التهاب القولون التقرحي Ulcerative Colitis
إعداد: د. فادي رضوانما هو التهاب القولون التقرحي؟التهاب القولون التقرحي هو أحد أشكال داء الأمعاء الالتهابي inflammatory bowel disease. وهو يتسبب بحصول التهاب مزمن في الخلايا التي تبطن المستقيم والقولون (الأمعاء الغليظة). ويؤدي هذا الالتهاب لحدوث تقرحات والتي قد تنزف وتؤثر على الهضم. هناك أدوية تسكن الالتهاب، كما أن هناك وسائل تعمل على تقليل تأثيرات التهاب القولون التقرحي على الحياة اليومية.
العلامات المحذرة: الألم البطنييشكل الألم البطني والإسهال الدموي أكثر العلامات المحذرة بالتهاب القولون التقرحي شيوعاً. وتتراوح تلك الأعراض من قليلة وخفيفة إلى مستمرة وشديدة. نشاهد على الصورة أدناه مقطع من أمعاء غليظة مصابة بتغيرات نموذجية لالتهاب القولون التقرحي.
العلامات المحذرة: انخفاض الوزنيمكن أن يتسبب الالتهاب المزمن في القولون بمشاكل هضمية قد تتسبب بما يلي:
• انخفاض الوزن.
• انخفاض الشهية.
• الغثيان.
• تأخر النمو عند الأطفال.
علامات محذرة أخرىيحدث لدى بعض مرضى التهاب القولون التقرحي أعراض خارج الجهاز الهضمي، من مثل:
• الألم المفصلي.
• تقرحات جلدية.
• إنهاك.
• فقر دم.
• حمى متكررة.
التهاب قولون تقرحي أم داء كرونتتشابه أعراض التهاب القولون التقرحي مع تلك الخاصة بشكل آخر من داء الأمعاء الالتهابي واسمه داء كرون. ويتمثل الاختلاف في أن التهاب القولون التقرحي يحدث في الأمعاء الغليظة فقط، بينما يمكن أن يحدث داء كرون في أماكن مختلفة في كامل أرجاء الطريق الهضمي، لذلك فد تحصل أعراضه في أي كان بين الشرج والفم. القولون العصبي (متلازمة الأمعاء الهيوجة IBS) هو اضطراب آخر معروف بتسببه بألم بطني مزمن والإسهال، غير أنه لا يتسبب بالتهاب أو تقرحات في الأمعاء.
من يمكن أن يُصاب بالتهاب القولون التقرحي؟يصيب التهاب القولون التقرحي بشكل رئيسي أناس من الدول المتقدمة، وهو أكثر شيوعاً في المدن منه في الريف. هناك 700 ألف مريض التهاب قولون تقرحي في الولايات المتحدة. ومع أنه قد يحدث في أي عمر، غير أنه يظهر عادةً بين أشخاص بعمر بين 15 و25 سنة. ويميل التهاب القولون التقرحي لأن يورث، وهو أكثر شيوعاً بين أصحاب البشرة البيضاء.
ما أسباب التهاب القولون التقرحي؟لا نعرف السبب الدقيق وراء التهاب القولون التقرحي، إلا أن الباحثين يعتقدون بتورط الجهاز المناعي. قد تستجيب خلايا الجهاز المناعي عند مرضى التهاب القولون التقرحي على نحوٍ شاذ تجاه الجراثيم الموجودة في السبيل الهضمي في الأحوال الطبيعية. ولا نعرف فيما إذا كان هذا يحرض الحالة أو أنه ينجم عنها. وأدرك الأطباء بأن المرض لا ينجم عن التوتر أو نظام غذائي ما، مع أن هذين العاملين قد يجعلان الأعراض أسوأ.
تشخيص التهاب القولون التقرحيأدق وسيلة لفحص التهاب القولون التقرحي هي تنظير القولون colonoscopy، حيث نقوم في هذه الطريقة بإدخال كاميرا دقيقة عبر المستقيم لتأمين مشاهدة عن كثب لداخل القولون، وهذا سوف يكشف وجود أي التهاب أو تقرحات. كما يساعد تنظير القولون الطبيب على استبعاد داء كرون والتهاب الرتوج والسرطان.
سير التهاب القولون التقرحيأعراض التهاب القولون التقرحي يمكن أن تأتي وتذهب، وقد لا يكون عند المريض أية شكاوى أثناء هوادة المرض، ويمكن أن تستمر هذه الهوادة فترة أشهر أو سنوات، إلا أن الأعراض تعود في نهاية الأمر. وعدم معرفة متى سوف يشتد المرض من جديد يزيد من التوتر الناجم عن المرض ويصعب وضع خطة علاج فعالة.
العناية الطارئة بالتهاب القولون التقرحييتسبب التهاب القولون التقرحي في بعض الأحيان بمضاعفات تتطلب الدخول إلى المستشفى. ومن تلك المضاعفات هناك تشكل قرحة تنزف بشدة أو إسهال شديد يتسبب بالتجفاف dehydration. سوف يعمل الفريق الطبي في هذه الحالة على إيقاف خسارة الدم والسوائل. وقد نحتاج للتداخل الجراحي أحياناً إذا كان هناك تمزق في القولون.
التهاب القولون التقرحي وسرطان القولونتزداد خطورة إصابة مرضى التهاب القولون التقرحي بسرطان القولون عندما يصاب كامل القولون بالمرض لمدة زمنية طويلة. كما تزداد خطورة الإصابة بسرطان القولون بعد الإصابة بالمرض لـ8-10 سنوات وتستمر الخطورة في الارتفاع مع مرور الوقت. إدخال التهاب القولون التقرحي في الهوادة بالمعالجة الناجحة يقلل خطر الإصابة بسرطان القولون. صحيح أن تحري المرض بتنظير القولون لا يقلل خطر الإصابة بالسرطان، غير أنه يرفع فرص كشف الشذوذات في مرحلة باكرة عندما تكون قابلة للعلاج أكثر.
المضاعفات الأخرىتظهر لدى بعض مرضى التهاب القولون التقرحي مشاكل شديدة خارج القولون. وقد تتضمن تلك المضاعفات تخلخل العظام والتهاب المفاصل والحصيات الكلوية، ومرض كبدي في حالات نادرة. يعتقد الباحثون أن المضاعفات تنجم عن حدوث التهاب منتشر يحرضه الجهاز المناعي. ويمكن أن تتحسن هذه المضاعفات عند معالجة التهاب القولون التقرحي بالأدوية المضادة للالتهاب.
أدوية التهاب القولون التقرحيتعمل أدوية التهاب القولون التقرحي على تسكين الالتهاب في القولون. ويتمثل الخيار الأول عادة في الأدوية التي تحوي مركبات الأمينوساليسيلات aminosalicylates. وإذا أخفقت تلك الأدوية في تحقيق تحسن ملحوظ، قد يصف الطبيب دواء ستيروئيدي، مثل البريدنيزون prednisone. والخيار الثالث هو مُعدلات المناعة، والتي تخفف الالتهاب عن طريق تعديل النشاط الالتهابي. قد تستغرق ملاحظة حدوث التحسن فترة تصل لثلاثة أشهر.
المعالجات البيولوجيةالمعالجات البيولوجية هي أحدث صنف لعلاج مرضى التهاب القولون التقرحي. تساعد هذه المعالجة الجسم على تخريب بروتين محرض للالتهاب اسمه عامل التنخر الورمي (TNF). ونعطي هذه الأدوية التي نعرفها أيضاً باسم العوامل المضادة لعامل التنخر الورمي عبر الوريد عادة. وقد يوصي الطبيب بالمعالجات البيولوجية للمرضى اللذين لا يتجاوبون على الأدوية المعتادة.
المعالجة بالدودة السوطاء Whipworm تحدثت دراسات معاصرة أن الدودة السوطاء الخنزيرية قد تساعد على علاج التهاب القولون التقرحي. وبرزت هذه الفكرة من حقيقة أن المرض نادر في البلدان النامية، حيث تكون الطفيليات المعوية أكثر شيوعاً بكثير. ويعتقد الباحثون أن الديدان يمكن أن تعدل الاستجابة المناعية عند المرضى. أظهرت دراسة صغيرة نشرتها مجلة طب الجهاز الهضمي أن 43% من المرضى تحسنوا بعد تناول بيوض الدودة السوطاء الخنزيرية لمدة 12 أسبوع. ولا تزال هذه المعالجة تحت التجريب.
جراحة التهاب القولون التقرحيرغم التطورات التي يشهدها المجال الدوائي الطبي، سوف يحتاج 25-40% من مرضى التهاب القولون التقرحي للجراحة في نهاية الأمر – إما لإصلاح تمزق ما أو لاستئصال القولون المتضرر بشدة. لا يرجع التهاب القولون التقرحي بعد استئصال القولون، لذلك يمكن أن تقدم هذه الجراحة الشفاء للحالة. وهناك تقنيات جراحية أحدث مصممة كي لا يحتاج المرضى الذين يُستأصَل قولونهم للكيس الخارجي الذي يجمع الفضلات والذي نسميه كيس فغر القولون.
التهاب القولون التقرحي عند الأطفالتكون شهية الأطفال المصابين بالتهاب القولون التقرحي سيئة غالباً. وهم قد لا يستخلصون إلا القليل من السعرات الحرارية أو يكون عندهم مشكلة في امتصاص المواد الغذائية من الطعام الذي يأكلونه. وقد يوصي الطبيب بهدف تفادي المشاكل في النمو بنظام غذائي غني بالسعرات الحرارية. كما قد يشعر الأطفال بالخجل بسبب زياراتهم الملحة الكثيرة لدورات المياه، فيمكن بالتعاون مع طبيب نفسي متخصص بالأمراض المزمنة أن يساعد على وضع إستراتيجيات للتأقلم مع الحالة.
التعايش مع التهاب القولون التقرحي: تقليل الهجماتهناك عوامل مختلفة يمكنها أن تجعل أعراض التهاب القولون التقرحي أسوأ، ومن العوامل الشائعة التوتر والتدخين وتفويت جرعات من الأدوية وأكل أطعمة معينة. يجب أن يحاول المريض معرفة العوامل المحرضة عنده وأن يحدد خطوات لتجنبها، مثل ممارسة التأمل لتجنب التوتر أو وضع لائحة يومية لتذكر الأدوية، ويمكنه التحدث مع الطبيب حول تغيير خطة العلاج إذا استمرت الهجمات.
التعايش مع التهاب القولون التقرحي: تعديل النظام الغذائيلا يتسبب نظام غذائي ما بحدوث التهاب القولون التقرحي، غير أن هناك بعض الأطعمة التي قد تجعل الأعراض تتدهور. ومن المتهمات الشائعة هناك مشتقات الألبان والأطعمة الدهنية والأطعمة الغنية كثيراً بالألياف (والتي قد تثير الإسهال). من المفيد أن تحتفظ بمفكرة تدون فيها ما أكلت والأعراض التي حدثت، وابحث عن الرابط بينهما وحاول تجنب المحرضات المحتملة. وإذا صارت خسارة الوزن مشكلة عند المريض، قد يحتاج لوضع خطة مع اختصاصي تغذية لتخصيص نظام غذائي غني بالسعرات الحرارية.
التعايش مع التهاب القولون التقرحي: المكملات الغذائيةلأن التهاب القولون التقرحي يمكن أن يسبب نزيفاً في القولون، فهو قد يؤدي لفقر الدم وعوز الحديد. يمكن لبعض الأدوية المستخدمة لعلاج التهاب القولون التقرحي أن تؤثر على امتصاص مواد غذائية مثل حمض الفوليك والكالسيوم، ينبغي على المريض أن يسأل الطبيب إذا كان بحاجة لتلك المكملات.
التعايش مع التهاب القولون التقرحي: البروبيوتيكالبروبيوتيك هي جراثيم “صديقة” مشابهة لتلك التي تعيش في الأمعاء وتساعد في الحماية من تكاثر الجراثيم الضارة. وجد تحليل لـ13 دراسة أن البروبيوتيك تساعد مرضى التهاب القولون التقرحي في المحافظة على الهوادة، ولا يزال هناك المزيد من الدراسات تحت التمحيص. نضيف البروبيوتيك إلى اللبن واللبن الزبادي ومشروبات الصويا، وتتوافر على شكل مكملات غذائية أيضاً.
التعايش مع التهاب القولون التقرحي: الحفاظ على الإماهةيزيد الإسهال المزمن خطورة الإصابة بالتجفاف، والذي قد يؤدي إلى الضعف ومشاكل الكلية. يجب على المريض كي يحافظ على إماهته أن يشرب الكثير من الماء، حيث يحتاج لنحو 20 ميليلتر من الماء مقابل كل نصف كيلوغرام من وزنه يومياً. ويجب التأكد من الطبيب عن مقدار السوائل الذي يحتاجه.
التعايش مع التهاب القولون التقرحي: العلاقاتقد يجعل التهاب القولون التقرحي بعض المرضى يقلقون بشأن علاقاتهم الحميمة. فهناك إحراج من الزيارات المتكررة لدورة المياه، بالإضافة لوجود الألم البطني والإنهاك والأمور الأخرى التي تعكر المزاج. كما يمكن للستيروئيدات أن تؤثر على الرغبة الجنسية وصورة الذات. على المريض أن يصارح زوجه بشأن مخاوفه، وأن يضع باعتباره مراجعة طبيب نفسي متخصص بالأمراض المزمنة. ويمكن مراجعة الطبيب لو شكل خلل الأداء الجنسي مشكلة عند المريض.
التعايش مع التهاب القولون التقرحي: السفريستطيع معظم مرضى التهاب القولون التقرحي أن يسافروا وهم مرتاحون عند وضع خطط ملائمة، لذا يمكنه تذكر هذه النصائح:
• اللجوء للإنترنت لمعرفة أماكن المراحيض في المطارات أو محطات القطار أو باقي المنشآت الضخمة قبل زيارتها.
• حمل ملابس داخلية ومناشف إضافية.
• حمل ما يكفي من الأدوية لتغطية فترة الرحلة، بالإضافة لأخذ نسخ عن الوصفات الطبية.