استخدام العلاجات التعويضية يجب أن يتم تحت إشراف طبي دقيق (2/2)
تحتوي ثمرة الأفوكادو على كميات عالية من هرمون الذكورة والبوتاسيوم
تطرقنا في العيادة الماضية الى الحديث عن اهمية هرمون الذكورة في الحفاظ على العمليات الحيوية في الجسم عند الرجال وكذلك المشاكل المترتبة على نقصه. وفي هذه العيادة نكمل في الجزء الثاني الحديث عن طرق العلاج المتمثل بالمكملات الغذائية او عن طريق العقاقير الدوائية:
تجدر الإشارة الى ان الغذاء يشكل ركناً اساسياً في المحافظة على مستويات طبيعية من الهرمون الذكري، وفيما يلي قائمة بأهم الأطعمة التي تحفّز إفراز هرمون الذكورة:
- الكرفس: وهو أحد الخضروات الضرورية لصحة الإنسان فهو غني جداً بالهرمونات القوية مثل ال"أندروستينون"، الذي يعتبر من المكونات الأساسية لإنتاج هرمون الذكورة وقد أوضحت الأبحاث أن مجرد مضغ قطعة صغيرة من الكرفس، يمكن أن يرفع مستويات الهرمون الذكري إلى مستويات عالية.
- الأفوكادو: من الأغذية الغنية جداً بفيتامين ب وحمض الفوليك، ولهما القدرة على رفع مستويات طاقة الجسم من خلال تأييض بروتينات معيّنة في الجسم. وتحتوي ثمرة الأفوكادو على كميات عالية من هرمون الذكورة والبوتاسيوم، مما يزيد من معدلات انتاج الطاقة.
- اللوز: اذ يحتوي على هرمونات الذكورة في جسم الإنسان، وهو كذلك ممتلىء بإنزيم ال"بروميلين" القادر على تنشيط الرغبة الجنسية..
- اللحوم الحمراء: التقليل من تناول اللحوم الحمراء يؤدي إلى تقليل مستويات انتاج هرمون الذكورة، ومع ذلك يجب الحرص على تجنّب لحوم الحيوانات المحقونة بالمواد المغذية والمسمّنات.
العلاج الدوائي التعويضي لنقص هرمون الذكورة:
يتمثل العلاج من الناحية الطبية في تعويض الجزء الناقص من هرمون الذكورة إما عن طريق الحبوب أوالدهان الموضعي على الجلد او تحت الإبط أو عن طريق الإبر، وأحدث الأدوية في هذا المجال هو عقار يعطى عن طريق الحقن ويتميز عن غيره من الأدوية بإعطاء مستوى ثابت لهرمون الذكورة في الدم ولمدة طويلة تزيد على الشهر. الا انه ينبغي التأكيد على انه وفي حالة استخدام علاجات تعويضية لهرمون الذكورة يجب ان تتم تحت إشراف طبي دقيق للحصول على أفضل النتائج وتلافي أي آثار جانبية لهذه الأدوية.
ويتم تقييم الاستفادة من العلاج بناءً على معطيات المقابلة الدورية مع المريض في العيادة وفيها تتم مراجعة الإحساس الذاتي للمريض والناحية النفسية والمزاجية والبدنية، حيث يحدث تحسن ملحوظ في القدرات البدنية والذهنية ويقل الخمول والإرهاق والكسل ويزداد النشاط والحيوية والطموح. ويحدث تحسن ملحوظ في الرغبة والقدرة الجنسية وزيادة تدريجية في عدد مرات المعاشرة وقد يلاحظ المريض تحسن أحياناً في فترة الصباح وكل هذه العلامات تعتبر نجاح للعلاج.
وبالنسبة للناحية الجسمانية فيحدث تحسن تدريجي في حجم الجسم وزيادة في حجم العضلات وقوتها ونقص تدريجي في نسبة الدهون وقد يحدث في بعض المرضى إعادة توزيع الدهون من أسفل البطن والأرداف والأفخاذ مثل التوزيع النسائي إلى مناطق أخرى ذات طابع ذكورة.
وقد يحدث زيادة أيضاً في معدل نمو اللحية والشارب وبالنسبه للأماكن الأخرى للجلد أو البشرة فقد يتحول الجلد من جاف إلى دهني بنسب متفاوتة.
ولا يجب إغفال دور المتابعة الدورية المخبرية عند تقييم الاستجابه للعلاج، حيث يجب إجراء التحاليل الطبية التالية كل على حسب حالته و على حسب سن المريض:
- تحليل لمستوى هرمون الذكورة الكامل والحر.
- صورة دم كاملة.
- تحليل لوظائف الكبد.
- تحليل للكوليسترول والدهون الثلاثيه.
- تحليل كتلة العظام واختبارات الهشاشة.
- تحليلات للبروستات والحويصلات المنوية تشمل كمية السائل المنوي وفحص روتيني للبروستات وإجراء فحص مستوى دلالات البروستات في الدم أيضاً.
الأثار الجانبية للعلاج التعويضي لهرمون الذكورة:
قد يتسبب العلاج التعويضي لنقص هرمون الذكورة بأدوية التستوستيرون في تقليل عدد الحيوانات المنوية لبعض الرجال، لذا لا يُنصح به للرجال الراغبين في الإنجاب، كما قد يتسبب التستوستيرون في تحفيز نمو خلايا البروستات وهو مايؤدي الى تضخم البروستات ومن ثم زيادة مشاكل التبول عند كبار السن، اوزيادة خلايا سرطان البروستات وتطورها ومن ثم زيادة خطر انتشارها، ولهذا دائمًا يتم تحذير مرضى سرطان البروستات من استخدام علاج التستوستيرون التعويضي.
ومن المضاعفات الملاحظة عند استخدام العلاجات التعويضية: زيادة السلوك العدواني عند الشخص، اضطرابات القلب والكبد وزيادة مستوى الكوليستيرول وارتفاع ضغط الدم وزيارة نسبة تخثر الدم، كما قد يؤدي الى بعض المشاكل الجلدية مثل تساقط شعر الرأس وزيادة ظهور حب الشباب.
ومن الملاحظ ان الوصفات الطبية لعلاج نقص التستوستيرون قد زادت خلال السنوات العشر الماضية بدافع زيادة استخدام الرجال لهذا العقار مع تقدمهم في العمر، وقد أشارت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية الى ان عدد الرجال الذين يوصف لهم التستوستيرون قد قفز بنسبة تزيد على 75% الى 3.2 ملايين بين عامي 2009 و2013، وقد كان نحو 70 في المئة منهم بين 40 و64 عاماً من العمر.
وفي النهاية فإن العلاج التعويضي لنقص هرمون الذكورة يهدف إلى تحسين العلاقة الزوجية والحفاظ على وظائف الجسم الحيوية وهو مايسهم بإذن الله في أن يكون الرجل عضواً فعَّالاً نشيطاً في المجتمع مع المحافظة على استقرار الحياة الزوجية، الا ان العلاج يجب الا يوصف إلا بناءً على تقييم دقيق من قبل الطبيب المختص مع متابعة لصيقة اثناء العلاج تفادياً لحدوث مضاعفات غير مرغوبة.
اللوز يحتوى على فيتامين ب الذي يساعد على إفراز كميات كبيرة
حقن التيستوسيرون يجب ان تعطى تحت إشراف طبي مباشر
الكرفس يحفز انتاج هرمون الذكورة
لا يجب إغفال دور المتابعة الدورية المخبرية عند تقييم الاستجابه للعلاج