجريت في مركز الأبحاث العامة بجامعة "غرب استراليا" بالاشتراك مع مركز أبحاث طب الأطفال الاسترالي بأن محتويات هذه الوجبات السريعة من الساندويتشات و المشروبات الغازية والأطعمة المقلية والحلويات تتضمن كميات كبيرة من الدهون المشبعة الضارة والكربوهيدرات والسكريات المصنعة الضارة بعمومها.
ويكمن ضرر هذه المواد في أنها تؤثر سلباً على أداء القدرات العقلية بشكل عام من نقص الأداء الإدراكي الإيجابي والتفكيري بالإضافة إلى آليات التركيز والانتباه وقدرات التبصر والتعلم والتذكر للدماغ لإرهاقه بعمليات التمثيل الغذائي المضاعفة المجهود لمحاولة التخلص من هذه المواد الفائضة والمتراكمة وبالتالي إخفاقه في أداء مهامه الأخرى.
ولخطورة الفئة العمرية أهمية من حيث أن تلك المرحلة من السن تكون فيها البنية والقدرة الدماغية بشكل عام في حالة تم وصفها طبياً وعلمياً بالحرجة لكونها من مراحل التكون والتحول الرئيسية التي تستلزم الحرص على إيجابية تعزيزها بالطاقة اللازمة من خلال تأثيرات خارجية نافعة يكون مصدرها النظام الغذائي المفيد للحصول على تبعات الجيدة من ذلك، وجاء في هذه الدراسة أن أهم مرحلة من هذه الفئة العمرية هي بين 14 و 17 سنة بالتحديد لتميزها بتغيرات رئيسية انتقالية شاملة من نهاية مرحلة الطفولة إلى بداية مرحلة الشباب ويتم فيها تحولات جسمانية وهرمونية وكيميائية سريعة على المدى القصير وتابعة متأثرة وممتدة على مدى طويل تظهر نتائجه مستقبلاً مع مراحل متأخرة من العمر.
وتمت مقارنة نتائج أداء اختبارات وتقييمات المجموعات المعتمدة في غذائها على هذه الوجبات السريعة مع أخرى اعتمدت على أنواع صحية طبيعية من الأغذية ليظهر التباين لصالح المجموعة الثانية بفارق كبير جداً في أداء القدرات الإدراكية العقلية ونتائجها العامة المرتبطة بعمليات النمو المعرفي اللحظي والدائم الواضح في فرق الأداء بين المجموعتين.
ونبهت الدراسة إلى أن هذا الأمر يضاف إلى الأضرار والآثار السلبية الصحية العديدة التي تنتج وتتبع تناول هذه الوجبات السريعة بكافة أنواعها وفئاتها عموماً مثل السمنة وداء السكري وارتفاع ضغط الدم ونسبة الكولسترول وأمراض القلب وغيرها من التبعات السيئة المعروفة والتي بحثتها وبينتها دراسات وتجارب طبية واجتماعية سابقة.