صورة أرشيفية
تحقيق : أحمـــد فــــاخر
بدأ الحديث الدكتور أحمد المراغي أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بطب المنيا بقوله أن حمامات السباحة في الدول المتقدمة ترتبط بغرفة رقابة على نسب المواد المطهرة التي توضع بالمياة لتكون متعادلة بشكل دائم ، هذا الشئ الذي لا يتوافر حتى في أفخم الفنادق في بلادنا ، حيث أن الزيادة في تلك الكيماويات تؤذي جسم الإنسان بشكل مباشر ، وقلتها تؤدي إلى انتشار الميكروبات بالمياة مما ينشر العدوى والأمراض بين الناس ، ولذلك تظهر الكثير من الإصابات نتيجة إستخدام حمامات السباحة خاصة في فصل الصيف ، وأغلب تلك الإصابات تكون إلتهابات قناة الأذن الخارجية التي تكون إما إلتهابات فطرية وهو ما يعرف بـ "عيش الغراب" ، أو إلتهابات بكتيرية وتختلف حسب نوع الإلتهابات المسببة للإصابة لأنه من المعروف أن المياة بطبيعتها تعتبر وسط صالح لتواجد البكتيريا والفطريات المختلفة ، ولكن هذا لا يمنع من الإصابة ببعض الإلتهابات الأقل شيوعاً بسبب دخولها الجسم عن طريق البلعوم الأنفي أو حتى عن طريق القناة الخارجية للأذن الوسطى ، ولابد في جميع الأحوال إستشارة طبيب مختص في حالة الإصابة بأي نوع من الإلتهابات ، أما أهم أعراض إصابة قناة الأذن الخارجية بإلتهابات هو الشعور بألم شديد - خاصة عند الأطفال - لدرجة أن المريض لا يجرؤ على لمس أذنه ، وسبب ذلك الأم أن الأعصاب الطرفية في قناة الأذن الخارجية موجودة في مكان ضيق جداً بين الجلد والعظم ، ولهذا عندما يحدث تورم بالأنسجة يؤدي ذلك لضغط شديد على الأعصاب مما يؤدي لألم عنيف ، كما أن تورم الأنسجة قد يسبب إغلاق لقناة الأذن فيؤدي لضعف بالسمع ، وأحياناً تزيد الإصابة ليحدث إحتقان بالقناة الخارجية ، وأحياناً أخرى تظهر إفرازات صديدية بأنواعها المختلفة .
وأكد الدكتور معتز حامد مدرس طب وجراحة العيون بطب قصر العيني أن أهم مايؤثر على عين الإنسان هو التعرض للمواد الكيميائية التي تخلط بها مياة حمامات السباحة ، فالقائمين على صيانة ونظافة تلك الحمامات يقوموا بزيادة نسبة الكلور في المياة خاصة في فصل الصيف للقضاء على أي ميكروبات يمكن أن تؤثر على الجهاز الهضمي لجسم الإنسان ، ولكن في المقابل تلك المواد الكيميائية تقوم بإحداث الأضرار المختلفة للعين حيث يمكن أن تسبب الإصابة بحساسية العين ومن أهم أعراضها إحمرار شديد بالعين مع الفرك المستمر بالإضافة لظهور إفرازات مخاطية بيضاء اللون ، مما يضطرنا لإستخدام القطرات المختلفة لعلاج تلك الحساسية بداية بالقطرات المطهرة للعين ثم مضادات للهيستامين وأخرى قابضة للأوعية الدموية وانتهاء بقطرات الكورتيزون وذلك يختلف حسب الحالة ، ولكن في كل الحالات ننصح بعدم استخدام قطرات بدون استشارة طبيب خاصة القطرات التي تحتوي على الكورتيزون لأن ذلك يعرض المريض للآثار الجانبية المختلفة للكورتيزون .
ويضيف "حامد" أن أكثر الناس عرضة للإصابة بحساسية العين نتيجة نزول حمامات السباحة هم المستخدمون الدائمون للعدسات اللاصقة حيث تكون أعينهم متهيجة بالفعل وضعيفة المقاومة لأي مؤثرات خارجية ، كما أنه ممنوع تماماً عليهم نزول المياة بعدساتهم اللاصقة لتجنب الإصابة بميكروب الأكانثاميبا المتواجد في المياة بشكل عام ، والذي يقوم باختراق أنسجة القرنية وينتج عنه قرحة ، كما يمكن أن يسبب خراج بالقرنية نتيجة تقليل نفاذية الأكسجين لها مما يجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة .
وبطبيعة الحال يكون الأطفال أكثر تأثراً بتلك المؤثرات من الكبار ، وعند ظهور أحدى أعراض الحساسية عند الطفل ننصح الأم باستخدام القطرات الشهيرة المزيلة للإحتقان ومضادات الهيستامين ، وإذا استمر الاحمرار يجب استشارة طبيب مختص حتى لا تصاب العينين بأي ضرر ، وعلى النقيض تحدث في بعض الأحيان إصابات أخرى نتيجة العدوى من ميكروب في نتيجة تلوث المياة بسبب قلة نسبة الكلور فيها ، وتختلف أعراض العدوى حيث تكون عبارة عن إفرازات بالعين صفراء اللون ، ويكون علاجها من خلال المضادات الحيوية المختلفة ، وللوقاية من الإصابة بحساسية وإلتهابات العين يفضل إستخدام النظارات الخاصة بالسباحة لتجنب دخول المياة بالعين.
وفي نفس السياق أضاف الدكتور أحمد السعد الرفاعي مدرس الأمراض الجلدية بقصر العيني بأنه مع زيادة نسب الكلور داخل مياة حمامات السباحة يمكن أن يسبب الإصابة بإكزيما وحساسية الجلد طويلة المدى ، ذلك بالإضافة لبعض الإصابات الناتجة عن بعض الحشرات الدقيقة التي نتنشر في الماء نتيجة تبول بعض الأطفال بها ، كما أن هناك حشرات تنتقل من شخص لآخر عن طريق حمامات السباحة مثل قمل الشعر والجسم .. ومن جهة أخرى فالبلل نتيجة نزول حمامت السباحة يمكن أن يؤدي للإصابة ببعض الفطريات مثل التينيا الملونة وفطريات القدمين ، وتعتبر نسبة إصابة الأطفال بالحساسية والحشرات أعلى من الكبار الذين يصابون بالتينيا الملونة بشكل أكبر ، كما أن التعرض للشمس لفترات طويلة دون الشعور بحدتها بسبب التواجد داخل المياة يمكن أن يسبب مشاكل مختلفة مثل الطفح الشمسي والحساسية الشمسية .
كما يؤكد الدكتور أحمد بدوي عيسوي مدرس جراحة القلب والصدر بطب القاهرة أن حالة المريض ومدى استجابة جسمه للعلاج هي التي تفرض علينا كيفية التعامل معه ونوع الرياضة التي يمارسها ، فمثلاً المرضى الذين تم خضوعهم لجراحة بالصدر يطلب منهم بعد العملية القيام بعلاج طبيعي عنيف جداً منه تمارين تنفس ومشي حتى تستطيع الرئة العودة لوظيفتها الطبيعية وتأتي ممارسة السباحة بعد التأكد تماماً من قدرة المريض على ممارستها ، أما المصابون بأمراض أخرى بالرئة مثل ( إمفزيما الرئة ) يمنعون تماماً من ممارسة السباحة ، ومن المعروف أن رياضة السباحة من الرياضات التي يستخدم الإنسان فيها جميع عضلات جسمه ، لذلك نتوخى الحذر دائماً عند ممارسة مريض القلب لها ، وتتباين أيضاً حالات مرضى القلب بشكل كبير فعلى سبيل المثال يُحرم من السباحة تماماً من يعانون من ضعف في عضلة القلب لأن ذلك يسبب خطورة كبيرة على حياتهم