فهد العتيبي*
الجهاز المناعي يعتبر من أهم الأجهزة في جسم الإنسان لانه يقوم بحماية الجسم ضد الهجمات من الغزاة (مثل البكتيريا والفطريات والفيروسات) وأيضا يقوم بالدفاع عن الجسم ضد الالتهابات وعدة أنواع من السرطان، والجدير بالذكر أن هذا الجهاز في كثير من الأحيان يمكنه أن يتذكر بعض الاصابات وأنواعاً من البكتيريا السابقة حتى أنه يستعد لاستقبالها في المرات القادمة ومهاجمتها، ولكنه تماماً مثل أي جهاز في جسم الإنسان يمكنه أن يتدهور إذا تم التعامل معه بشكل غير جيد.
وعن طريق اتباع بعض الخطوات يمكنك المحافظة على هذا الجهاز بالقيام بدوره المناسب ومنها :تناول مايكفيك من الطعام بشكل جيد، وأيضاً التأكد من الحصول على ثلاث وجبات يومياً والتي تشمل الكثير من الخضار الطازجة، وتناول وجبات خفيفة صحية، والحرص على تجنب الإفراط في تناول الأطعمة، والتي يمكن أن تؤدي إلى زيادة في الوزن وقد تسبب ضررا في الجهاز المناعي.
واكتشفت الأبحاث التي يقوم بها العلماء في جامعة نورث كارولينا أن السمنة تمنع الجهاز المناعي من أداء وظيفته بشكل صحيح، وزيادة تعرضه للإصابة بالأمراض، ومن المهم في تناول الأطعمة معرفة عدد السعرات الحرارية التي يحتاجها جسمك للحفاظ على الوزن الطبيعي وأيضاً يجب استشارة أخصائي التغذية ليقوم بدوره بإعطاء بعض النصائح في تناول المواد الغذائية ومنها الأطعمة التي تقوم بتعزيز نظام المناعة في جسم الانسان ومن أهمها الأطعمة الغنية بفيتامين (c) والحرص على تناول كمية كافية، لأنه يزيد من عدد خلايا الدم البيضاء الخاصة بجسم الإنسان، ويعزز فعالية الخلايا كما أنه مضاد للأكسدة، مما يعني أنه يمنع تدمير خلايا الدم البيضاء الموجودة في جسم الإنسان، ويمكنك الحصول على فيتامين (c) بتناول أطعمة كالبرتقال، والتوت، ومعظم الفواكه، الحمضيات، وأيضا الحرص على تناول الأطعمة الغنية بفيتامين (E) وهو مضاد للأكسدة، ومفيد أيضا لبشرتك وللبصر، ويمكنك العثور على فيتامين (E) في زيت الزيتون، والمكسرات، وبعض الفواكه والخضروات، وبالطبع، يمكنك الحصول على هذه المواد الغذائية بشكل حبوب، ولكن الطعام يعتبر المصدر الأهم والأفضل للفيتامينات والمعادن .
ومن المهم أيضا في تعزيز وتقوية الجهاز المناعي ممارسة الرياضة بانتظام والحرص على الحصول على ما يكفي من ممارسة الرياضة بشكل يومي لأنها تحسن صحة الأوعية الدموية، وتقلل الكثير من احتمالات الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، وقد أثبتت الدراسات أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يقلل من عدد الأيام المرضية، مما يساعد أيضا في تقليل فرص الإصابة بأمراض القلب وهشاشة العظام، وأمراض السرطان ومن الأمثلة على الممارسات الصحية هي ركوب الدراجة، والسباحة، والمشي.
وفي الجانب الآخر يعتبر النوم محفّزا ومنشطا للجهاز المناعي بشكل جيد، ومما ينصح به الأطباء أخذ قسط كافٍ من النوم في حين أن الحرمان من النوم له تأثير معاكس، ووفقاً لدراسة النوم التي نشرت عام 2001 في مجلة ندوات في الطب النفسي أن هناك آثاراً جانبية ضارة على عمل جهاز المناعة اثناء حرمان الجسم من النوم الكافي ويمكن رؤية هذه الأضرار بعد أيام قليلة من مجموع الحرمان من النوم، ووفقاً لمعاهد الصحة الوطنية، يحتاج الشخص البالغ ما بين 7 و8 ساعات كل ليلة، على الرغم من أن بعض الناس قد يحتاج عدداً قليلاً ما بين 5 ساعات أو ما يصل إلى 4 ساعات وللتأكد من أنك تحصل على قسط كاف من النوم يجب تجنب المشروبات المحتوية على الكافيين (والمنشطات الأخرى).
ومن المتعارف عليه أن التوتر والضغط النفسي يمكن أن يؤثرا بشكل كبير على الصحة العامة في جسم الإنسان وعلى جهازه المناعي، ووفقاً لمعاهد الصحة الوطنية، يمكن للهرمونات (مثل الكورتيزول) أثناء الإجهاد المزمن تضعنا في خطر السمنة، وأمراض القلب، والسرطان ومجموعة متنوعة من الأمراض الاخرى. لذلك ننصح بمحاولة إيجاد سبل للتخلص من التوتر والضغط النفسي بضع مرات في الأسبوع.
وللتدخين دور أساسي في إضعاف الجهاز المناعي في جسم الإنسان وقد ذكر في دراسة قديمة نشرت في عام 1983 في المجلة الطبية الأسترالية، وكانت الدراسة حول تحليل علامات الجهاز المناعي لدى مدخنين قبل الإقلاع عن التدخين وبعد ذلك تحليل علامات الجهاز المناعي مرة أخرى بعد ثلاثة أشهر بعد أن أقلعوا عن التدخين وقد لوحظ تغييرات كبيرة، إيجابية في العديد من القياسات لأنظمة الجهاز المناعي لديهم وفي طور هذه الدراسة تبين أن التدخين يساهم في تشكيل مجموعة من المشاكل الصحية في جسم الإنسان، وهذا السبب يعتبر واحداً من أهم الأسباب التي بإمكاننا إضافتها إلى قائمة الإقلاع عن التدخين.
ولا نهمل جانب نظافة جسم الانسان مما يساعد أيضا في تقوية الجهاز المناعي والحرص على غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، والنظافة قد تساعد في التخلص من هذه الأوساخ والجراثيم المكتسبة طيلة اليوم، كل ما سبق أمور تستطيع عزيزي القارئ رفع درجة الاهتمام بها مما يعني أنك ترفع قدرات الجهاز المناعي لديك.