يتم علاج هؤلاء الأشخاص علاجاً عقاقيرياً مع العلاج المعرفي السلوكي.
وفي العلاج المعرفي السلوكي حيث تكمن الإستفادة من إستخدام الإثنين معًا حيث يركز العلاج السلوكي على معرفة المريض بطبيعة الأعراض الجسمانية المصاحبة للمرض و يركز العلاج المعرفي على تقويم الأخطاء المعرفية التي يتوهمها المريض أو يتعرف على أساسها مباشرةً.
و يتم تركيز العلاج بالإستبصار على توضيح كل جوانب المرض للمريض و زيادة إستبصاره و كشف كل الصراعات اللاشعورية لديه.
وقد لوحظ أن في معظم المرضى تقل معاناتهم من القلق إذا ما أتيحت لهم الفرصة فقط لمناقشة مشاكلهم مع طبيب نفسي.
و بمعرفة الأسباب و المواقف التي بدورها تتسبب في معاناة المريض من القلق فقد ينصح المعالج بمساعدة الأسرة و المريض نفسه في إزالة كل تلك المسببات و المواقف مما يقلل من الضغط النفسي على المريض نفسه فيصبح أكثر قدرة على العمل و أكثر قدرة على إقامة علاقات مع المحيطين به.
و يركز العلاج السيكودينامي على زيادة قدرة المريض على التكيف مع القلق نفسه أكثر منه إزالة مسببات القلق فهو يتضمن معرفة مخاوف المريض نفسه.
العلاج المعرفي السلوكي و فلسفة عمله إن الهدف من إدخال برامج العلاج المعرفي السلوكي إلى حيز التدريب هو تبديل التغيرات النفسفسيولوجية التي حدثت بسبب القلق و التوتر و التي لا يعيها و لا يدركها الفرد حيث نصفها بأنها لاشعورية، و محاولة إخضاع تلك التغيرات للسيطرة الإرادية حيث يتزود المتعالج بالمعلومات النظرية ثم التدريبات العملية.
و بما أن التغيرات الفسيولوجية الجسدية مثل زيادة معدل ضربات القلب و الصداع و ارتفاع ضغط الدم وحموضة المعدة و آلام الجسد و انتفاخ القولون و الحكة الجلدية و التوترات العضلية ناجمة عن التوتر و القلق و الإثارة و الخوف إذن فهناك تفاعل متبادل قائم بين النفس و البدن و هناك الآن فرصة للفرد أن يتعلم كيف يدرك هذه العلاقة و يعيها و يعي ارتباطها بالتوتر و الاسترخاء في البيئة التي يعيش فيها.
و بما أن التغيرات الفسيولوجية و الأحاسيس البدنية تلك تحدث خارج نطاق إدراك الفرد فهدف العلاج المعرفي السلوكي أن يتعلم و يكتسب الفرد إراديًا أساليب التدعيم و التعزيز و السيطرة و تعميم الاسترخاء في الحياة اليومية ثم بعد ذلك يمكن فطامه و تركه تدريجيًا يتحمل مسئوليات حياته بدون توتر و بالتالي بدون أمراض بدنية تنغص عليه.
و أود هنا أن أقرر أن التدريبات التي سنذكرها نقصد منها وصف طرق علاجية طبقت فعلاً من قبلنا و معالجين آخرين و ثبتت فعاليتها في إحداث التبديل السلوكي المطلوب فنرجو النظر إليها و فهمها ثم استخلاص أفكار و طرق أخرى و تطبيقها ثم استخلاص و استلهام و إبداع طرق و أفكار اخرى لحالات أخرى لا تستجيب للطرق العلاجية التقليدية المعروفة في الوسط الطبي النفسي.