ازداد في السنوات الأخيرة ويجب المبادرة في علاجه ..
تزيد نسبة الإصابة بأمراض الضغط وجلطات القلب والسمنة
ازدادت في السنوات الأخيرة حالات تكيسات المبيض واصبحت هاجسا كبيرا يؤرق الكثير من الفتيات وأمهاتهن بالاضافة الى الاطباء و ذلك لما تسببه من مشاكل متعددة لدى الفتاة كاضطرابات الدورة الشهرية و زيادة الوزن ومن الممكن التأخر في الإنجاب و حيث انه لا يعرف السبب الحقيقي لهذه المشكلة غير الاستعداد الوراثي لذلك فانه بالتالي يصعب وجود العلاج الناجع لهذه المشكلة.
متلازمة المبيض المتعدد الكيسات هو واحد من اضطرابات الغدد الصماء الأكثر شيوعا في الإناث التي تؤثر على ما يقرب 10 الى 15% ٪ و قد تصل الى 20% في بعض المجتمعات من النساء في سن الإنجاب (12-45 سنة) ويعتقد أن يكون واحدا من الأسباب الرئيسية لقلة الخصوبة في الإناث.
الميزات الرئيسية هي السمنة، واللا إباضة (مما يؤدي إلى عدم انتظام الحيض) أو انقطاع الطمث، حب الشباب، وكميات مفرطة من هرمونات الاندروجين أو آثارها. الأعراض وشدة المتلازمة تختلف اختلافا كبيرا بين النساء. في حين أن الأسباب غير معروفة، مقاومة الانسولين والسكري، والسمنة، ترتبط ارتباطا قويا مع متلازمة تكيس المبايض.
تعرف المبايض بانها تلك الغدد التناسلية الأنثوية المسؤولة عن إنتاج البويضات والهرمونات الجنسية الأنثوية مثل هرمون الاستروجين المسؤول عن ظهور الصفات الجنسية الأنثوية وهرومون البروجسترون المسؤول عن تثبيت الحمل والحفاظ عليه ، ويوجد لدى المراة مبيضان يقومان بإخراج البويضات عند سن البلوغ حيث تخرج بويضة واحدة كل شهر من أحد المبيضين وتذهب إلى الرحم عبر قناة فالوب وإذا لم يتم إخصابها بواسطة حيوان منوي فإنها تضمر ويؤدى هذا الى نزول الدورة الشهرية.
ولكن تصاب بعض السيدات فى كثير من الاحيان بما يعرف بمرض تكيس المبايض ولمعرفة طبيعة هذا المرض ومدى انتشاره بين النساء وأسبابه وأعراضه وكيفية حدوثه ومخاطره وطرق تشخيصه و علاجه نلقى الضوء عليه..
يعد مرض تكيس المبايض خللا هرمونيا نتيجة لخلل في التمثيل الغذائي يؤدى إلى وجود سمك في قشرة المبيضين وعدم استجابته بشكل طبيعي للهرمونات المحفزة للمبيض مما يؤدي إلى نمو العديد من البويضات وعدم وصول أي من هذه البويضات للحجم المناسب و تتجمع هذه البويضات في صوره أكياس صغيره تحت قشره المبيض وبالتالي يصبح المبيض ممتلئا ببويضات غير ناضجة في صوره أكياس و من هنا جاءت التسمية تكيس المبايض..
الحقيقة ان النسب المسجلة في المراجع الطبية المختلفة تتباين فبما بينها ، حيث تشير معظمها الى أن نسبة الأصابة بهذا المرض تتراوح بين 8-10% ، هذا فى الوقت الذى تشير فيه إحصائيات أخري لنسب أقل أو أكثر و هذا التباين يرجع الى عدم وضوح تعريف محدد لهذا المرض و درجاته المختلفة ، فبعض الدرجات البسيطة قد لا تسترعي انتباه كثير من السيدات أو الأطباء على حد سواء مما يؤدى إلى عدم الاهتمام بهذه الحالات وعموما فقد اتفقت المراجع الطبية أن منطقتنا العربية ومنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط من أعلى المناطق في احتمالية الإصابة بهذا المرض وفي رأيي الشخصي أن النسبة في عالمنا العربي أعلى بكثير جدا من تلك النسب المعلنة .
هناك عده نظريات تكشف عن اسباب حدوث مرض تكيس المبايض خاصة وان منذ معرفه هذا المرض والجميع يحاول معرفه سببه إلا أن النظرية الأكثر قبولا حاليا هو أنه ينشأ بسب وجود مقاومه من الجسم لعمل هرمون الأنسولين ويعزز هذا الاتجاه إن معظم المريضات بهذا الداء من الممتلئات وزنا ومن عائلات تحمل تاريخا مرضيا واستعدادا وراثيا للإصابة بمرض السكر أو داء البول السكري.
ان النحيفات اللاتي يصبن بهذا المرض عادة ما تكون ممتلئة فى منطقه أسفل البطن هذا الامتلاء مرتبط بالاستعداد الوراثي للإصابة بداء السكري وهذا قد يفسر انتشاره في المنطقة العربية حيث زيادة عدد حالات الإصابة بالسكر، كما ان بعض دول المنطقة العربية من الدول المرشحة لتكون أعلى دول العالم في الإصابة بداء السكري أو البول السكري بحلول عام 2020- 2030 وهذا يجعل نساء المنطقة العربية من أعلى نساء العالم للأصابه بتكيس المبايض ولاحقا بالسكري.
ان حالات تكيس المبايض تنشأ أساسا من مقاومه الجسم لعمل هرمون الأنسولين نتيجة لعاملين هما الاستعداد الوراثي و زيادة الوزن كما سبق واوضحت ، وتؤدي زيادة هرمون الأنسولين إلى زيادة إفراز هرمون ال LH الذى تفرزه الغدة النخامية وهذان يؤديان إلى زيادة إفراز هرمون التستوستيرون الذكري من المبايض مما يؤدي إلى منع النمو الطبيعي للبويضات في المبيض، الامر الذى يؤدى الى ان تتجمع تحت قشره المبيض في صورة أكياس صغيرة تمثل البويضات غير الناضجة وبالتالي يتحول المبيض لمجموعة من الأكياس ويلاحظ فى تلك الحالة كبر حجم المبيض وقلة التبويض مع زيادة في سمك القشرة الخارجية للمبيض.
تكيس المبايض
إن تكيس المبايض ليس بالمرض البسيط الهين الذى يمكن تجاهله ولكنه فى الحقيقة عرض لمنظومة من المشاكل والأمراض التى يمكن ان تصاب بها المرأة ، كما ان اهميته تتعدى مشاكل الدورة الشهرية والحمل والإنجاب ، ومن هنا تأتى اهمية العلاج لتقليل المخاطر من العديد من المشاكل الطبية .
ان حالات تكيس المبايض تكون عرضة على المدى البعيد للاصابة بداء السكري على المدى البعيد وتزداد نسبة الإصابة بأمراض الضغط وجلطات القلب والشرايين التاجية، وبالنسبة الى السيدة الحامل تزداد نسبه الأصابه بتسمم الحمل (متلازمه ارتفاع الضغط و تورم الساقين وزلال البول أثناء الحمل) وزيادة نسبة الإصابة بسكر الحمل كما ان بعض الحالات خاصة التى لا يتم علاجها مبكرا وجيدا تكون عرضة للإصابة بسرطان الرحم الذى يحدث عادة بعد سن الستين وفى حالات استثنائية يحدث في الاربعينات معظم هذه الحالات تكون بين المصابات بداء تكيس المبايض.
هناك العديد من الاعراض الواضحة منها اختلال الدورة الشهرية حيث تقل كمية الدورة أو عدد أيامها وقد تتأخر لأيام أو قد تنقطع تماما بالشهور، تأخر الحمل أو تكرار الإجهاض المبكر، زيادة الشعر في المناطق المختلفة من الجسم البشرة الدهنية الحبوب والبثور فى الوجه، ارتفاع ضغط الدم، الأصابه بتسمم الحمل أو سكر الحمل وقد لا تكون كل هذه الاعراض واضحة واحيانا لا تلاحظها بعض السيدات خاصة في الدرجات البسيطة من المرض التى قد تكون بلا أعراض تماما.