إعداد: د. أيمن الشافعيفشل القلب حالة سببها فشل القلب في ضخ كمية كافية من الدم لأنحاء الجسم بضغطٍ ملائم. ويحدث عادةً لأن عضلة القلب أصبحت ضعيفةً جداً أو أنها تلقى صعوبة في العمل بشكل صحيح. إذا كان المريض يعاني من فشل القلب، فهذا لا يعني أن قلبه قد أقترب من التوقف عن العمل، إنما يعني أن القلب يحتاج إلى القليل من الدعم ليقوم بعمله، وعادةً ما نعمد لذلك باستخدام الأدوية.
عدم القدرة على التنفس، والشعور بالتعب الشديد وتورم الكاحل هي الأعراض الرئيسية لفشل القلب. إلا أن جميعها قد ترجع لأسباب أخرى، القليل منها فقط يعد خطراً. وقد تتطور أعراض فشل القلب بسرعة (فشل القلب الحاد). وإذا حدث هذا، فسوف يحتاج المريض إلى العلاج في المستشفى. إلا أنها قد تتطور بصورة تدريجية أيضاً (فشل القلب المزمن).
أنواع فشل القلبهناك ثلاثة أنواع رئيسية لفشل القلب، وهي:
• فشل القلب الحاصل بسبب اختلال الوظيفة الانقباضية للبطين الأيسر left ventricular systolic dysfunction (LVSD). وهذا بسبب أن جزء القلب الذي يضخ الدم لأنحاء الجسم (البطين الأيسر) يصبح ضعيفاً.
• فشل القلب المترافق مع الحفاظ على الجزء القذفي heart failure with preserved ejection fraction – وهو يحدث لأن البطين الأيسر يصبح صلباً، ما يسبب صعوبة امتلائه بالدم.
• فشل القلب الذي يحدث بسبب صمامات القلب المريضة أو التالفة.
ومن المهم معرفة نوع فشل القلب المصاب به المريض لأنه سيؤثر على نوع المعالجة التي ستقدم للمريض. ويمكن استخدام العديد من الاختبارات للمساعدة على التشخيص. ويجب أيضاً القيام باختبارات الدم، ومخطط كهربية القلب (ECG) وتخطيط صدى القلب. ونستخدمها للاستقصاء عن حالة القلب وفحص مدى الجودة التي يؤدي بها وظائفه. وإذا لم تجري هذه الاختبارات، فيجب على المريض طلب شرح الأسباب من الطبيب.
ما هي أسباب فشل القلب؟غالباً ما يرجع فشل القلب لأكثر من سبب. وعادةً ما تشترك عدة مشاكل في القلب مؤديةً إلى فشله. وهناك عدد من الحالات التي تزيد فرص الإصابة بفشل القلب، وتشمل:
• ارتفاع ضغط الدم (فرط ضغط الدم) – وقد تضع هذه الحالة جهداً إضافياً على القلب، ما يؤدي مع مرور الوقت إلى فشل القلب.
• مرض القلب التاجي – حيث تصبح الأوعية التي توصل الدم إلى القلب مسدودةً بالمواد الدهنية (التصلب العصيدي atherosclerosis) – ويمكن أن تسبب الذبحة الصدرية أو النوبة القلبية.
• ضعف عضلة القلب (اعتلال عضلة القلب) cardiomyopathy: قد يسبب فشل القلب، وغالباً ما تكون أسباب هذه الحالة غير واضحةً، إلا أنها قد تكون وراثيةً في الأصل، أو تحدث بسبب عدوى (فيروسية عادةً)، أو بسبب الاستخدام الفرط للكحول، أو الأدوية المستخدمة لعلاج السرطان
• اضطراب نبضات القلب (الرجفان الأذيني) atrial fibrillation
• مرض صمامات القلب، أو تلف أو مشاكل في صمامات القلب.
في بعض الأحيان يمكن أن يؤدي فقر الدم، أو فرط نشاط الغدة الدرقية hyperthyroidism، أو ارتفاع الضغط الرئوي (pulmonary hypertension) إلى فشل القلب.
علاج فشل القلبيبقى فشل القلب في معظم الحالات لطوال حياة المصاب، ولا يمكن أن تشفى. لذلك فإن العلاج يهدف للعثور على مجموعة من الإجراءات، وتشمل تغيير نمط الحياة، أو الأدوية، أو الأجهزة أو الجراحة التي ستحسن وظيفة القلب أو ستساعد الجسم في التخلص من كمية الماء الزائدة. وقد يكون الشفاء ممكناً في بعض الحالات عندما ينتج فشل القلب عن سبب محدد. فعلى سبيل المثال، إذا كانت صمامات القلب تالفةً، فمن الممكن تعويضها، ما يسبب شفاء الحالة.
لأن العلاج سيكون لمدى الحياة عادةً، فسيحتاج كلاً من المريض والطبيب لإيجاد توازناً من العلاجات الفعالة والتي يستطيع المريض إدارتها على المدى الطويل بحيث يمكنه الوصول لتحكم أفضل في الأعراض وتحسين نوعية الحياة. وللمعالجة الفعالة لفشل القلب الفوائد التالية:
• ستساعد على جعل القلب أقوى.
• تحسين الأعراض عند المريض.
• تخفيض خطر اشتداد الحالة.
• تسمح للأشخاص المصابين بهذه الحالة المرضية بأن يعيشوا حياةً أفضل وحياة كاملةً.
الوقاية من فشل القلبيستطيع المريض ضبط العديد من العوامل التي تزيد من خطر تطور فشل القلب إما عن طريق تغيير نمط حياته أو بتناول الأدوية. على سبيل المثال، يجب على المريض بما يتعلق بتعديل نمط حياته:
• التوقف عن التدخين (إذا كان مدخناً).
• المحافظة على ضغط الدم في المستوى الصحي.
• التحكم بمستوى الكوليسترول ضمن الحدود الطبيعية.
• المحافظة على الوزن الصحي (لا البدانة الكبيرة ولا النحافة الكثيرة).
• تناول الطعام الصحي، بما في ذلك تجنب ملح الطعام الزائد في الوجبات (لكن التقييد الشديد للملح هو ضروري بشكل نادر وليس جيداً لمعظم الأشخاص)، ويجب أيضاً على معظم الأشخاص التأكد من أنهم يتناولون كمية كافية من الحديد في وجباتهم ( قد يساعد على هذا تناول اللحوم الحمراء أو مكملات الحديد الغذائية).
• ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
• الامتناع عن تعاطي الكحول.
التعايش مع فشل القلبقد تشكل معرفة الشخص أنه مصاب بفشل القلب صدمة كبيرة له. وبينما يكون إنذار المرض متعلقاً بعمره، وشدة إصابة القلب، وأي مشاكل صحية أخرى يمكن أن تكون موجودةً، مثل مرض الرئة أو الكلية، و فقر الدم وداء السكري، فهو يعتمد أيضاً على ما يفعله المريض للتقليل من الخطورة.
تعني الرعاية الذاتية أن نتحمل مسئولية صحتنا وعافيتنا، مع الحصول على الدعم من الأشخاص المعنيين برعايتنا. ومن الضروري أن نتناول أي دواء يوصف لنا، حتى بعد أن نشعر بأننا أفضل. فقد صممت بعض الأدوية لتحمي أو تعافي القلب. وإذا لم يتناولها المريض، فلن نستطيع أن تساعده وستتفاقم المشكلة الأساسية. وقد تمنع الأدوية أو تؤخر مشاكل القلب وتوقف تفاقم الأعراض.
على المريض أن يتحدث لفريق الرعاية الصحية إذا كانت لديه أية أسئلة أو اهتمامات حول الأدوية التي يتناولها أو أية تأثيرات جانبية قوية. ولأن فشل القلب هي حالة طويلة المدى، فسيتوجب على المريض أن يتواصل بشكل منتظم مع فريق الرعاية الصحية. وسيمكنه تطوير علاقةً جيدةً مع أعضاء الفريق الصحي من مناقشة الأعراض وأي اهتمامات أخرى عنده. وكلما كان الفريق يعلم الكثير عن المريض، كلما سيستطيع مساعدته أكثر.
ما مدى شيوع فشل القلب؟ يصيب فشل القلب حوالي 900000 شخص في بريطانيا. ويمكن أن تصيب الحالة الأشخاص من كل الأعمار، لكنها أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الأكبر بالسن – أكثر من نصف جميع الأشخاص المصابين بفشل القلب هم فوق الخامسة والسبعين من العمر. يرتبط فشل القلب بعدد من الحالات الصحية الخطيرة الأخرى، وتشمل مرض القلب التاجي، ونوبات القلب وارتفاع ضغط الدم.