العلوم تتقدم بسرعة مذهلة بالذات في الجوانب التي تساعد على هيمنة البشر أو تلك التي يكون مردودها الاقتصادي أعلى، ومن الجوانب التي نالت نصيبا وافراً هي محاولة تجديد الشباب وتأخير الشيخوخة أو السيطرة عليها، ولو زرت محلا لبيع المدعمات الغذائية لوجدت كماً هائلاً من المنتجات الغذائية والعشبية والعناصر الغذائية والكريمات والمركبات المختلفة التي يدعي منتوجوها أنها تؤخر الشيخوخة ولكن كيف لنا أن نثبت صحة ذلك الادعاء أو نفيه، وهذه النقطة بالذات هي سبب رواج تلك المنتجات لأن البعض سيشتري بعض المنتجات أملاً في "إعادة الشيخ الى صباه" وبعد عدة أيام لا يجد تغيرا يذكر إما سيتركها أو سيذهب للبحث عن منتجات أخرى.
هناك مجموعة أخرى من الناس تلهث خلف تجارب الآخرين، فإذا ذكر أن شخصا جرب منتجا غذائيا أو عشبيا معينا ومدحه تجد أن هؤلاء الناس يشترونه ويستخدمونه فقط لأنه مجرب، تلك الكلمة التي نسمعها ونقرأها كثيراً، وحقيقتها أنه لا يوجد اثبات على صحة ما ذكر الا التجربة.
البعض يتبعون أنظمة غذائية أو عشبية مجربة في دول أخرى، أو مبنية على اعتقادات دينية أو اجتماعية فتجد من يطبقها على نفسه أو عائلته لمجرد اعتقاد أنها سبب الصحة لدى تلك الشعوب، وقد سمعت شخصا يحاول أن يقنع من في المجلس بأن سبب صحة الهنود هو تناولهم للفلفل الحار ولهذا بدأ يستخدمه لنفسه وعائلته ويروي أن صحتهم تحسنت كثيراً، ومثل هؤلاء قد لا يفيد معهم الحوار لأن منطلقه ليس مبنياً على علم أو برهان أو حتى منطق.
لا وجود لإكسير الحياة، لا وجود للحلول السحرية، لا يمكن أن يعود الزمن للوراء، هذه حقائق يجب أن ندركها جدياً. هل معنى هذا الكلام أنه لا يوجد وسيلة للمحافظة على الشباب وتأخير علامات الشيخوخة؟ الجواب لا، فهناك وسائل ممتازة للمحافظة على الصحة مما يؤخر ظهور علامات الشيخوخة، وفي هذه الصفحة سأستعرض بعض الوسائل التي ثبت علمياً دورها في تقليل وتأخير أعراض الشيخوخة وقبلها المحافظة على الصحة والحيوية.
أفضل وسائل المحافظة
على الصحة والنضارة:
1- التوازن: التوازن في الأكل والنوم وإدارة الوقت والتحكم في القلق والضغوط، كلها تحتاج توازن لكون أن بعضها من المستحيل التحكم فيها تحكماً كاملاً، ويحتاج الانسان لتقييم حياته بين فترة وأخرى ومن ثم إعادة ترتيب أولوياته بحسب حالته ووضعه. أعتقد أن هذا الأمر في غاية الأهمية وهو أكبر سبب للمشاكل الصحية والنفسية التي تحدث لمن تجاوز الخمسين أو الستين من العمر، لكونه يريد أن يواصل بنفس العطاء وبنفس القوة والكفاءة، وهذا مخالف للطبيعة التي خلقنا الله عليها لا تغير حياتك بشكل كامل ولا تبحث عن متع معينة تعتقد أن فيها سعادتك ثم تكتشف بعد فترة أنها صارت مصدرا لشقائك، بل حاول تغيير نمط حياتك للأفضل بالتدريج وبتوازن في كل شيء.
2- إعطاء الجسم فترات للراحة: فترات راحة يومية بمعدل 20-30 دقيقة مرتين وقت العمل، و30 دقيقة خارج العمل، وتكون بمزاولة حركات استطالة واسترخاء لعضلات الجسم بدأ بالرقبة والكتفين واليدين والرجلين، والتوقف عن التفكير تماما لمدة 5-15 دقيقة في اليوم بشكل متقطع.
3- مزاولة الرياضة المناسبة: أفضل الرياضات المشي والسباحة، ولكن يمكن مزاولة أي رياضة ممكنة ومحببة للنفس سواء مع الصباح الباكر وهو الوقت الأفضل أو في أي وقت آخر في اليوم. الرياضة مفتاح الشباب الدائم وهو ما أثبتته الكثير من الدراسات حيث وجدت تلك الدارسات أن التمارين الرياضية تقلل من مخاطر كثير من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والشرايين والسكري والسرطان، والتمارين اللياقية مهما اختلفت طرقها تحقق فوائد صحية كبيرة بشرط أم تكون مستمرة.
4- تطبيق وسائل التخلص من الضغوط: الضغوط هي القاتل الأول للإنسان، وهي المسبب الأول لكثير من مشاكل الحياة، لهذا كان لزاماً على كل واحد منا أن يجد وسائل للتخلص من تلك الضغوط بالطريقة التي يراها، فهناك طرق مشتركة بين الناس ولكن هناك طرق فردية تناسب شخص ولا تناسب سواه، ولكنها تستحق أن نبذل فيها الغالي والنفيس ونستثمر فيها مهما كانت مكلفة لأن صحة الانسان أغلى وأهم، ويمكن ان يتعلم الانسان وسائل جديدة تتناسب مع وضعه للتغلب على تلك الضغوط القاتلة.
5- وأنت في طريق الانجازات لا تنسى الهوايات: هواياتك المفضلة هي نافذة للراحة أكثر مما تتخيل، لا تنساها حاول أن تستعديها بقدر امكانك، زاولها واستمتع بحياتك معها، وابدأ بتلك الهوايات التي لا تحتاج بيئة خاصة، ومن أفضل الهوايات هي الخروج بعيداً عن ضوضاء المدن، والتوجه للمزارع أو البر أو البحر.
6- مزيداً من الاهتمام بتغذية الروح: وأفضلها العبادات والأعمال الخيرية وزرع الابتسامة الدائمة والايجابية مع الآخرين.
مزاولة الرياضة المناسبة مطلب مهم