تحدثنا من قبل عن هرمون النمو وعن المشكلات الصحية التي يمكن استخدامه معها ومنها نقص هرمون النمو والفشل الكلوي ونقص الطول غير معروف السبب وبعض المتلازمات، ولكن هنا سنتحدث عن استخدام هرمون النمو في مرضى الأيدز أو ما يعرف بنقص المناعة المكتسب، ولكن قبل التحدث عن ذلك نود أن نسرد سريعا الأمراض التي وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عليها لاستخدام هرمون النمو ومنها:
- الفشل الكلوي فقد أثبتت الدراسات معاناة الأطفال المصابين بالفشل الكلوي من قصر القامة وتحسنهم الطولي باستخدام هرمون النمو، ما أدى إلى إقرار استخدام هرمون النمو في مرضى الفشل الكلوي من الأطفال من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
- مرض تيرنروهو مرض يصيب الفتيات ويؤدي إلى نقص إحدى كروموسومات X ويصاحبه نقص في الطول وعيوب خلقية عديدة كأمراض القلب والغدة الدرقية وضمور المبايض وتأخر البلوغ.
- مرض برادر ويلي وهو مرض يتصف بزيادة الوزن وقصر القامة والتأخر الذهني وخلل في أحد الكرموسومات.
- نقص هرمون النمو لدى الأطفال الذين يعانون من نقص هرمون النمو الوراثي والمكتسب، وتشمل هذه الأسباب ضمور الغدة النخامية أو العيوب الجينية لهرمون النمو وبعض المتلازمات، وأيضاً بعض أورام المخ والعلاج الإشعاعي أو الكيميائي أو الجراحي.
نقص وزن الوليد، فالمواليد الذين تنقص أوزانهم عن 2 كجم عند الولادة نتيجة لخلل أثناء الحمل ناشئ من الأم أو المشيمة أو أن الجنين نفسه قد يكون مؤهلاً لاستخدام هرمون النمو، فقد دلت الدراسات أن أكثر من ثلث هؤلاء المواليد يكونون قليلي الوزن والطول أيضاً وأن غالبيتهم لا يتحسن طولهم بمرور العمر.
هذه هي مجموعة الأمراض التي يمكن استخدام هرمون النمو معها والتي أثبتت الدراسات استفادة هؤلاء المرضى من جراء استخدام هرمون النمو، ولكن الجديد في الموضوع أن هرمون النمو قد أقر استخدامه أيضا في الأمراض ذات العلاقة بنقص الوزن الشديد ومن هذه الأمراض مرض الأيدز أو نقص المناعة المكتسب.
لقد تم إقرار استخدام هرمون النمو في مرضى الأيدز لكونه يمنع أو يقلل من نقص الوزن الذي يعاني منه مرضى الأيدز ويساعد على زيادة حجم العضلات كون هرمون النمو في الأصل للنمو ولزيادة نمو الجسم بكامله، وقد تمت الموافقة في عام 1996 م في الولايات المتحدة الأمريكية، ويخدم هرمون النمو خاصة مرضى الأيدز من قصار القامة أيضا وناقصي الوزن وفاقدي الكتلة العضلية والمصابين بالوهن، ولعل من الدراسات التي جمعت ما كتب بهذا الخصوص هو تلك الدراسة الجامعة التي طبعت في أحد مجلات الأدوية والصيدلة، والتي ضمت عددا من الدراسات طويلة الأمد والتي أوضحت أن هرمون النمو بجرعات كبيرة تصل إلى 4 أو 6 ملجرام في اليوم قد توقف أو تحد من فقدان العضلة وفقدان كتلتها وذوبانها بفعل المرض وبفعل الفيروس، كما أن الأمر لم يقف عند حد مرض المناعة المكتسب وفقدانه ولكنه هرمون قد يكون ذو فائدة لكل مرض يصاحبه فقدان كبير وسريع في الوزن، كما أن هرمون النمو من الهرمونات التي تحسن من شكل الشخص وحالته النفسية والمرضية وقد تطيل العمر بفعل تأثيره الإيجابي على الجسم بصفة عامة.
وفي إحدى الدراسات أوضحت المؤشرات أن هرمون النمو قد يزيد من وزن الجسم إلى قدر يفوق الأربعة كيلوجرامات، وذلك لدى الشخص البالغ المصاب بنقص المناعة المكتسب وليس في الأطفال، وقد ساعد هرمون النمو في تحسن المناعة لدى هؤلاء المرضى والذي يشكل مشكلة كبيرة نتيجة تعرضهم للالتهابات الفيروسية والبكتيرية، وقد أشادت هذه الدراسة بدور هرمون النمو، وأنه تفوق على مرضى الأيدز الذين لم يعطى لهم هرمون النمو، ويرى البعض أن مرضى الأيدز لديهم نقص هرمون نمو، وذلك لأن البعض من مرضى نقص المناعة لديهم نقص في الهرمون المساعد لهرمون النمو، وهو الهرمون الذي يفرزه هرمون النمو بتأثيره على الكبد، وأن هرمون النمو قد يزيد من نسبة هذا الهرمون المساعد المفرز من الكبد، والجدير بالذكر أن هرمون النمو قد يعطى للمرضى كبار السن الذين يعانون من نقص هرمون النمو أي أن هرمون النمو ليس فقط للصغار ولكن أيضا قد يعطى للكبار ولكن ليس هرمون النمو في الكبار للطول ونمو الجسم ولكن لأغراض أخرى مثل مرض الأيدز مثلا أو نقص هرمون النمو، وقد دلت الدراسات أن البالغ والكبير الذي يعاني من نقص هرمون النمو لديه زيادة في الوزن ونقص حجم العضلات وفقدان الرغبة الجنسية، وزيادة الدهون في البطن ونوعٍ من الوهن والتعب والإرهاق، وكل ذلك قد يتحسن بفعل هرمون النمو واستخدامه؛ مما سبق يتضح لنا أن هرمون النمو لا يقتصر استخدامه على نقص الهرمون، ولكن هناك استخدامات أخرى له لدى صغار السن، وأيضا كبار السن، وفي الآونة الأخيرة أقرت إدراة الدواء والغذاء الأمريكية استخدام هرمون النمو للأشخاص السليمين الذين فقط لديهم قصر قامة من دون أية أمراض، وبذلك اتسعت دائرة استخدام هرمون النمو.