تكتشف بالأشعة مباشرة
د.ياسر بن محمد البحيري
تعتبر كسور عظام الساعد (Forearm)من أكثر الكسور شيوعاً في كبار السن وفي الأطفال أيضاً. هذه الكسور تكون أكثرها كسور بسيطة (Simple fractures) ولا تؤدي إلى مشاكل بعد علاجها. ولكن في بعض الأحيان عندما يتم إهمال بعض النقاط المهمة أثناء العلاج فإن ذلك قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات لا سمح الله.
من الناحية التشريحية؟
تقع عظمتي الساعد بين منطقة المرفق أو الكوع وبين منطقة الرسغ واليد. هاتان العظمتان (Radius& Ulna) تربطان الكوع بالرسغ وتوفران حركة مهمه لمفصل الكوع ومفصل الرسغ وأيضاً لهما حركة دوران داخلية وخارجية تؤدي إلى سهولة تحريك الكف واليد إلى الأعلى وإلى الأسفل. والعظمتان ترتبطان بالجزء السفلي من عظمة العضد في الأعلى وترتبطان ببعضهما البعض من خلال أربطة قوية. أما في الأسفل وناحية الرسغ فهما ترتبطان بعظام الرسغ الثمانية التي بدورها ترتبط بالعظام التي يتكون منها كف اليد. هذا التركيب الفريد يجعل الشخص قادراً على ثني الكوع وفردها ودوران الساعد إلى الخارج وإلى الداخل عند تحريك اليد وهو شيء ضروري جداً أثناء ممارسة الأنشطة اليومية بما فيها الأنشطة البسيطة مثل تناول الطعام أو التقاط الأشياء. وبالإضافة إلى العظام والأربطة فإن هناك أعصابا وأوردة وشرايين مهمة جداً تمر من أمام ومن خلف الكوع ثم من أمام ومن خلف منطقة الساعد وعظمتي الساعد لتغذية اليد والكف. بالإضافة إلى ذلك هناك العديد من العضلات التي تنشأ من المنطقة المحيطة بالكوع والمرفق ثم تمتد أمام وخلف عظمتي الساعد لتصبح أوتاراً مسوؤلة عن تحريك الأصابع واليد. ولهذا السبب ولكون وظيفة العظمتين مهمة جداً ولكونهما مغلفتان وقريبتان جداً من العضلات والأوعية الدموية والأوردة والشرايين والأعصاب التي تغذي اليد فإن هذا يجعل إصاباتهما ذات أهمية قصوى لأن أي خلل في عمل هاتين العظمتين سوف يؤثر على وظيفة المرفق في الأعلى وعلى وظيفة اليد في الأسفل.
أسباب الكسور؟
تختلف الأسباب بحسب سن المريض ففي المرضى كبار السن قد يكون السبب هو الحوادث المرورية أو الإصابة المباشرة نتيجة ارتطام جسم صلب بمنطقة الساعد أو كما يحدث في كبار السن فقد يحدث الكسر في العظمتين أو إحداهما نتيجة السقوط على اليد وهي مفرودة مما يؤدي إلى حدوث الكسر. وفي بعض الأحيان قد يكون الكسر نتيجة الإصابة بآلة حادة أو بطلق ناري. أما في صغار السن والأطفال فإن الغالبية العظمى من الكسور تحدث نتيجة السقوط أثناء اللعب أو ممارسة الأنشطة الرياضية مثل تسلق الألعاب في الحديقة أو السقوط من الأجهزة التي يقفز عليها الأطفال. وفي بعض الحالات القليلة قد يكون الكسر نتيجة إصابة طفيفة وذلك بسبب وجود خلل في تركيبة العظمتين أو إحداهما مسبقاً مثل وجود أورام حميدة تؤدي إلى ضعف في هذه العظام وبالتالي إلى حدوث الكسر نتيجة الإصابة الطفيفة. والكسر قد يحدث في كلتا العظمتين أو في إحداهما وأيضاً قد يحدث في المنطقة الوسطى من العظمتين أي المنطقة الوسطى من الساعد أو في المنطقة السفلى القريبة من الرسغ أو في المنطقة العليا القريبة من الكوع.
الأعراض والتشخيص؟
عادة ما يشكتي المريض من آلام مبرحة من منطقة الساعد بعد الإصابة ويشتكي من حدوث تشوه واعوجاج في منطقة الساعد عند مقارنتها بالمنطقة الأخرى ووجود تورم فيها. وفي بعض الأحيان لا يستطيع تحريك الكوع واليد والأصابع وقد يكون هناك جرح نتيجة الإصابة. أما بالنسبة للتشخيص فإنه يتم بعد الفحص السريري الذي يبين الأعراض التي ذكرناها سابقاً وأيضاً يجب عمل فحص دقيق للدورة الدموية في اليد ولوظائف الأعصاب في اليد للتأكد من عدم وجود إصابات للأعصاب والشرايين والأوردة. بعد ذلك يأتي دور الأشعة السينية (X-rays) التي تبين مكان الكسر ونوعيته وإذا ما كان كسراً بسيطاً أو مضاعفاً وأيضاً تساعد على تقييم المفصل في الكوع وفي الرسغ وإذا ما كان هناك تخلخل في العظام التي يتكون المفصل منها. وفي بعض الحالات قد يلجأ الطبيب إلى عمل أشعات متخصصة مثل الأشعة المقطعية (CAT-Scan) إذا ما كان هناك شك بأن العظام التي يتكون المفصل منها قد تأثرت أو إذا ما كان هناك شك في وجود خلع في المفصل. ولكن في الغالبية العظمى من المرضى فإن الأشعة السينية تكون كافية للتشخيص ولوضع تصور عن الخطة العلاجية.
العلاج التحفظي غير الجراحي؟
الغالبية العظمى من هذه الكسور يمكن علاجها تحفظياً عن طريق استخدام الجبيرة الطبية. ولكن لكي يكون الكسر قابلاً للعلاج تحفظياً فهناك شروط يجب توفرها. مثلاً يجب ألا تزيد مسافة وزحزحة وتحرك عظام الساعد عن بعضها البعض أكثر من خمسة مليمترات. ويجب أن يكون الكسر في عظمة واحدة من عظام الساعد وخصوصاً عند كبار السن. أيضاً يجب ألا تكون هناك أورام حميدة سببت الكسر. أيضاً يجب أن يكون الجلد المحيط بمنطقة الكسر سليماً. وإذا ما كان الكسر في عظمة واحدة وكان غير متزحزحا وكان وضع العظم مقبولا وقريبا من بعضه البعض وقريبا من الوضع الطبيعي وكان الجلد سليماً ولم تكن هناك إصابات في الأوعية الدموية أو الأعصاب فإنه يمكن القيام بعمل جبيرة طبية تمتد لتشمل اليد وتشمل العضد فوق منطقة الكوع بحيث يكون الكوع مثنياً لدرجة تسعين درجة. وبعد الجبيرة يتم نصح المريض بمراقبة اليد وتحريك الأصابع والتأكد من أن الأصابع لا يصيبها تورم ولا تغير في اللون نتيجة ضغط الجبيرة على الجلد والأوعية الدموية. أيضاً يتم نصح المريض برفع اليد أثناء النوم وبتناول الأدوية المسكنة عند اللزوم وبمراجعة الطبيب في العيادة خلال أسبوع. وفي العيادة يتم التأكد من أن الجبيرة جيدة ويتم أخذ أشعة سينية للتأكد من أن وضعية الكسر لازالت مقبولة وبعد ذلك تتم متابعة المريض كل أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ويقوم الطبيب بتغير الجبيرة إذا ما أصبحت واسعة نتيجة ضمور العضلات في الساعد والعضد. وبعد استخدام الجبيرة لفترة تتراوح مابين أربعة أسابيع إلى ثمانية أسابيع حسب سن المريض وشدة الكسر يمكن إزالتها. ففي الأطفال صغار السن يمكن إزالة الجبيرة بعد ثلاثة أو أربعة أسابيع وفي الكبار يمكن إزالتها بعد ستة إلى ثمانية أسابيع. ويجب عند إزالة الجبيرة أن يتم التأكد من أن الكسر قد التئم جزئياً عن طريق الأشعة السينية وفي حال استدعت الحاجة يمكن اللجوء إلى جبيرة قصيرة تشمل اليد والساعد فقط وتجعل الكوع حراً ليتحرك لإسبوعين أو ثلاثة أسابيع إضافية. وبعد اكتمال الجبر في الكسر يمكن البدأ بعمل جلسات علاج طبيعي أو تمرينات بسيطة للكوع والرسغ واليد في البيت.
المعالجة الناجحة ضرورية للشفاء بدون مضاعفات
يمكن تشخيصها من خلال الفحص السريري
تكثر في الأطفال