يصعب تمييز الفرق بينها وبين الأمراض الجلدية
ما هي البشرة الحساسة ؟
ينصح باختيار مستحضرات التجميل الخالية من العطور
إذا كان جلدك يصاب غالبا بتورمات مفاجئة أو طفح جلدي غامض أو بقع جافة فإنك على الأرجح تعانين من بشرة حساسة. من العبارات الدارجة في منتجات العناية بالبشرة مصطلح "البشرة الحساسة" وقد أصبح البحث عنه هدفاً لمن تعاني من الحالات الجلدية الطفيفة (كالاحمرار الخفيف) إلى الأعراض الحادة (كالوخز والحرقان والتورم والجفاف الشديد والبثور).
يستخدم الكثير من الناس مصطلح البشرة الحساسة دون الإلمام بمعناه الكامل، لمجرد الإصابة بطفح جلدي أو بثور عقب استخدام منتج ما.
هناك علاقة مربكة بين البشرة الحساسة والأمراض الجلدية حيث يصعب تمييز الفرق بينهما. لأن أمراضاً كالأكزيما أو الصدفية أو الوردية أو التهاب الجلد التماسي (التهاب الجلد نتيجة التعرض المباشر للمادة المهيجه) عادة ما تترك البشرة عرضة للتهيج والطفح وهذه هي السمة المييزة للبشرة الحساسة. فكيف يمكن التفريق بينهما وماهي الطريقة لتهدئة حساسية الجلد.
* كيف تتفاعل البشرة الحساسة؟
تستثار البشرة الحساسة بكل مايحيط بها إلى حدّ بعيد، وتنعكس استجابتها في مظهرها فتبدو جافة ومحمرة مع الشعور بالحكة. وتتهيج البشرة الحساسة بسهولة مما يساعد في تمييزها عن أنواع البشرة الأخرى مثل البشرة الجافة أو البشرة المعرضة لحب الشباب.
فالبشرة الجافة عموماً ليست مصحوبة بالحكة، كما أنها تتحسن مع استخدام منتجات ترطيب البشرة. وعلى النقيض من ذلك تصاب البشرة الحساسة بالحكة عند تهيجها، بالإضافة إلى أن أعراضها تحدث فجأة ولاتزول تماماً باستخدام كريمات الترطيب. أما البشرة المعرضة لحب الشباب فقد تعاني من تورمات جلدية إلا أنها لا تتهيج كالتورمات التي تحدث في البشرة الحساسة.
* مالذي يجعل البشرة حساسة وقابلة للتهيج؟
عندما يصبح الجلد جافاً بفعل العوامل المحيطه مثل العمر والتغيرات الموسمية والتلوث البيئي فإنه يفقد رطوبته الطبيعية مما يجعله حساساً وسهل التأثر بالمهيجات من حوله فيفقد نعومته ويصبح متقشراً ومتورماً.
من الممكن أن تصاب البشرة بالجفاف دون أن تكون حساسة، ومع ذلك لا يطيق معظم الناس البشرة الجافة بكل الأحوال.
إن نمط العناية بالبشرة الذي يتبعه كل شخص يمكن أن يزيد من حساسية الجلد، بما في ذلك نوع الماء المستخدم في الاستحمام ومصدره. حيث تحتوي مياه الصنبور على معادن ثقيله مثل الرصاص والزنك والمغنيسيوم والنحاس والحديد والتي يمكن أن تهيج الجلد، كما أن الكالسيوم المعدني هو أحد المكونات الخشنة في الماء. ومع ذلك تحتل مستحضرات التجميل المرتبة الأولى في أسباب جفاف البشرة. وإليك بعض الحقائق المؤلمة حول منتجات التجميل: للأسف لا يمكن الاعتماد ببساطة على المنتجات المدون عليها عبارة "للبشرة الحساسة"، وذلك لاختلاف أسباب الحساسية ومدى شدتها، فقد لا ينجح المنتج في تخفيف الاحمرار مثلا. وللوقاية من أضرار المنتج سيتعين عليك قراءة المكونات الداخله في صنعه قبل شرائه، وفيما يلي أهم المعلومات التي ينبغي البحث عنها في عبوة المنتج:
العطور الداخلة في مستحضرات العناية بالبشرة هي العامل المهيج الأول للبشرة الحساسة، ولذلك اختاري المنتجات الخالية من العطور fragrance-free. ويشير مصطلح unscented إلى أن المنتج يخلو تحديداً من الروائح العطرية ولكن ذلك لا ينفي وجود العطور فيها. حيث تعمد الشركات المصنعة إلى إضافة روائح محايدة لإخفاء العطور الكيميائية. ومن المستحضرات الأخرى المهيجة للبشرة منتجات صنفرة الجلد التي تحتوي على حبيبات خشنة (مثل ملح البحر) أو التي يدخل في أساسها الكحول.ولامانع من استخدام التونر أو منتجات العناية بحب الشباب المحتوية على عناصر مجففه مثل البنزويل بيروكسايد والكحول.
بالنسبة لمقشرات البشرة ينصح بإختيار الأنواع ذات الحبيبات الدقيقة (ويشار إليها بمصطلح micro-beads أو micro-spheres). استخدمي المنتج على الجلد بلطف وخفة وتجنبي الكشط أو الفرك بعنف.
تحمل بعض المكونات الطبيعية أضرار تشبه تلك الناجمة عن المكونات الكيميائية، فبينما توجد بعض المكونات النباتية الجيدة للبشرة توجد أنواع أخرى يمكن أن تثير الجلد.
ثلاث مكونات عضوية واصطناعية تدخل على نطاق واسع في منتجات التجميل من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم حساسية الجلد:
•كواتيرنيوم 15 (Quaternium 15): مادة حافظة توجد في لوشن الترطيب والشامبو ومساحيق التجميل ومنتجات العناية ببشرة الأطفال، وقد ارتبطت بارتفاع معدلات التهاب الجلد التماسي التحسسي (حساسية الجلد التي تظهر على هيئة طفح جلدي نتيجة التلامس المباشر مع هذه المادة)
•اللانولين Lanolin: مادة شمعية طبيعية مشتقة من الصوف، تدخل مادة اللانولين في كل الصناعات لتشمل مستحضرا ت التجميل، ومواد النظافة الشخصية، وواقيات الشمس ومزيلات الشعر، وبخاخات تثبيت الشعر وكريم حفاضات الأطفال. وتشمل أعراض الحساسية الناجمة عن اللانولين احمرار، وتورم، وحكة، وبثور مملوءة بسائل.
•البروبيلين غليكول Propylene glycol: وتعتبر هذه المادة من مهيجات الجلد الأساسية وتدخل في المرطبات، والشامبو، ومنظفات الوجه، وغسول الجسم، ومزيل العرق، وصبغات الشعر والكريمات المضادة للشيخوخة. وعلى عبوة المنتج يتم سردها بين المكونات بأحد الأسماء التالية: 1,2-Dihydroxypropane، أو 2-Hydroxypropyl أو Methyl ethyl glycol أو 1,2-Propanediol، أو Propane-1,2-diol، أو 1,2-Dihydroxypropane، أو 1,2-Propylene glycol، أو Alpha-propylene glycol، أو Dowfrost، أو Methyl ethylene glycol.
* كيفية الحفاظ على الجلد تحت السيطرة
لتحديد المادة المهيجة للجلد ينصح أطباء الجلدية بالتوقف عن كل ما من شأنه أن يثير الحساسية لمدة أسبوعين إلى 4 أسابيع. ومن ذلك منتجات الصابون والشامبو والبلسم والكريمات واللوشن والعطور وحتى صابون غسيل الملابس المزود برائحة عطرية.
وللاستخدام اليومي يمكن اختيار المنظفات الخالية من العطور ومنتجات غسول الوجه، والمطهرات اللطيفة الخالية من الصابون وأنواع الكريمات الخالية من المنتجات المذكورة أعلاه.
وبعد استعادة البشرة حالتها المثالية يمكن العودة إلى استخدام المنتجات التي تم التوقف عنها سابقا على أن لا يتم ذلك دفعة واحدة، ولكن شيئاً فشيئاً مع مراقبة حدوث أية أعراض مزعجة كالاحمرار، أو الحكة.
إذا كانت البثور تظهر بشكل طفيف ونادر فيمكن استخدام أحد الكريمات التي تحتوي على نسبة 1% من الهيدروكورتيزون والمتوفرة في الصيدليات. قومي بوضع كمية بسيطة لبضعة أيام مع تجنب استخدامها لفترة طويلة لأن ذلك يسبب ترقق الجلد وهو ما يعرف بضمور الجلد. وكلما أصبح الجلد رقيقاً يصبح أكثر حساسية وأشدّ عرضة للجروح والالتهابات.
كما أن الافراط في استخدام كريمات الهيدروكورتزون يؤدي إلى مضاعفات أخرى مثل علامات التشققات الجلدية والأوردة العنكبوتية.
إذا لم تنجح الكريمات في تخفيف أعراض الحساسية من حكة واحمرار فالأفضل استشارة طبيب الجلدية حول ماهية الحساسية وإذا ما كانت عرضاً لأحد الأمراض الجلدية مثل الأكزيما أو الوردية، أو أنها ناجمة عن الاتصال المباشر بأحد العوامل المهيجة للجلد. ويقوم الطبيب عادة بإجراء اختبار الحساسية للتعرف على العامل المسبب لها. ويتم أثناء الاختبار وضع كمية صغيرة من كل مادة مهيجة على رقعة ومن ثم تثبت الرقعات على الجلد ليلامس المادة مباشرة –عادة في أعلى الظهر- وتترك لمدة يومين ولا يمكن إزالتها أو غسلها.
يقوم الطبيب لاحقاً بفحص الجلد بعد ساعة من إزالة رقع الاختبار وأيضاً إعادة فحصها بعد مرور 48 ساعة. ومن الضروري إجراء الفحص عدة مرات لتحديد ما إذا كانت الحساسية ناجمة عن التعرض لمادة مهيجة (وهذه يمكن أن تكون واضحة في وقت مبكر مباشرة بعد إزالة رقع الاختبار) أو أنها حساسية جلدية مما قد يستغرق فترة تصل إلى خمسة أيام لحدوثها.
تظهر استجابة الجلد للمادة المهيجة بشكل طفح وبثوروحروق. تؤدي ردة الفعل القوية تجاه الحساسية إلى حدوث نتوء صغير يرتفع عن الجلد ويبلغ قطره أقل من 1 سنتيمتر ويتحول لاحقاً إلى فقاعة. وفي ردات الفعل الشديدة قد تظهر عدة فقاعات وتقرحات. ومن المهم معرفة نوع الحساسية: لأن الحساسية الناتجة عن المهيجات يمكن أن تزداد سوءاً مع كل تعرض، ويمكن أن تكون خطيرة ومهددة للحياة إذا لم يتم التعامل معها بالشكل السليم، كما هو الحال فيما يعرف بصدمة الحساسية المفرطة anaphylaxis وهي عبارة عن حساسية عامة وشديدة تحدث خلال دقائق من التعرض لمادة مسببة للتهيج. وتتمثل أعراض الحساسية في الشعور بالدوخة وفقدان الوعي، وطفح جلدي عام مصحوب بالحكة والهرش، وتورّم الشفايف أو اللسان أو الجفون، وصعوبة التنفس.
اختبار الحساسية للتعرف على العامل المسبب لها
تحتوي مياه الصنبور على معادن ثقيلة يمكن أن تهيج الجلد
ينصح باختيار المنظفات الخالية من العطور