7علامات تكشف إصابة طفلك بالاكتئاب
الاكتئاب.. هو حالة من سوء المزاج تخل بحالة الفرد النفسية والجسمانية والاجتماعية، حيث تسود السلبية مشاعره وتنعكس على أفكاره وسلوكياته، فيشعر بالحزن والفراغ الداخلي وفقدان الأمل والطموح، والعصبية وسرعة الغضب لأتفه الأسباب، فضلاً عن الشكوى من فقدان التركيز ونسيان تفاصيل الأمور والتردد وعدم القدرة على اتخاذ القرار.
هذا ما أكده الدكتور محمود عبد الرحمن أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب جامعة الأزهر في كتابه بعنوان “اكتئاب الأطفال والمراهقين”، مضيفاً أن الاكتئاب يؤدي أيضاً إلى الشعور بالإجهاد وفقدان الطاقة والكسل، والآلام الجسمانية التي ليس لها أساس عضوي خاصةً الصداع أو آلام المفاصل والظهر.
وأكد أن هناك
أعراض تصاحب الاكتئاب لدى الأطفال، هى:اضطراب الشهيةتضطرب شهية مريض الاكتئاب للطعام، حيث يلتهم كميات كبيرة من الطعام كنوع من إخراج العدوان الموجه نحو الذات إلى القضم والمضغ للطعام، ومن ثم يزداد وزنه، وقد يصاب بالبدانة التي يكون مردودها سيئاً على حالته النفسية فتزداد شدة الاكتئاب.
وإما بالنقص فقد تقل الشهية للطعام كنوع من الرفض للحياة، وهذا ما يصيبه بالضعف العام والهزال وفقر الدم مما يزيد من احساسه بالعجز وفقد الطاقة على أي مجهود فتزداد حالته النفسية سوءاً.
اضطراب النوميضطرب نوم مريض الاكتئاب إما بالنقص والإصابة بالأرق الذي قد يكون في أول النوم، حيث يصعب الدخول في النوم، أو يحدث بعد فترة من الدخول في النوم بساعات قليلة ويصعب عودته إلى النوم مرة أخرى مع رغبة واحتياج للنوم وعدم الشعور بالراحة من النوم.
وقد يضطرب النوم بالزيادة فيظل الطفل نائماً لساعات طويلة أكثر من المعتاد بالنسبة له قبل إصابته بالاكتئاب.
ويعد النوم هنا نوعاً من الهروب من مواجهة الحياة بمتطلباتها اليومية وهروباً من العلاقات الاجتماعية كنوع من الإغراق في العزلة الاجتماعية، وهذا ما يجعله مستغرقاً أكثر في اكتئابه ويزيد من ابتعاده عن الواقع الخارجي.
اضطراب النشاط الحركييضطرب النشاط الحركي لدى الطفل إما بالزيادة لدرجة تزعج المحيطين به فلا يهدأ ويوصف بأنه مفرط الحركة على غير عادته قبل ذلك.
ويمكن أن يأخذ شكل الفوران الداخلي لدى الطفل فيأخذ شكل عدم القدرة على الاستقرار في مكان أو التجوال أو الطرق باليد أو شد الشعر أو حك الجلد.
وقد يخطئ بعض المتخصصين في الطب النفسي ممن ليس لديهم خبرة كافية في طب نفس الأطفال فيشخصون حالة مثل هذا الطفل على أنه يعاني من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ويتم علاجه على هذا الأساس فلا تتحسن حالته بل تسوء.
وقد تقل حركة الطفل لدرجة ملحوظة يطلق عليها التبلد الحركي فيأخذ بطء حركة الجسم وبطء الكلام مع فترات صمت قبل الإجابة عن الأسئلة، ويكون الكلام بصوت خافت وعلى نغمة واحدة، بالإضافة إلى نقص كمية الكلام أو البكم، ويصاحب ذلك نقص الطاقة فلا يبذل أي طاقة جسمانية ويبدو كشخص مقعد لا يرغب في الحركة، كسول، مع الشعور بالإجهاد دون بذل أي مجهود جسماني وتبدو أمامه المهام في صعوبة المستحيل.
الشعور بفقد القيمةيفقد الطفل الشعور بالقيمة ويقل اعتبار الذات لديه مع الشعور بالنقص وعدم الكفاءة بما يجعله ينسحب من مواقف مواجهة مثل أداء الامتحان أو اتخاذ قرارات.
وعند مقارنته لنفسه بالأخرين يشعر بالنقص، ونقص اعتبار الذات بوجه عام يعود إلى أن الذات المثالية تعلو كثيراً عن الذات الواقعية، كما يعتبر الطفل المكتئب ذاته الواقعية سيئة وناقصة من خلال رؤيته السالبة للذات والتي تتزايد بفعل الاكتئاب.
الاحساس بالذنب يشعر الطفل بالذنب، حيث يلوم نفسه على أشياء حدثت لا ذنب له فيها، ويشعر بالتقصير في كل شئ، ذلك أنه يوجه عدوانه تجاه نفسه فيعاقبها على كل شئ سواء كانت له به علاقة مباشرة أو غير مباشرة.
والاحساس بالذنب هذا قد يصل به إلى حرمان نفسه من أي متعة حتى أنه قد يستكثر على نفسه ما عنده من ملابس أو أشياء فيتبرع بها لغيره أو يحرم نفسه من الطعام والشراب.
وقد يصل الاحساس بالذنب لدرجة إيذاء الذات كنوع من التكفير عن الذنب الذي يستشعره وقد يشتد الإيذاء لدرجة قتل النفس بالانتحار.
فقدان التركيزأي عدم قدرة الطفل على توجيه انتباهه بدرجة كافية لاستيعاب المواقف أو الإنجاز الدراسي أو فهم المواد الدراسية.
ونقص الانتباه هذا يترتب عليه التأخر الدراسي للطفل وتدهور مستواه الدراسي، وهو ما قد يقلق الأهل فيعرضونه لطبيب نفسي وقد يشخصه الأخير على أنه اضطراب نقص الانتباه وتكون المعالجة خاطئة لا تأتي بعائد من التحسن، مما يزيد الأمر سوءاً حتى ينتاب الأهل بعض اليأس الذي يتسرب إلى طفل هو أصلاً يائس من جراء الاكتئاب فتزداد حالته سوءاً.
صعوبة التفكيروهي ناشئة عن نقص قدرة الانتباه إضافة إلى حالة فقد الاهتمام والدافعية لعمل أدنى مجهود عقلي أو جسمي، فيبدو بطئ التفكير، وتقل كمية الأفكار لديه مما يجعله يبدوا فقيراً في تفكيره لدرجة أنه قد يوحى لمن حوله أن ذكاءه قد تدهور وأن قدراته العقلية قد تناقصت.
وقد يشك الأهل أن الطفل قد أصابه التخلف العقلي.