اعداد: د.أحمد الزبيدي أستاذ مشارك واستشاري الجراحة العامة وجراحة القولون والمستقيم
في بحث تم نشره في هذا الشهر ديسمبر 2014 مجلة جراحة الجهاز الهضمي عدد رقم 18. وجد البحث أن كثيراً من البرامج الطبية المعدة التي تأخذ الأمراض المصاحبة للمرض الجراحي الذي جاء المريض من أجله كالسكر والضغط، لم تأخذ في حسابها السمنة كمرض مؤثر وكعامل يزيد من خطورة الحالة الصحية وبالتالي فترة النقاهة والإقامة في المستشفى. قام الباحثون بالبحث في قاعدة بيانات "البرنامج الوطني الأمريكي لتحسين نوعية العمليات الجراحية" بين عامي 2006-2011، بالبحث عمن يعانون من السمنة المفرطة (مؤشر كتلة الجسم ≥30 كجم/م2) والمرضى الذين لا يعانون من السمنة (مؤشر كتلة الجسم <30 كجم/م2)سواء كان لديهم أمراض جسدية أخرى مرافقه أو لا. تم عمل المقارنة بين الفئتين من المرضى والذين كانوا سابقا قد خضعوا لعملية استئصال القولون والمستقيم وقورنت العوامل السابقة والمضاعفات، فضلا عن نتائج ما بعد الجراحة. فمن بين أكثر من مئة وثلاثين ألف مريض (130,415)، وجد أن الثلث منهم (31.3%) يعانون من السمنة المفرطة. كانت معدلات المضاعفات الجراحية والمرضية والإعتلالات الطبية المختلفة مثل معدلات التهاب الجروح وانفراط الرقع الجراحي وتقطع خيوط اقفال جرح البطن أعلى بكثير عند مرضى السمنة المفرطة والذي يعانون في نفس الوقت من أمراض مصاحبة. كما وجد البحث أنهم عموما أكثر عرضة لعدوى المسالك البولية والفشل الكلوي من المرضى الآخرين الذين لا يعانون من سمنة مفرطة. وبغض النظر عن الأمراض المصاحبة، فان المرضى الذين يعانون من السمنة أكثر قابلية للإصابة بالانسداد الرئوي، وبطول فترة اعتمادهم على التنفس الصناعي، وإصابتهم بالتهاب الجروح وانيثاقها. وبصفة عامة، ترتبط السمنة نفسها في غياب أي مرض آخر بأسوأ النتائج. وهذا يدعم إدراج السمنة عاملاً مستقلاً يزيد من خطورة الحالة وسوء النتائج وطولت فترة النقاهة الجراحية.