أكدت دراسة طبية أن الأشخاص الذين يتمتعون بمستوى ذكاء مرتفع، يصبحون أقل عرضة للإصابة بمرض الفصام أو ما يعرف بـ “انفصام الشخصية”.
وذلك وفقاً لأحدث الدراسات الطبية التي نشرت في العدد الأخير من المجلة الأمريكية للطب النفسي على الإنترنت، وفقاً لما ورد بوكالة “أنباء الشرق الأوسط”.
وقال الدكتور كينيث كايندلر أستاذ المخ والأعصاب بجامعة “فيرجينيا” الأمريكية، إن النتائج المتوصل إليها تتحدى الدراسات السابقة المشيرة إلى أن الأذكياء هم الأكثر عرضة للإصابة بالاختلال العقلي، فإذا كنت ذكياً حقاً، فإن الجينات الخاصة بك لمرض انفصام الشخصية “الفصام” لن يكون لها الكثير لفعله للتأثير عليك.
ومرض “الفصام” هو اضطراب في المخ، يؤثر على 2,4 مليون بالغ في الولايات المتحدة، وعادة ما يبدأ في مرحلة المراهقة المبكرة، ويبدأ بالهلاوس والضلالات مصحوباً بأفكار شاذة وحركة الجسم المهتاج.
وما تزال الأسباب الحقيقية للفصام غير واضحة حتى الآن، إلا أن العلماء أشاروا إلى دور الاضطراب العائلي، حيث أن نحو 1% من السكان عموما لديهم انفصام الشخصية، لكنه يحدث في حوالي 10% من الأشخاص الذين يصابون به من أحد الأقرباء من الدرجة الأولى، مثل أحد الوالدين أو الأخ، أو الأخت ممن يعانون من هذه الحالة.
وفي هذه الدراسة، عكف الدكتور كايندلر وفريقه البحثي على تقييم الارتباط بين الذكاء ومخاطر مرض الفصام بين عامة السكان وبين من لديهم استعداداً وراثياً للاضطراب.
وقام الباحثون بتقييم مستويات الذكاء في المرحلة العمرية ما بين 18 إلى 20 عاماً بين أكثر من 1,204,983 رجل ولدوا بين عامي 1951 إلى 1975.
واستخدم الباحثون مقياس “كوكس” لقياس مستوى الذكاء وتأثيره على خطر الفصام بين عامة السكان وأقاربهم من الدرجة الأولى التي يعاني من هذه الحالة المرضية.
وكشفت النتائج المتوصل إليها أن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض معدل الذكاء كانوا أكثر عرضة لتطوير مرض الفصام من أولئك الذين لديهم معدل الذكاء مرتفعاً، وكانت هذه العلاقة أقوى بين المشاركين الذين لديهم تاريخاً وراثياً لهذا الاضطراب خاصة بين أقرباء من الدرجة الأولى.