العناية بالأم قبل وأثناء الحمل حتى ما بعد الولادة أمر سينعكس على صحة الأم وطفلها وبالتالي الأسرة، لذا فإنه من المهم أن تعتني المرأة بصحتها خلال هذه الفترة من أجل إنجاب طفل سليم، ومن المستحسن التفكير بالحمل والتخطيط له مسبقا لكي تأتي بدايته على افضل ما يرام، فهناك نقاط يجب أن تتحقق منها قبل الحمل مثل التحصين ضد الحصبة الألمانية، التأكد من سلامتها وسلامة زوجها من أي مرض عائلي من الأمراض الوراثية، والأمراض المزمنة، كذلك قياس الوزن، والاهتمام بتناول الغذاء الصحي، الابتعاد عن العادات السيئة كالتدخين، ثم تبدأ مرحلة التحضير للحمل بالبحث عن طبيب/ طبيبة ترتاح له أو لها المرأة كي تبدأ بإجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من أنها مستعدة لحمل سليم، والبدء بتناول غذاء صحي غني بالفيتامينات والمعادن مثل الحديد والكالسيوم والزنك، وممارسة رياضة المشي الخفيف التي ستساعد على الراحة النفسية وتنشيط الدورة الدموية، والتقليل من القهوة والشاي والمشروبات الغازية والإكثار من الحليب والعصائر الطازجة، والبدء بأخذ حامض الفوليك بعد استشارة الطبيب، والتحدث مع زوجها والاستعداد نفسيا ومعنويا وعاطفيا وماديا للحمل.
وعند ابتداء أعراض الحمل قد تشعر المرأة بالضيق وعدم الراحة النفسية والخوف، قد يفيدها أن تتحدث مع زوجها أو والدتها أو صديقة مقربة عن مخاوفها وأن تبادر للتخفيف من القلق النفسي بالقراءة عن الحمل وأعراضه، كما تبادر بزيارة الطبيب فور شعورها بالأعراض لأجراء الفحوصات اللازمة.
وخلال المرحلة الأولى من الحمل (0-3 شهور) تبدأ التغيرات عند الأم، فقد تشعر بالغثيان والدوار، وستلاحظ أن عدد مرات التبول قد زادت، ومن الممكن أن تبرز لديها مشكلة الإمساك، إن ما يمكن المرأة عمله في هذه المرحلة هو الحرص على تناول وجبات متنوعة تضم طعاماً صحياً، والحرص على اكتساب الثقافة الخاصة والمتعلقة بالحمل وحضور دورات تعليمية في حال توفرها، وشراء ملابس تناسبها وخاصة ما يناسب منطقة الصدر وذلك لأن حجم الثدي سيزيد في هذه المرحلة، كذلك على المرأة تجنب الإمساك بشرب كميات كبيرة من الماء وتناول أغذية غنية بالألياف.
وعند بدء المرحلة الثانية للحمل ( 3-6 شهور) فإن التغيرات عند الأم تحصل في صبغات البشرة فتبدو البشرة قاتمة اللون نوعا ما، ويترافق نمو الطفل مع ازدياد في شهية الأم، ويبدأ تكور البطن، وقد تشعر بمشاعر مختلفة وتبدل بالأحاسيس وذلك بسبب تبدل مظهرها والتغير في الهرمونات، وتنصح المرأة في هذه المرحلة بالابتعاد عن التدخين، وتناول طعاما صحيا ومراقبة الزيادة في الوزن، والبدء بتناول الحديد تبعا لوصفات الطبيب.
أما في المرحلة الأخيرة من الحمل (6-9 شهور) فإن التغيرات عند الأم تظهر على شكل ازدياد تصبغ البشرة وبوضوح، تبدو حلمتا الثديين قاتمتين أكثر من المعتاد، وستسجل الأسابيع القادمة مرحلة النمو القصوى للطفل وبالتالي زيادة الوزن لدى الأم، وقد يفرز ثدياها (اللبا) وهي مادة صفراء صمغية، كما قد تعاني من نزيف اللثة، وزيادة الإفرازات المهبلية وآلام في الظهر أو المفاصل، وقد تشعرين بأنها في احسن حالاتها خلال اشهر منتصف الحمل كما تبدو في أبهى حال ولكن هذا التأثير لا يكون عند كل النساء، وإذا سبق وكانت المرأة تشعر بالغثيان والدوار فإنهما سيبدآن بالزوال في هذه المرحلة، وستلاحظ أن عدد مرات ذهابها للمرحاض التبول قد قلّت، وسيزيد حجم الثدي مما يستدعي شراء حمالة صدر مناسبة، ومن الممكن أن تبرز مشكلة الإمساك هنا، وينصح هنا بالحرص على تناول وجبات متنوعة تضم طعاما صحيا، وشرب كميات كبيرة من الماء وتناول أغذية غنية بالألياف لتجنب الإمساك، وعلى المرأة التسجيل في الفصول الخاصة لتعليم الحوامل، والحرص على الوقوف بشكل سليم، وانتقاء احذية ذات كعب منخفض، والمباشرة بتحضير الملابس والمعدات الضرورية للطفل.
في الأسبوع ال 36 يكون رأس الجنين قد هبط نحو الحوض استعدادا للولادة، ونمت أظافر رقيقة على أصابع يديه ورجليه، والطفل يكسب 28 غراما كل يوم، أما التغيرات عند الأم في الأسبوع ال 36، فستكون على شكل تضاؤل الحرقة وسوء الهضم وضيق التنفس، وقد تحتاج إلى التبول بشكل متكرر، وقد يكون نومها اقل من المعتاد، وتنصح الأم بزيارة العيادة كل أسبوع، والحرص على القيام بجولة في غرفة الولادة وجناح الأمومة، وشراء حمالة صدر خاصة للرضاعة الطبيعية وتجهيز حقيبتها استعدادا للذهاب إلى المستشفى.