طرق التغذية للأطفال المصابين بالسرطان
حنان رشيد المطيري *
يعد العلاج الغذائي مهماً لمريض لسرطان وخاصة خلال فترة العلاج الكيميائي او الاشعاعي مما يسببانه من سوء التغذية والعوز الغذائي الناتج عن فقدان الشهية الحاد (Anorexia) أو الهزال (Cachexia)، ويقوم المختصون بتقييم حالة المريض الغذائية تبعاً لحالته الطبية واتخاذ اللازم لمساعدة المريض، وتختلف خطة العلاج الغذائي من مريض لآخر حسب درجة سوء التغذية ودرجة تحمل المريض وتقبله لذلك يتم اختيار إحدى الطرق الثلاث: إما عن طريق التغذية بالفم فإن لم يستطع تكون التغذية عن طريق الأنبوب وإن لم تنجح هذه الخطة يلجأ الأطباء إلى آخر خطوة وهي التغذية الوريدية، ومن خلال هذه الطرق يتم تقديم الحمية الطبية اللازمة للمريض.
التغذية عن طريق الفم:ينصح بها جميع المختصين كخطوة أولى بحيث يتم تشجيع المريض على تناول الطعام الصحي من الحمية المنصوح بها من قبل أخصائي التغذية العلاجية، وغالبا ما تكون هذه الحميات إما لتخفيف الأعراض الجانبية للعلاج مثل الغثيان، الإسهال، الإمساك وغيرها، أو تكون حميات علاجية مثل الحمية قليلة البكتيريا، السكر، الكلى وغيرها.
إذا كان المريض لا يستطيع الحصول على جمع الطاقة أو المغذيات عن طريق الطعام يلجأ الأخصائي إلى استخدام المكملات الغذائية الطبية، ويتم صرف النوع والجرعة المناسبة للمريض وتختلف أنواع هذه المكملات حسب الفئة العمرية والحالة الطبية، ولكن التغذية عن طريق الفم لا تنجح مع جميع المرضى، فقد يعاني المريض نتيجة للعلاج الطبي لمشاكل في البلع أو عدم القدرة على تقبل الطعام وغيره والتي تؤدي إلى نقص حاد بالوزن ويكون كمية ما يتناوله أقل من نصف احتياجه اليومي وفي هذه الحالة تكون الخطوة الثانية هي التغذية الأنبوبية.
التغذية الأنبوبية: يلجأ المختصون للتغذية الأنبوبية في حالة تأثير المرض أو العلاج على قدرة البلع أو الهضم أو امتصاص الطعام أو في حالة وجود انسداد بالجهاز الهضمي، كذلك فقدان الشهية الحاد وخصوصاً مع وجود سوء التغذية أو فقدان الوعي، ومن الدواعي أيضا أن نسبة التمثيل الغذائي تكون عالية لمريض السرطان فيكون المريض غير قادر على تناول الكمية الكافية لتغطي احتياجه خلال فترة العلاج سواء عن طريق الحمية او المكملات الغذائية الطبية بالفم.
ومن شروط هذه الطريقة هو القدرة على استخدام الجهاز الهضمي ولو جزء منه، هناك عدة انواع للتغذية الوريدية تختلف باختلاف المنطقة المستخدمة من الجهاز الهضمي مثل أنبوب من الأنف إلى المعدة أو الأمعاء، ومنها ما يكون مباشر للمعدة أو الأمعاء بحسب الجزء المستخدم وهذا يحتاج إلى التدخل الجراحي، ويتم اختيار مقاس الأنبوب ونوعه على حسب عمر الطفل ومدة استخدامه، وإذا كانت المشكلة الصحية مزمنة يفضل استخدام الأنبوب المباشر إلى المعدة أو الأمعاء على حسب تقييم الطبيب، ويستخدم في التغذية من خلال الأنبوب مكملات غذائية خاصة يتم اختيارها بعد تقييم الأخصائي والذي يعتمد غالبا على عمر المريض، حالته الطبية، نوع الأنبوب المستخدم، احتياجه من السعرات، المغذيات والسوائل ومدى مقدرة الجهاز الهضمي على الهضم والامتصاص.
يتم إدخال الأنبوب في فترة تنويم المريض بجناح المستشفى وتبدأ التغذية تدريجياً مع مراقبة مؤشرات تقبل المريض للخطة سواء كانت مستمرة أو وجبات إلى أن يصل إلى الجرعة المطلوبة وبعد ذلك يستطيع الطفل مغادرة المستشفى بالأنبوب واستكمال الخطة بالمنزل مع المراجعة المستمرة لعيادة التغذية وغالباً تعدل الجرعة أو نوع المكمل الغذائي المستخدم على حسب الحالة .
وبما أن التغذية الأنبوبية تعتبر تغذية اجبارية لا ينتظر لإحساس المريض بالجوع حتى يتم استخدامه فهو محدد بوقت وكمية على حسب الخطة بعكس التغذية عن طريق الفم التي يتم فيها تذوق الطعام وطلبه على حسب الرغبة، عادة تكون هناك بعض المشاكل المصاحبة للتغذية الأنبوبية وغالبا ما تكون في بداية الخطة المتبعة مثل الارتجاع، الغثيان، الاسهال، الامساك، انتفاخ البطن أو انسداد الأنبوب ولكن يمكن التحكم فيها بشكل جيد مع التقييم المستمر للمريض .
التغذية الوريدية:من الأعراض التي تصيب مريض السرطان بسبب العلاج الكيميائي تأثر الجهاز الهضمي سواء بالتقرحات الشديدة أو غيرها مما يسبب عجز المريض عن استخدام الجهاز الهضمي فيلجأ الطبيب للتغذية الوريدية، وهي عملية ادخال المغذيات للدم مباشرة عن طريق الوريد، وفي حالة سرطان الأطفال يتم استخدام القسطرة ليتم الوصول للشريان المركزي، ويتم تحضير ما يحتاجه المريض في تركيبة خاصة محسوبة بشكل دقيق على حسب حالة المريض وتحاليله فتحتوي علي جميع العناصر الغذائية التي تساعد على استقرار حالته وحمايته من نقصان الوزن، ويتم مراقبة المريض بشكل يومي لتعديل الجرعة المستخدمة على حسب الحالة الطبية، وفي حالات يتم استخدام التغذية الوريدية مع الأنبوبية أو الفم إذا كان الجهاز الهضمي سليماً بهدف زيادة السعرات الحرارية.
وبما أن هذه الطريقة تعتبر من التغذية المباشرة للدم فغالباً مايصاحبها بعض المشاكل مثل ارتفاع السكر، ارتفاع انزيمات الكبد والمرارة والالتهابات ولكن مع المتابعة الجيدة للمريض يتم التحكم بها.
في الختام من المهم جداً مساعدة مريض السرطان وخاصة الأطفال على مقاومة المرض وتقبل العلاج بأقل الأعراض الجانبية وذلك يتم بدعم الحالة الغذائية للمريض بتزويده بجميع العناصر الغذائية لكي تساعده على تكوين خلايا جديدة بدلاً من التالفة، فأنصح باتباع ارشادات المختصين حول أنسب الطرق المناسبة للتغذية العلاجية.