بقاء الطفل خلال فترة التعليم لن يحدث له أي أثر نفسي
بعض المربين والوالدين يعتقدون أن أخذ الطفل لغفوة نهاراً مفيد له
في مرحلة ما قبل المدرسة بين سن 2-5 سنوات، يقضي الطفل حوالي 40% من وقته نائماً، حيث ينام الطفل بمعدل 12 إلى 13 ساعة يوميًا، منها غفوة لمدة ساعة إلى ساعتين في النهار، و11 ساعة في الليل. وفي هذه المرحلة من العمر تبدأ مواعيد نوم الطفل بالانتظام أكثر. بخلاف القيلولة أو الغفوة النهارية عند الكبار والتي ناقشناها في المقال القصير أعلاه، فإن الأطفال في سن المدرسة لا يحتاجون غفوة نهارية طالما أنهم يحصلون على نوم كاف بالليل. أما الأطفال في سن ما قبل المدرسة (2-5 سنوات)، فإن تأثير الغفوة النهارية على النوم الليلي لم يكن واضحاً في السابق.
دراسة حديثة تعرضت لتأثير الغفوة النهارية على النوم الليلي عن الأطفال في هذا العمر. فقد قام الباحثون بدراسة جميع الأبحاث (26 دراسة علمية) التي درست العلاقة بين نوم الغفوة النهارية والنوم الليلي عند الأطفال الصغار في سن 2-5 سنوات وحللوا النتائج بطريقة المراجعة المنهجية للنتائج المجمعة من جميع الدراسات. ونشر البحث هذا الشهر (فبراير 2015) في مجلة Archives of Disease in Childhood. وقد درس الباحثون صحة الاعتقاد السائد بين الوالدين والمربين بأن الغفوة النهارية للأطفال في سن 3-5 سنوات تعتبر وسيلة لتعزيز الصحة. ففي هذه السن يبدأ الأطفال عادة في تغيير نظام نومهم بحيث يزيد نوم الليل وتقل الغفوات النهارية بشكل كبير.
الغفوة النهارية عند الأطفال بين سن 2-5 سنوات تؤدي إلى صعوبة الدخول في النوم ليلاً
وبعد تحليل النتائج مجتمعة، وجد الباحثون أن الغفوة النهارية عند الأطفال بين سن 2-5 سنوات أدت إلى صعوبة الدخول في النوم ليلا ونقص مدة النوم الليلي. وبسبب اختلاف منهجية الأبحاث التي جمعت للتحليل في الدراسة الحديثة التي نستعرضها، وجد الباحثون صعوبة في إثبات أي ارتباط بين القيلولة وأي تأثير مفيد أو ضار على السلوك والنمو والصحة العامة عند الأطفال الذين يحصلون على القيلولة النهارية.
يمكن الاستنتاج من هذه الدراسة، أن الغفوة النهارية قد تكون سبب صعوبة النوم الليلي عند بعض الأطفال في هذا السن. لذلك، ينصح بتجنب الغفوة النهارية عند الأطفال الذين يتأخر نومهم الليلي، حتى يحصلوا على نوم ليلي أطول لأن الأبحاث أظهرت أن النوم الليلي افضل للأطفال من النوم النهاري. للأطفال الذين يشكو والدوهم من صعوبة نومهم.
ويمكن أن نلخص مشكلات النوم الرئيسية التي تحدث في هذا العمر بالتالية: رفض النوم وحيدًا، البكاء عند موعد النوم، والاستيقاظ باكيًا في الليل.
تتضمن الاستراتيجية المناسبة لهذا العمر ما يلي:
• عرّف الطفل دائمًا متى يكون موعد نومه.
• تجنب تعريض الطفل للإثارة (كاللعب) قبل موعد نومه حتى يستطيع أن يسترخي قبل وقت النوم.
• اجعل الطفل يحب غرفة نومه، وذلك من خلال وضع بطانيات وأغطية جذابة، إضافة إلى السماح له باصطحاب اللعبة المفضلة إلى غرفة نومه وهكذا.
• عوّد طفلك نظامًا معينًا قبل النوم، مثل قراءة قصة قبل النوم.
• جنب طفلك مشاهدة التلفزيون أو اللعب بألعاب الفيديو أو الآيباد قبل النوم بساعة إلى ساعتين
• قاوم رغبة الطفل في قصة أخرى أو رغبته في الشرب وغيّر ذلك من الأمور التي قد يلجأ إليها الطفل لإبقاء والديه معه أطول فترة ممكنة.
• في هذا العمر قد يستيقظ الطفل من نومه في الليل (مثل الكبار)، لذلك يجب أن يتعلم الطفل بالتدريج كيفية العودة إلى النوم. فإذا بكى الطفل عند استيقاظه (وأنت تعرف أن هذه عادته، أي أنه لم يصبه أي مكروه) فانتظر لمدة خمس دقائق قبل الذهاب إلى غرفته، وعندما تذهب ابق معه لوقت قصير ولا تحاول حمله، اجعل المحادثة بسيطة وقصيرة إلى أقل درجة ممكنة.
• تكرار حضور الوالدين من وإلى غرفة الطفل يبعث الطمأنينة في نفس الطفل، كما أنه يعطي الطفل شعورًا بأنهما لن يتركاه إلى الأبد. على الرغم من أن ترك الطفل يبكي في فترة التعليم هذه مؤلم للوالدين؛ إلا أن الخبراء يقولون إنها لن تترك أي أثر نفسي على الطفل.