أساليب التغذية السليمة المتبعة في الأيام الألف الأولى من حياة الطفل تعد إحدى أهم العوامل المؤدية إلى المحافظة على الحالة الصحية للإنسان في المستقبل، إلى جانب كونها من أسهل الوسائل التي يمكن السيطرة على نتائجها من قبل أفراد المجتمع.
وأكدت الدكتورة حنان أنور، رئيسة الشؤون الطبية في هيئة الصحة في دبي، على أهمية تقديم نظام غذائي متوازن وصحي للأطفال ابتداءً من فترة الحمل، مشيرة إلى أن توفير التغذية المناسبة للأمهات وأطفالهن، ابتداءً من فترة الحمل وحتى بلوغ الطفل سن الثانية من عمره، يعد أمراً بالغ الأهمية لوضع حجر الأساس لمستقبل صحي.
وقدمت أنور عدة نصائح للأمهات الحوامل، والتي ركزت على تعزيز النظام الغذائي المتبع بهدف توفير على معظم المواد المغذية للطفل، وذلك من خلال الحصول على كميات مناسبة للعناصر الغذائية الضرورية مثل “أوميجا 3” وفيتامين “د” والكالسيوم والحديد.
كما أشار الدكتور أحمد إبراهيم بن كلبان، المدير التنفيذي لقطاع خدمات المستشفيات في هيئة الصحة في دبي، خلال فعاليات مؤتمر برنامج التغذية المبكرة للأم والطفل الذي استضافته هيئة دبي للصحة، إلى أهمية الرضاعة الطبيعية لتوفير أفضل بداية لحياة الطفل عند الولادة، والتي توفر بدورها العديد من النتائج التي تعود بالفائدة على كل من الأم وطفلها لفترات طويلة، إلى جانب اهمية اتباع نظام غذائي صحي ومتنوع خلال فترة الفطام، والتي من شأنها تشجيع الأطفال على اتباع عادات غذايئة صحية طوال حياتهم.
وشدد كلبان إلى أهمية تلبية إحتياجات الطفل الغذائية بشكل سليم خلال فترة الأيام الـ“1000” من عمره يساهم في تدعيم جهاز المناعة، والتقليل من فرص الإصابة بالسمنة، وتشجيع الأطفال على اتباع عادات غذايئة صحية طوال حياتهم، كما لها تأثير إيجابي على تطور الدماغ لدى الأطفال.
ويهدف المؤتمر إلى التعريف بمفهوم جديد حول أهمية التغذية في أول ألف يوم في حياة الانسان، ومناقشة أهم القضايا المتعلقة بتغذية الأطفال وتعزيز المناعة ومكافحة أمراض السكري والسمنة مستقبلا.ً
وقد سلط المؤتمر الضوء على مفهوم التغذية المبكرة للأم والطفل، والذي يعنى بدراسة النتائج المترتبة على اتباع أنظمة غذائية مختلفة في الفترات المهمة في حياة الإنسان، والتي تشمل فترة ما قبل مرحلة الولادة وبعدها، وكيفية تكيف جهاز مناعة الفرد معها على المدى الطويل، وتأثيرها على العمليات الأيضية في جسم الإنسان، والتنمية الميكروبيولوجية والصحة العامة للفرد.
يذكر أن فترة الـ1000 يوم التي يركز عليها المؤتمر تتألف من فترة الحمل وصولاً إلى السنتين الاولى والثانية من حياة الطفل، لأنها تلعب دوراً رئيسياً في نمو الطفل وتعزيز صحته في وقت مبكر، كما تساهم في تطوير القناة الهضمية للإنسان خلال هذه الفترة، الأمر الذي يعزز من العملية الأيضية وتقوية الجهاز المناعي، وضمان المحافظة على الوزن الصحي عند الولادة وحماية الرضع من الأمراض.