الدكتورة رانية الشلبي *
الحساسية هي حالة من التغييرات الكيميائية التي تحدث نتيجة تعرض الجسم إلى مؤثرات خارجية أو داخلية تؤدي إلى طفح جلدي أو بثور أو فقاقيع أو تسلخات بالجلد مصحوبة بالحكة أو قد تظهر أعراض الحساسية في المسالك الهوائية التنفسية، في الجيوب والممرات الأنفية، أو في الجهاز الهضمي، فعندما يعاني شخص ما من الحساسية لمادة معينة، فإن جهازه المناعي ينتج بروتينا يدعى (الجسم المضاد) ليحمي الجسم من المواد الغريبة غير المرغوب فيها التي قد تغزو الجسم وتسبب الأمراض أو العدوى وتتعامل معها كعنصر ضار، على الرغم من أنه ليس كذلك، مما يؤدي إلى إفراز الهيستامين ومواد أخرى تسبب ظهور أعراض الحساسية.
الأدوية التي تستخدم لعلاج أعراض الحساسية:
مضادات الهيستامين: وتقوم بعكس تأثير الهيستامين، وهو مادة كيميائية مسؤولة عن أعراض الحساسية، وهي أحد العلاجات التي تعمل على تهدئة الحكة بالجسم من خلال التعامل مع هذه المادة التى تفرزها بعض خلايا الجسم نتيجة التعرض لمسببات التحسس مثل دواء اللُّوراتادين Loratadineالذي يعطى للبالغين عن طَريق الفَم مرَّة باليوم، كما يُعطى الأطفال بعمر سنتين إلى خمس سنوات، حيث يتوفَّر بشكل معلَّق أو سائِل، أيضا دواء الستريزينCetirizine لتخفيف أعراض الحساسية كالحكة، وهو متوفر بشكل أقراص للبالغين وللأطفال بشكل شراب سائل، كذلك عقار الدايفينهايدرامين Diphenhydramine، حيث يمكن تلقيه بالحقن الوريدي أو بالحقن العضلي أو عن طريق الفم على هيئة أقراص أو كبسولات، أو على هيئة شراب.
وموسعات القصبات الهوائية: وهي أدوية توسع الممرات الهوائية للرئتين وبالتالي تخفف أعراض الحساسية مثل ضيق النفس، وينصح بها للأشخاص الذين تحفز الحساسية لديهم أعراض تشبه الربو، وعادة يتم استنشاق هذه الأدوية عن طريق بخاخ لتصل مباشرة للرئتين، مثل عقار السالبيوتومول Salbutamol الذي يستخدم لإرخاء العضلات في جدران الممرات الهوائية الصغيرة في الرئتين فيساعد على توسع الشعب الهوائية ويخفف من ضيق التنفس.
والستيرويدات وتشمل مشتقات الكورتيزون أو ما تسمى أدوية الكورتيكوستيرويد Corticosteroid Medications، مثل دواء البردنيزون Prednisone، حيث إنه يُستخدم لعلاج الكثير من المشكلات الصحية مثل أعراض الحساسية أو الربو ويصرف من قبل الطبيب بجرعات دوائية معينة في حالات الحساسية الحادة للبالغين وللأطفال، كذلك دواء الفلوتيكازون Fluticasone الذي يستخدم كبخاخ للأنف لتخفيف أعراض الحساسية كالحكة واحتقان الأنف ويمكن استعماله للبالغين وللأطفال.
حقنة الإيبينيفرين، وتعمل على مستقبلات ألفا وبيتا وتسبب زيادة سرعة وقوة انقباض القلب وتقوم بعد حقنها بعمل توسع شديد في القصبات الهوائية مما يفتح المجاري التنفسية ويعيد التنفس لطبيعته بشكل سريع، وتستخدم في حالات تفاعلات التحسس الشديدة والتي قد تحصل فيها صدمة تهدد حياة المصاب.
لا يمكن الشفاء التام من الحساسية، ولكن استخدام بعض العلاجات الدوائية يساعد على تخفيف أعراض الحساسية، ويساعد على إنقاذ حياة المريض في حالات التحسس الشديدة، فالأشخاص الذين يعانون من تفاعل تحسسي تجاه نوع معين من الطعام يجب أن يكونوا حذرين وحريصين على الاستبعاد الكامل لجميع الأغذية المسببة للحساسية، وننصح أهالي الأطفال المصابين بحساسية الطعام أو التحسس من أي نوع آخر من الحساسية، وتنبيه إدارة المدرسة لوجود الحساسية وتزويد الإدارة بالتعليمات الواجب اتباعها عند حصول تفاعل تحسسي للطفل لا سمح الله.