سكر الحمل.. هو حالة مؤقتة تصيب المرأة أثناء فترة حملها، وتتراوح نسب الإصابة بهذا المرض بين 20-30% على مستوى العالم، ويشكل هذا المرض خطراً كبيراً على الأم والجنين إن لم يعالج بطريقة صحيحة.
هذا ما أكده الدكتور عمرو حسن عضو الجمعية الأمريكية للخصوبة والعقم ومدرس النسا والتوليد بمستشفى طب القصر العيني ومؤسس حملة “أنتي الأهم”، في حوار خاص مع “محيط”.
وإليكم نص الحوار..
ما هو سكر الحمل؟
سكر الحمل هو ارتفاع مستويات السكر في الدم بدرجات متفاوتة خلال فترة الحمل وعودته للمعدل الطبيعي بعد الولادة، مضيفاً أن نسبة حدوثه بين النساء الحوامل قد تصل ما بين 20 - 30%.
هل لسكر الحمل أعراض محددة؟
في أغلب الأحيان لا تظهر أعراض واضحة ومحددة تؤكد الإصابة بسكر الحمل، مؤكداً على أهمية إجراء “تحمل السكر” أو “منحنى السكر” لدى جميع الحوامل، وذلك بعد الثلث الأول من الحمل لتحديد الإصابة، للحفاظ على صحة الأم وسلامة الجنين.
ما هي العوامل التي تؤدي للإصابة بسكر الحمل؟
فرصة الإصابة بسكر الحمل تزداد في بعض الحالات، مثل:
- الإصابة بسكر الحمل في حمل سابق.
- وجود تاريخ مرض عائلي لمرض السكر.
- ولادة سابقة لطفل كبير الوزن ( يزيد عن 4 كيلو جراماً).
- وفاة جنين داخل الرحم في الأسابيع الأخيرة من الحمل لأسباب غير معروفة أو حصول إجهاضات متكررة .
- الزيادة المفرطة في وزن الحامل.
- تقدم عمر الحامل.
- الالتهابات المتكررة الجرثومية أو الفطريات في المجاري البولية أو التناسلية.
كما أشار حسن إلى أن الحمل بحد ذاته من العوامل الرئيسية المؤدية للإصابة بمرض السكر، وذلك بسبب التغيرات التي تحصل في الجسم من ارتفاع في السكريات في جسم الحامل، وفي نفس الوقت يصبح هناك مقاومة لهرمون “الأنسولين” الذي يفرزه الجسم والذي يقوم بحرق السكريات، وهذا ما يحدث في الحالات الطبيعية عند الحامل، أما اذا لم يحدث هذا التوازن وكان الجسم غير قادر على إفراز المزيد من هرمون “الأنسولين” فسوف ينتج عن ذلك الإصابة بسكر الحمل.
كيف يتم اكتشاف الإصابة بسكر الحمل؟
أكد حسن أنه يتم إجراء فحص دم في الصباح بعد مدة صيام لا تقل عن 8 ساعات ولا تزيد عن 14 ساعة، إذ تعطى المرأة الحامل بعد أخذ عينة دم الصيام مادة سكرية تزن 100 جرام عن طريق الفم، وتؤخذ بعد ذلك عينة دم صغيرة كل ساعة ولمدة 3 ساعات لقياس نسبة السكر.
مع الأخذ في الاعتبار أن القيم الطبيعية في حالة عدم الإصابة بسكر الحمل هى أن عينة الصباح 95 ميلي جرام ، بعد ساعة 180 ميلي جرام ، بعد ساعتين 155 ميلي جرام ، وبعد ثلاث ساعات 140 ميلي جرام، وإن كان هنالك قيمتين أو أكثر أعلى من هذه النسبة فهذا دلالة على وجود سكر الحمل.
ما الخطوات التي لابد من إتباعها في حال اكتشاف الإصابة بسكر الحمل؟
نصح حسن بضرورة تحويل الحامل إلى أخصائي تغذية علاجية، ليضع لها برنامجاً غذائياً خاصاً يراعى فيه حالة الحامل واحتياجات الجنين، بالإضافة إلى إجراء فحص دم بعد أسبوعين بأخذ عينتين واحدة بعد صيام ثماني ساعات والأخرى بعد تناول الطعام بساعتين.
وأضاف أنه إذا تبين أن نسبة السكر في الدم طبيعية فإن إتباع الحمية الغذائية التي وصفها الطبيب تكفي وحدها، أما في حال ارتفاع مستويات السكر في الدم، فيفضل إدخال المريضة إلى المستشفى ليتم مراقبة حالتها بصورة أدق، وإذا ما تأكد ارتفاع نسبة السكر في هذه الحالة تخضع للعلاج بالأنسولين.
هل هناك خطورة على صحة الأم والجنين من سكر الحمل؟
سكر الحمل يؤدي لحدوث مخاطر صحية كثيرة على الأم والجنين في حالة عدم التحكم في مستويات السكر في الدم، منها:
- ارتفاع ضغط الدم عند الحامل وتعرضها للإصابة بما يسمى تسمم الحمل.
- زيادة السائل “الأمنيوسي” داخل الكيس الذي يوجد بداخله الجنين مما يعرض الحامل وجنينها لمضاعفات عدة.
- كبر حجم الجنين مما يؤدي إلى تعسر الولادة وتعرض الجنين لإصابات عدة مثل، الاختناق خلال الولادة، وكذلك زيادة احتمالات الولادة القيصرية.
- قد يصاب الجنين بمضاعفات عند وبعد الولادة مثل، هبوط حاد في نسبة السكر، ارتفاع في نسبة الصفراء في الدم، هبوط في مستوى الكالسيوم، وفاة الجنين قبل أو بعد الولادة مباشرة.
- إزدياد نسبة الإصابة بتشوهات الآجنة، خاصةً إذا كان مرض السكري غير مكتشف منذ بداية الحمل أو أن السيطرة على مستويات السكر في الدم لم يكن كافياً.
- في بعض الحالات يتطور سكر الحمل بالنسبة للأم إلى سكر دائم، خاصة إذا كانت تعاني من السمنة.
بما تنصح مريضات السكر لتجنب حدوث مضاعفات أثناء الحمل؟
دعا حسن مريضات سكر الحمل إلى مراجعة طبيب الغدد وطبيب أمراض النسا والتوليد قبل الحمل لوضع البرنامج المناسب للتحكم في السكر قدر الإمكان قبل الحمل بعدة أشهر، وذلك من خلال إتباع حمية غذائية معينة أو العلاج بالأنسولين.
وأكد أنه بالنسبة لمريضات السكر اللاتي تستخدمن الأنسولين تزداد الحاجة لزيادة الجرعة مع تقدم الحمل، أما اللاتي تستخدمن عقاقير طبية لخفض نسبة السكر في الدم، فيجب عليهن التوقف عنها قبل بداية الحمل بفترة، واستعمال حقن الأنسولين بدلاً منها، لأن الحبوب قد تصيب الجنين بالتشوهات الخلقية، فضلاً عن أنه لا يمكن بواسطتها التحكم الجيد بمستويات السكر في الدم خلال الحمل.
كما نصح بتناول حبوب “حمض الفوليك” قبل بداية الحمل بعدة أشهر، من أجل الحد من المضاعفات الخطيرة على الأم والجنين، بالإضافة إلى المتابعة طوال أشهر الحمل عند أخصائي النسا والتوليد وطبيب الباطنة والسكر، وأخصائي التغذية.
ما الاحتياطات التي يجب مراعاتها عند ولادة مريضة السكر؟
أفاد استشاري النساو التوليد بأنه بالنسبة لمريضة السكري التي تخضع فقط لإتباع حمية غذائية، وكان الحمل طبيعياً ولم تحدث مضاعفات بالنسبة للأم والجنين، فلا يستدعي الوضع التدخل المبكر، فيفضل الانتظار حتى موعد الولادة الطبيعية.
وأوضح أنه بالنسبة للحامل التي تخضع للعلاج بـ”الأنسولين” فيتم التدخل لسلامة الجنين، بتوليد الأم عند منتصف الشهر التاسع ما لم يكن هنالك مضاعفات تستلزم التدخل قبل ذلك، مشيراً إلى أنه في كل الأحوال لا يسمح لمريضة السكر أن تتعدى الأسبوع الأربعين من الحمل.
ماذا عن الرعاية الصحية في فترة النفاس؟
أشار حسن إلى أنه في فترة النفاس تقل حاجة الأم إلى الأنسولين بعد الولادة مباشرةً، موضحاً أنه بالنسبة لمريضة سكر الحمل فلن تحتاج إلى الأنسولين بعد الولادة.
أما بالنسبة لمريضة السكر الدائم والتي كانت تخضع للعلاج بالأنسولين قبل الحمل فتعود لجرعتها الطبيعية قبل الحمل.
وأضاف أنه بالنسبة لمريضة الحمية الغذائية فتعود إلى ما كانت عليه، والمريضة التي كانت تستخدم الحبوب الخافضة للسكر فيمكنها أن تعاود استخدامها ثانية.
هل يؤثر مرض السكر على الرضاعة الطبيعية؟
مرض السكر لا يتعارض مع الرضاعة الطبيعية، لافتاً إلى أن الرضاعة أفيد لصحة الأم.
وأوضح أنه على مريضة سكر الحمل مراجعة الطبيب وإجراء فحص دم للسكر بعد الولادة بستة أسابيع للتأكد من عدم وجود ارتفاع في مستويات السكر في الدم.
ونصح مدرس النسا والتوليد مريضة سكر الحمل في كل الأحوال بأهمية إنقاص وزنها، وممارسة الرياضة بانتظام لتجنب الإصابة بمرض السكر المزمن.
موضوع: سكر الحمل «قنبلة موقوتة» إهماله يهدد الأم والطفل 
9/12/2014, 7:12 am
