أن التغذية السليمة لكبار السن تساعدهم من جوانب متعددة، فهي تستطيع أن تزيد من تركيزهم الذهني وتعزز من قدرات أجسامهم على مقاومة الأمراض أو أي انتكاسات صحية للأمراض المزمنة التي ربما لديهم، وترفع من مستويات الطاقة في أجسامهم وتساعدهم كذلك على التعافي إذا ما أصابتهم انتكاسات صحية وتساهم أيضا بشكل مهم في ضبط أي أمراض مزمنة لديهم، مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو أمراض القلب أو غيرها. وبالمقابل، فإن سوء التغذية، وهو أمر وارد جدًا في الحصول لدى كبار السن، هو أحد أهم أسباب انتكاسات حالتهم الصحية واضطرابات النوم والإعياء وتدني مستوى المزاج وسهولة الإصابة بالأمراض.
الطعام الذي نتناوله هو ما يُؤمن لأجسامنا الطاقة التي نحتاجها لأعضاء جسمنا كي تعمل بكفاءة وهو أيضا ما يُؤمن العناصر الغذائية التي نحتاجها كي تعمل وتنمو وتنشط أعضاء أجسامنا. وعند التقدم في العمر تتدنى شهية تناول الطعام، وتتدنى قدرات حواس التذوق والشم والشعور بنكهة الطعام، وقد يؤدي تناول أدوية تُؤثر على الشهية سلبيًا، وقد يقل اهتمام منْ حول المسن بالعناية به، وبالتالي يلجأ الكبير في السن نحو تناول أطعمة معينة لا تتسبب له بالإزعاج أو أي اضطرابات في الجهاز الهضمي، أو قد يحصل معه اضطرابات في تناول الأطعمة دونما وعي منه، وبالتالي لا تتوفر له تغذية متوازنة ومتنوعة وشاملة للعناصر الغذائية الصحية من بروتينات ونشويات ودهون صحية ومعادن وفيتامينات. ولذا من المهم أن يتصرف منْ يقوم برعاية الشخص المسن بذكاء وصبر في شأن تغذيته. وأولى الخطوات الحرص على تقديم وجبات تحوي نحو 1800 كالوري من السعرات الحرارية. وأن يتم إعدادها بطريقة تضمن حبه لتناولها والاستمتاع بطعمها. وأن تكون بهيئة سهلة المضغ وسهلة البلع لا تتسبب له بالصعوبات. وأن يتم تقسيم الوجبات إلى ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين بينهما. وأن يحرص مُعد الطعام على احتواء الخضار والفواكه الطازجة، التي يُحب تناولها، والتنويع فيها، مع الاهتمام باللحوم التي تُزال عنها طبقة الشحم، وتناول مشتقات الألبان والتي من أفضلها لكبار السن هو اللبن الزبادي. هذا مع الاهتمام اللازم بطهي الطعام بصفة ناضجة والحرص على النظافة في إعداده وتقديمه وحفظه لهم.
الموضوع يطول شرحه ولكن هذه عناصر مهمة لفهم أهمية التغذية الصحيحة وكيفيتها بالنسبة لهم.