بداية بالكروم ومروراً على زيت الزيتون وانتهاء بالمكسرات
المكسرات
نزولا عند رغبة البعض سأتحدث في هذه العجالة عن المكملات الغذائية ومعاونتها ومساعدتها في علاج مرض السكري، وكذلك أود الحديث عن بعض أنواع الطعام التي يعتقد البعض أنها علاج لمرض السكري. ولست هنا معارضا لهذه العلاجات الغذائية ولكن أود فقط إلقاء الضوء على بعضها وان أتحدث عن بعض فوائدها وأؤكد أنها ليست بديلة عن العلاج الحديث المقنن والمبني على البراهين.
أقراص الكروم
من هذه المكملات الغذائية التي تحدث عنها البعض في الوسائل الإعلامية المختلفة أقراص الكروم. وقبل الاسترسال في هذا الأمر أود التنويه أن أقراص الكروم ليست بديلة للعلاج الحديث المقنن سواء لمرضى السكري النوع الأول أو مرضى السكري النوع الثاني. وأيضا كذلك أود التنبيه أنه وإن كانت أقراص الكروم قد تخفض مستوى السكر في الدم لدى البعض (وليس الكل من المرضى)، فلا يجوز الاعتقاد بأنها تشفي من مرض السكري كلية أو أنه مدعاة لوقف استخدام العلاج الموصى به كما حدث لدى البعض من المرضى ولا بد دوما من استشارة الطبيب المعالج. ومن هذا المنطلق أقول إنه يمكن لمريض السكري تناول أقراص الكروم ولكن بصفة متقطعة مثلا لمدة أشهر معدودة ثم التخلي عنها لأشهر أخرى كما هو الحال مع بقية المكملات الغذائية أو الفيتامينات وغيرها من المعادن حتى لا تجتمع في الجسم فتؤذيه لا سمح الله. ومن فوائد أقراص الكروم خفض الوزن والدهون نوعا ما وبالتالي خفض الاستعداد الجسدي للإصابة بمرض السكري وخفض الإنسولين المرتفع وليس له كما يعتقد البعض أن له تأثيرا مباشرا وملحوظا على مستوى السكر في الدم. ويستحسن لمن أراد استخدام مكملات غذائية ذات تأثير على مستوى السكر في الدم أن يحرص على تحليل السكر بصفة متكررة لتوخي الحذر.
زيت الزيتون ومرض السكري
هناك الكثير من المقالات التي تتحدث عن فضل زيت الزيتون في علاج مرض السكري وذلك بما يحويه من ألياف ودهون غير مشبعة ومواد مضادة للأكسدة والتي بلاشك تسهم في علاج مرض السكري. كما أن المقالات تشير إلى أن زيت الزيتون يخفض الضغط ويقلل من نسبة الدهون الثلاثية ويقلل من مقاومة الإنسولين ويخفض الوزن كذلك. وكما تذكر الدراسات أن زيت الزيتون يقلل من أمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين وحدوث الجلطة لكونه من العناصر التي تقلل من الالتهابات المناعية المختلفة.
إن المتصفح لأحد مواقع فوائد زيت الزيتون يجد أن الموقع يتحدث عن زيت الزيتون كبديل لعلاج مرض السكري المقنن والمتعارف عليه وهذا خطأ، كما إن الموقع يشير إلى وجود الكثير من الدراسات التي تدل على ذلك وإذا أردت فتح الموقع الذي أشار عليه وجدت الموقع غير متاح. إن ما أقوله ليس نفيا لأهمية زيت الزيتون بل أنني من دعاة تناول الزيت النباتي عامة وزيت الزيتون خاصة وكذلك الزيتون نفسه وغيره من الخضروات والفواكه، فجميعها تحوي أليافا وموادا مضادة للاكسدة ونحوها. ولكني لا أود أن أصف هذه النباتات بأنها بديل عن العلاج المتعاهد عليه إلا بوجود دراسات مقننة متفق عليها، كما أنني لست من مؤيدي أن شركات الأدوية هي المسؤولة عن عدم صناعة علاج شاف لمرض السكري والتشبث بنظرية المؤامرة لأنها لا تؤدي إلى نتيجة إيجابية وتدفع البعض من المرضى إلى الاستغناء أو التوقف غير المبرر عن العلاج المقنن وبالتالي إصابتهم بمضاعفات المرض.
وقد يكون من الأفضل التوجه إلى المواقع العلمية إذا شكك البعض في أمر ما للتيقن من الأمر، ومن أفضل المواقع المعتمدة في هذا الصدد هو موقع الجمعية الأمريكية لمرض السكري والتي تذكر فوائد زيت الزيتون باسهاب ولكن لم تقل البتة أنه بديل عن العلاج المعروف لمرض السكري. ولم توص بالتوقف عن العلاج المعروف. وذكرت المواقع الطبية أن زيت الزيتون قد يكون مخفضا لمعدل الإصابة بمرض السكري ولم تقل أنه علاج بديل لمرض السكري. ففي دراسة أسبانية ضمت أكثر من 400 شخص ذكرت أن معدل الإصابة بمرض السكري قد انخفض لدى الأشخاص الذين لديهم قابلية للإصابة بمرض السكري. كما أن الدراسات لم تقارن زيت الزيتون بغيره من الزيوت. ونحن دوما ننصح الذين لديهم قابلية للإصابة بمرض السكري بتناول الزيوت النباتية عامة وزيت الزيتون خاصة مع ممارسة الرياضة وخفض الوزن كذلك. وعدم التفكير في تغيير جرعات العلاج من غير استشارة الطبيب المعالج.
المكسرات ومرض السكري
ومن الأمور التي أثيرت حديثا أيضا دور تناول المكسرات عامة واللوز والجوز خاصة لعلاج مرض السكري. ونقلا عن موقع قناة العربية وغيرها من المواقع العربية والغربية نجد أن البعض ينصح بأن يضيف مرضى السكري اللوز يوميا إلى علاجهم الرامي إلى ضبط مستوى السكر في الدم، مؤكدين أن هذا ينطبق على كلّ من يرغب في نقص وزنه وضبط سكره. حيث يضبط اللوز الارتفاع الحاد لمستوى السكر في الدم والذي يحصل عادة بعد تناول السكريات.
وقد أظهرت دراسة نُشرت في إحدى المجلات أنه كلما زادت كمية اللوز التي يتناولها مرضى السكري بعد الطعام، خفّ تذبذب مستوى السكر لديهم.
ويقلل اللوز بما يُعرف بمقاومة الإنسولين عندما تبدأ الخلايا المغمورة بالجلوكوز برفض الإنسولين المسؤول عن تحويل السكر إلى طاقة، وهو ما يحمِلُ الجسدَ على إنتاج الإنسولين بمستويات عالية جدا. فتناول كمية وافرة من اللوز بعد الأكل يرفع حساسية الجسد من الإنسولين، ويجعل الخلايا تستقبله برحابة، وهذا يؤمن فترات راحة اطول للبنكرياس.
ولكن أيضا للتأكيد لم تشير هذه الدراسات أن اللوز أو المكسرات هي بديل عن العلاج المتعارف عليه والمتعاهد عليه كما يفضل عدم الإفراط في تناول المكسرات ومشاورة الطبيب في ذلك.