إعداد: د. براء زنبركجي
ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن (CLL) نوع من الابيضاض الدموي المتنامي ببطء، ويصيب الخلايا اللمفاوية البائية (B-cells) في طور النمو.
ما ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن (CLL)؟
هو نوع من الابيضاض الدموي المتنامي ببطء، ويصيب الخلايا اللمفاوية البائية (B-cells) في طور النمو، وهذه الخلايا هي خلايا دموية بيضاء متخصصة، تنتج في الحالات السوية الغلوبولينات المناعية (immunoglobulins)، والتي نسميها الأضداد (antibodies) أيضاً، وهي تساعد في حماية أجسامنا من العدوى والأمراض. غير أن تلك الخلايا اللمفاوية تمر بتحول خبيث (سرطاني) عند الإصابة بابيضاض الدم اللمفاوي المزمن، وتصبح خلايا ابيضاضية (leukaemic cells).
يظل ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن مستقراً لعدة أشهر أو سنوات لدى الكثير من المصابين به، وغالباً ما تكون تأثيراته على أسلوب المعيشة والصحة العامة محدودة أو معدومة. لا يحتاج نحو 30% من المرضى أي علاج، ويمكن أن يعيشوا لسنوات عديدة بالرغم من تشخيص المرض لديهم، أما بالنسبة لبقية المرضى، ستتكاثر الخلايا الابيضاضية بطريقة فوضوية غير منضبطة. هذه الخلايا الابيضاضية غير طبيعية، لذلك تكون غير قادرة على أداء وظائفها على الوجه المطلوب، حيث تبقى هذه الخلايا على قيد الحياة لمدة أطول مما ينبغي لها، وتتراكم في نقي العظم، ومجرى الدم، والعقد اللمفاوية، والطحال، والكبد، وأجزاء أخرى من الجسم.
يتجمع العدد الفائض من الخلايا اللمفاوية مع مرور الوقت في نقي العظام، ما يؤثر على عملية إنتاج خلايا الدم الطبيعية فيه، بحيث يصبح إنتاج نقي العظم من الكريات الحمر والكريات البيض والصفيحات غير كافٍ، ما يؤدي إلى أن يصبح المرضى المصابين بهذا المرض (الابيضاض اللمفاوي المزمن) أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم، والعدوى المتكررة، والتكدم وسهولة النزيف. كما أن الكريات الحمر والصفيحات الجوالة في الدم قد تتخرب أيضاً نتيجة فعل البروتيات الشاذة المُصنعة بواسطة الخلايا الابيضاضية.
ما مدى انتشار المرض وشيوعه؟!
يشخص كل عام في استراليا حوالي 1000 إصابة بالابيضاض اللمفاوي المزمن (CLL)، مما يجعله النمط الأكثر شيوعاً من الابيضاضات الدموية فيها. بيد أن الابيضاض اللمفاوي المزمن يُعد مرضاً نادراً بشكل عام، ويشكل حوالي 0.8% من كل حالات السرطانات المشخصة هناك.
من هي الفئة المعرضة للإصابة بالمرض؟
تزداد خطورة الإصابة بالمرض مع التقدم بالعمر، فـ 80% تقريباً من كل الحالات الجديدة للإصابة بالمرض، شُخصت لدى أشخاص في عمر أكبر من 60 سنة. ويحدث المرض عند الذكور أكثر من الإناث.
ما أسباب ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن؟
السبب غير معروف حنى الآن، لكن يُعتقد أنه ناجم عن تأذي جين أو أكثر من الجينات التي تضبط نمو وتطور خلايا الدم.
وجود قصة عائلية للإصابة بالابيضاض اللمفاوي المزمن CLL يجعل بعض الناس في خطورة أعلى للإصابة به.
ما هي أعراض الإصابة بالابيضاض اللمفاوي المزمن؟
نظراً لأن هذا المرض يتطور ببطء، فإن العديد من المرضى لا تظهر لديهم أي أعراض خاصة في مراحله الأولى، وعادة ما يُكشف هذا المرض صدفةً أثناء إجراء تحليل دم روتيني. وقد تظهر عند الآخرين أعراض من مثل:
• تضخم العقد اللمفاوية في الرقبة، وتحت الإبط، أو في المنطقة الأربية (جذر الفخذ)، نظراً لوجود مجموعات من الخلايا اللمفاوية في هذه المناطق.
• ألم أو انزعاج تحت الأضلاع في الجانب الأيسر من الجسم، ناجم عن تضخم الطحال.
• فقر دم ناجم عن نقص في كريات الدم الحمراء، ما يؤدي إلى وجود تعب مستمر، ودوار، وشحوب، أو ضيق تنفس عند ممارسة النشاطات البدنية.
• عدوى متكررة أو معاودة مع تأخر الشفاء منها، وذلك بسبب نقص في الخلايا الدموية البيضاء الطبيعية.
• تكَدُّم ونزيف متزايد أو غير مفسر، ناجم عن الانخفاض الشديد في عدد الصفيحات الدموية.
• التعرق الزائد في الليل.
• خسارة وزن غير مقصودة.
كيف نشخص ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن؟
نشخص المرض عن طريق إجراء تعداد الدم الكامل (FBC)، وخزعة نقي العظم (bone marrow biopsy)، والفحص السريري.
كيف نعالج ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن؟
يتطور هذا المرض ببطء عادة، لذا فإن العديد من الأشخاص خاصة في المراحل الأولى من الإصابة، لا يحتاجون إلى أية علاج، وقد يوصي الطبيب المريض بإجراء فحص طبي عام بانتظام من أجل أن يراقب حالته الصحية عن كثب.
تبدأ المعالجة عادة عندما يتطور سير المرض أو عندما يسبب أعراض مزعجة. والعديد من المرضى المصابين بالمرض يبقون لسنوات دون أن يسبب لهم المرض أي مشكلات. وقد يشمل العلاج المعالجة الكيميائية، والتي نعطيها إما على شكل أقراص فموية أو عن طريق الوريد، عبر أحد الأوردة في اليد أو الذراع. كما قد نستخدم الستيروئيدات. ويمكن أن نعطي أدوية اسمها الأضداد وحيدة النسيلة، مثل rituximab (Mabthera®) بالمشاركة مع المعالجة الكيميائية. ويستهدف هذا الدواء الخلايا اللمفاوية الشاذة، ما يتيح إيصال المعالجة الكيميائية مباشرة إلى تلك الخلايا دون التسبب بالآثار الجانبية الضارة على باقي أنحاء الجسم.
قد نجري زراعة الخلايا الجذعية stem cell transplant أحياناً لبعض المرضى من صغار العمر. وهناك مجموعة من العلاجات الداعمة لعلاج أعراض ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن، والتي تتضمن إعطاء مضادات حيوية للوقاية من العدوى الناجمة عن العلاج، وإعطاء الدم ونقل الصفيحات لاستعادة مستويات كريات الدم الحمر والصفيحات. سوف يشرح الطبيب والممرضة الآثار الجانبية المحتملة لأي علاج وكيفية ضبطها.