عدم التعقيم أو أن يكون غير كاف يجعل اللبن عرضة للتلوث الطبيعي
د.محمد عبد الله الطفيل
انتشرت أكشاك بيع الألبان على الطرق السريعة أو من باعة متجولين عبر السيارات أو أكشاك خاصة لبيع الألبان الطازجة بدون تصريح، وهنا وقفة صحية حول هذا الموضوع، فهذه الأكشاك غير مكيفة والسيارات غير معدة لنقل الأغذية والأطعمة والتي تتطلب درجات حرارة من صفر إلى 4 درجات مئوية حتى تكون هذه الأغذية المنقولة أو المباعة صالحة للاستخدام البشري ومن هذه الصفحة الطبية ندعو الأمانات بجميع مناطق المملكة إلزام بائعي أو موزعي الأغذية والأطعمة مثل الدجاج واللحوم الطازجة والألبان ومنتوجاتها باستخدام أكشاك مبردة حتى لا تكون هذه الأغذية مصدراً من مصادر التسمم الغذائي والذي يظهر يومياً والذي يعاني منه الكثير من الناس، والحقيقة أن نقل الاغذية والاطعمة واللحوم بأنواعها وخاصة الطازجة منها بأكشاك عادية معرضة للشمس والحرارة وخاصة في فصل الصيف والتي قد تصل درجة الحرارة الى 50˚م في الظل منظرا وطريقة غير حضارية ما يعرضها للفساد والتسمم ويكون على حساب صحة المستهلك الذي لا حول له ولا قوة والذي يجلب الأغذية والأطعمة الى منزله ويدفع عليها أموالاً ويتوقع أن هذا الغذاء مفيد ونافع ويمده بالصحة والعافية بإذن الله.
الا انه يفاجأ في بعض الأحيان ان هذا الطعام مصدر من مصادر الأمراض والتي تقوده وأفراد اسرته إلى المكوث على السرير الأبيض فترات لا يعلمها إلا الله، كل هذا بسبب الجهل وعدم الاكتراث بالأنظمة الصحية.
المنازل الشعبية
إن صنع الألبان وإعدادها في مخيمات أو أكشاك الطرق أو في المنازل الشعبية عليه عدة ملاحظات، فهذه المنازل القديمة او المخيمات والاكشاك تكون عادة مرتعاً للذباب والبعوض والصراصير وغيرها من الحشرات والقوارض مثل الفئران والجرذان وقد كتبنا في عيادة الأحد عن مضارها ونقلها للأمراض المعدية.
وعادة الفيروسات أو الجراثيم المرضية تعلق بشعيرات وحراشيف الحشرات وهذا كله يلوث هذه الألبان والأواني المستعملة المُعدة لإعداد وتحضير الألبان وقد تصيب العاملين بتجهيز الألبان بالأمراض المعدية والتي ينقلونها الى مستهلكيها.
لذا يجب عمل رقابة ومتابعة صارمة على مصانع الألبان والأغذية الشعبية ومنعها حتى لا تكون مصدراً نشطاً من مصادر الأمراض وتجلب الضرر والخطورة على صحة المجتمع.
ان المواصفات القياسية العالمية توصي وتلزم مصانع وأكشاك تجهيز الألبان ومنتجاتها باجراء عمليات التعقيم الكافية واللازمة لقتل الفيروسات والجراثيم المرضية والموصى بها من قبل هيثات الغذاء والدواء الامريكية ومنظمة الصحة العالمية وكذلك منظمات الأمم المتحدة الأخرى.
إن عدم التعقيم أو ان يكون غير كاف يجعل اللبن عرضة للتلوث الطبيعي حيث تلوث البكتيريا المرضية الالبان والحليب واشهر هذا التلوث واكثره خطورة التلوث ببكتيريا الحمى المالطية والمسماة البروسيللت وتكوُّن هذه البكتيريا الفتاكة له عدة أسباب منها ضروع الأبقار المحلوبة والمصابة بالبكتيريا البروسيللا وبكتيريا ستربتوكوكس يكون التلوث بأيدي وملابس العمال الحلابين غير النظيفة وهذه الأواني المعدنية تجعل هذه الالبان اقل لذة وقد تغير الأواني المحفوظ بها اللبن قد تؤدي الى تحلل الطبقة العليا من هذه الاواني مما يسبب التسمم المعدني لمستخدميها ومستهلكيها وقد تؤدي أواني الألمونيوم الى زيادة هذا المعدن ونزوحه من المعدن او من الاناء الى اللبن ثم زيادة معدله في الدم عند الإنسان ما يؤدي الى الاصابة بمرض داء الشيخوخة وهذا طبعا بالاستخدام الطويل وشرب كميات لا بأس بها من هذا اللبن المتسمم بهذا المعدن، اما استعمال اواني النحاس في تحضير او حفظ الالبان الى ان تتأكسد بتأثير الألبان الحامضية وتعلو هذه الأواني طبقة نحاسية زرقاء تسبب تسمماً لمستهلكي هذه الألبان ويدعى هذا المرض"وليسون" لذلك يجب طلاء اواني النحاس من وقت لآخر بطبقة بيضاء من القصدير وهذه الطبقة تمنع وصول النحاس ذي اللون الأحمر المصفر الى اللبن او الحليب لذلك يجب عدم حفظ الالبان في هذه الاواني المعدنية القديمة لان ذلك يؤدي الى تفاعلات كيماوية بين المعدن واللبن ذي الخاصية الحمضية وهي بدورها تؤدي الى تآكل المعدن وتمتزج هذه المكونات المعدنية بمكونات اللبن وينتج عنها كما اسلفنا مواد سامة تسبب لمستعمليها اضطرابات هضمية تبدأ بتقلصات وآلام معدية ومعوية ومغص واسهال ويفقد المصاب الشهوة الى الطعام.
أواني حفظ الألبان و منتجاتها:
أما اواني حفظ الألبان أو طهيها والمصنوعة من الحديد فإذا أصبحت قديمة فقد تطلق مركب الحديد الى داخل اللبن ومنتجاته وزيادتها تسبب تسمم بالحديد والذي بدوره يؤدي الى تخزينه في الكبد ويؤدي تحلل هذا بالخدش الى نزوح هذا المعدن السام وخاصة في وجود الحرارة والوسط الحمضي لهذه الالبان وينتج عنها تسمم الانسان بهذا المعدن وهذا يحدث بالمداومة على شرب هذا الحليب أو اللبن الملوث. اواني الستينلس ستيل المصنوعة من مجموعة من المعادن من ضمنها الحديد عندما تكون قديمة مع عدم نظافتها نظافة كافية واستعمالها لحفظ او طبخ اللبن الحمضي يؤدي الى تحلل المعادن المكونة لهذه الاواني والداخلة في تصنيعها وعند وصول المكونات المعدنية الى اللبن ومنه الى معدة المستهلك يؤدي ضرره وخطورته. ولتجنب التلوث البكتيري والتسمم المعدني للألبان ومنتوجاتها يجب حفظها بعد تعقيمها في درجة صفر الى 4 درجات مئوية دائما اثناء عدم الاستخدام ولا يترك في درجة حرارة الغرفة او معرضا للشمس والتيارات الهوائية الحارة ويجب تعقيم اللبن ومنتوجاته بمصادر التعقيم الآمنة.
حظائر الأبقار والإبل والأغنام
ولتجنب العدوى يجب أن تكون حظائر أو مزارع الالبان نظيفة جدا جدا وتابعة لرقابة صارمة من قبل المختصين وان يخضع الحلابون والعاملون إلى كشوفات وفحوصات طبية دورية ومتابعة على الابقار وضروعها لضمان سلامتها وعدم اصابتها بفيروسات او ببكتيريا الضرع وضمان سلامة الاجهزة والمعدات المستخدمة في حلب الابقار وجمع الحليب والالبان وضروعها لضمان سلامتها وعدم اصابتها ببكتريا الضرع و ضمان سلامة الاجهزة والمعدات المستخدمة في حلب الابقار وجمع الحليب والالبان والمنتجات الأخرى ويجب عدم أخذ الحليب من حيوانات وابقار مصابة بالبكتيريا وكذلك عدم اخذ الحليب من ابقار تعالج بالمواد الكيماوية وخاصة المضادات الحيوية وعدم أخذ الحليب كذلك من ابقار ضروعها متشققة او مصابة بامراض جلدية معدية. ويجب ملاحظة ان الالبان ومنتجاتها من الاغذية السريعة الفساد لذلك يجب تخزينها في برادات وثلاجات في درجة حرارة من صفر الى 4 درجات مئوية حتى لا يكون هذا اللبن مؤديا الى التسمم الغذائي.
نصائح وإرشادات
وعليه نلخص مجموعة من النصائح والإرشادات التي يجب الاخذ بها لنسلم ونمنع حدوث التسمم ونلخصها بالآتي: يجب العناية بالنظافة الشخصية والعناية بالنظافة العامة خصوصا يجب تحضير واعداد الألبان وتجهيزها بالمعدات الحديثة والاماكن النظيفة وتحت الاشراف الفني ويجب قتل الذباب والحشرات الناقلة للبكتيريا المرضية ويجب منع الباعة المتجولين للألبان ومنتوجاتها ومتابعة المخالفين ويجب اجراء الفحوصات الطبية الدورية للعاملين في هذه الالبان من مصنعين وبائعين ويجب اجراء الفحوصات الطبية الدورية للعاملين في هذه الألبان ويجب ان يكونوا خالين من الامراض وخاصة المعدية وخالين كذلك من الجروح وهذا ينطبق على عمال المصانع الذين يقومون باعداد الألبان ومنتجاتها ويجب ان نتخلص من الالبان ومنتوجاتها القديمة او منتهية الصلاحية ويجب بسترة اللبن جيدا واجراء فحوصات دورية لضروع الابقار او النياق أو الأغنام الحلوب لنتفادى حدوث الحمى المالطية او الامراض الاخرى والكشف على سلامة الابقار والأنعام الأخرى من قبل الاطباء البيطريين المختصين، كما يجب حث المجتمع على عدم شراء الالبان من الباعة المتجولين او من حظائر الابقار او النياق والذين ينتشرون خارج المدن والبعيدين عن الرقابة ويجب عدم تصديقهم بادعائهم انها الالبان الاصلية أو (ألبان زمان) ذات الطعم الاصيل بل يجب الاخبار عنهم وكشف زيفهم وخاصة ان الالبان الطبيعية المبسترة والمتواجدة بعلب انيقة وصحية ومجهزة تجهيزا آليا وذكر عليها تاريخ الصنع وتاريخ الانتهاء، وحفظت في مكان بارد وفي ثلاجات خاصة كل هذا يضمن سلامة المستهلك وصحته.
الحرص على النظافة يجنب الكثير من الأمراض
لتجنب العدوى يجب أن تكون حظائر أو مزارع الألبان نظيفة جداً
سوء النظافة قد يسبب آلاماً معدية ومعوية ومغصاً