التهابات المفاصل.. مضاعفات تأخر التشخيص والمعالجة تصل إلى الإعاقة
المضاعفات قد تؤدي إلى الإعاقة
عقدت الجمعية السعودية لأمراض الروماتيزم مؤخراً فعاليات توعوية وتثقيفية بمناسبة اليوم العالمي لالتهابات المفاصل، وتضمنت تلك الفعاليات التي أقيمت بفندق ماريوت الرياض وحضرها عدد كبير من الجمهور، مشاركة مجموعة من كبار الاستشاريين في أمراض الروماتيزم والأشعة الصوتية والتشخيصية الذين ألقوا محاضرات توعوية وتثقفية وقدموا استشارات طبية مجانية للجمهور بهدف رفع مستوى الوعي بهذه الأمراض الشائعة، أيضا شارك في اليوم التوعوي فريق من الأخصائيين في العلاج الطبيعي لتوعية المرضى بالوضعيات السليمة وطريقة التعايش مع المرض والتمارين الرياضية الآمنة على المفاصل.
وأوضحت الدكتورة فهدة العقيلي، استشاري الأمراض الروماتيزمية بالمستتشفي العسكري بالرياض، أن التهاب المفاصل ليس مرضا واحدا بل مجموعة أمراض تسبب التهابات في المفاصل أكثر هذه الأمراض شيوعا هو خشونة المفاصل الناتج عن التقدم في العمر أو لأسباب وراثية تؤثر على طبيعة تكوين المفصل وتجعله عرضة للإصابة بالخشونة والالتهاب حتى في سن مبكرة، كما تندرج معظم مسببات التهابات المفاصل تحت ما يعرف بأمراض المناعة الذاتية والتي تعني أن هناك مكونات داخل جسم الإنسان تحارب أنسجة الجسم وخاصة المفاصل وتصيبها بالتلف وغالباً ما يكون السبب في هذا السلوك غير المعتاد للجهاز المناعي بالجسم نتيجة عوامل وراثية أو قد يحدث نتيجة التعرض لعدوى فيروسية أو ميكروبية أو التعرض لضغوط نفسية عالية تسبب خلل في الجهاز المناعي.
فيما تحدثت الدكتورة ميسون البلوي، رئيس قسم الأمراض الروماتيزمية بالمستشفى العسكري بالرياض عن مرض آخر خطير له علاقة بالتهابات المفاصل وهو مرض الذئبة الحمراء مؤكدة أنه لا توجد إحصائيات دقيقة عن معدلات الإصابة بهذا المرض في المنطقة العربية إلا أنه وبشكل عام تصل المعدلات العالمية الإصابة بمرض الذئبة الحمراء إلى 30 الي 50 حالة في كل مائة الف شخص، كما لوحظ ارتفاع معدلات الإصابة به بين النساء أكثر بكثير من الرجال وذلك بنسبة 1:9، حيث يوجد رجل يعاني من هذا المرض مقابل كل 9 سيدات مصابات به، وبالرغم من السبب في ذلك غير معلوم بشكل قاطع، ويعتقد أن ذلك يعود لأسباب هرمونية لدى النساء وتجعل معدلات الإصابة بينهن بهذا المرض أكثر من الرجال، وتضيف الدكتورة ميسون البلوي أن مرض الذئبة الحمراء هو مرض قد يصيب أعضاء الجسم المختلفة وتكون شدة الإصابة به متنوعة في حدتها من حالة لأخرى، ففي الحالات الخفيقة يعاني المريض من آلام وإلتهابات في المفاصل بالإضافة إلى طفح جلدي أو حساسية من ضوء الشمس، أما في الحالات الشديدة والحادة فيؤثر المرض على أعضاء داخلية بالجسم مثل الكليتين أو القلب أو الرئتين أو حتى الجهاز العصبي، كما أوضحت أنه وبالرغم من التقدم العلمي الهائل في الجوانب التشخصية والعلاجية، إلا أنه وحتى الآن لا يوجد علاج شاف نهائي من مرض الذئبة الحمراء لكن هناك العديد من العلاجات التي تخفف من حدة المرض وآلامه وتساعد على علاج الأعضاء الداخلية التي قد تتأثر بهذا المرض.
وبسؤالها عما إذا كان يتوجب على من يعاني آلام المفاصل أن يتوجه إلى الطبيب العام أو طبيب العظام قالت الدكتورة فهدة العقيلي أن وفقاً للنظام الصحي الصحيح يجب على المريض أن يتوجه أولاً إلى طبيب الأسرة الذي يستطيع أن يقيم الحالة وتوجيه المريض وإحالته بعد ذلك إلى التخصص المناسب لحالتة، فآلام المفصل لا تعني بالضرورة وجود التهاب فهناك مسببات عدة لآلام المفاصل التي قد تكون نتيجة حدوث إلتواء أو أصابة أو تمزق أو إجهاد أو التهاب.
وعن علاج التهابات المفاصل أكدت الدكتورة سهام الرشيدي، استشاري أمراض الروماتيزم بالمستشفى العسكري بالرياض أن العلاجات الحيوية أو البيولوجية الحديثة أحدثت ثورة هائلة في مفاهيم علاج إلتهابات المفاصل الروماتيزمية كما أنها تساعد إلى حد كبير في منع تشوها المفاصل والتقليل من الآثار الجانبية والمضاعفات، وقالت الدكتورة سهام الرشيدي إن هناك أدوية من فئة مضادات وحيدة الاستنساخ تعمل على مواد كيماوية بالجسم وتقوم بكبح الالتهاب، وهذه الأدوية لا يتم تناولها إلا تحت إشراف طبيب مختص.
وعن النصائح التي يوصى مريض التهاب المفاصل بإتباعها، أتفق كل من الدكتور منصور العازمي، استشاري مشارك أمراض الروماتيزم بالمستشفى العسكري والدكتورة فهدة العقيلي على ضرورة التزام المريض بتعليمات الطبيب المعالج خاصة فيما يتعلق بتناول العلاجات والأدوية الموصفة حسب الإرشادات الطبية وعدم التهاون في تناولها وفقاً للأوقات والمدد المحددة حتى وإن بدأ المريض يشعر بتحسن في حالتة فعليه ألا يوقف العلاج وحتى نهاية المدة التي يحددها الطبيب لأن المرض قد يعاود حتى بعد تحسن الحالة، كما ينصح المريض بممارسة الرياضة أو تمارين العلاج الطبيعي حسب التوجيهات الطبية وبالوضعية السليمة للجسم مع العمل على تقوية العضلات لتخفيف العبء على المفاصل المصابة، وينصح المريض بالإلتزام بمراجعة الطبيب في المواعيد المحدده له، مع معرفة جميع الأدوية والجرعات التي يتناولها لضمان عدم حدوث تعارض مع أدوية أخرى يتناولها المريض لعلاج أمراض أخرى، وأخذ الاحتياطات الازمة عند تعرضه لأي طارئ ومراجعة الطبيب المعالج فور ذلك، كما أنه من الضروري إتباع نظام غذائي صحي وتجنب زيادة الوزن ومراعاة الراحة التامة عند نشاط المرض.
وأخيراً ناشد جميع المتحدثين الأطباء بضرورة العمل على التوضيح لمرضاهم طبيعة المرض وتعريفهم به جيدا وكذلك تعريفهم بطرق العلاج وكل ما يتعلق بالأدوية الموصوفة لهم وكيفية تناولها في الأوقات وبالمدد المحددة والاحتياطات الواجب مراعاتها قبل تناول هذه الأدوية، وكذلك ما يتوجب عمله عند تعرض المريض أثناء المعالجة لأي عارض صحي آخر لاتخاذ اللازم.
آلام قد تستمر لفترات دون معالجة وتضر بالإنسان
التهاب المفاصل بحاجة إلى متابعة طبية