من يعانون المرحلة الثالثة والرابعة من فشل القلب لا ينصحون بالصوم
الإكثار من السوائل بعد الصيام على شكل جرعات متفرقة أهم صحياً من الوجبات الدسمة
إعداد: د.خـالد عبد الله النمر استشاري آمراض القلب والتصوير الطبقي والنووي
أقبل علينا شهر القرآن.. شهر له شأن عظيم عند أهل السماء وعند أهل الأرض.. بل يكفي ان فيه ليلة يفرق فيها كل اأمر حكيم.. وعبادتها خير من عبادة 1000 شهر وهو مايعادل ثلاثاً وثمانين سنة تقريبا.. نسأل الله ان يبلغنا رمضان وان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
وهناك نصائح مهمة لمرضى القلب في شهر رمضان يجب ان نوضحها لهم ونتواصى عليها لما لها من اهمية في تفادي مضاعفات الصوم عند تلك الفئة.
مناقشة الطبيب المتابع للحالة:
يجب على مرضى القلب قبل دخول رمضان ان يناقشوا مع اطبائهم امكانية الصيام من عدمه لأن الصوم فيه مشقة وتعبا على الإنسان السليم فما بالك اذا كان كبيرا بالسن ومريضا بالقلب ويأخذ أدوية متعددة تؤثر على كمية السوائل في جسمه بل ويصوم في جو شديد الحرارة شديد الجفاف.. ولذلك اباح الشارع للمرضى الإفطار في رمضان وقاية لهم من التهلكة ورفعا للحرج عنهم فالله يحب ان تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه فاذا أباح الله للإنسان السليم المسافر الافطار منعا للمشقة في رمضان فمن باب اولى بكبير السن المصاب بمرض قلب وسكر وضغط وعلى تسعة ادوية على مدار الساعة!! ولكن بعض ابائنا وامهاتنا حفظهم الله يعلم انه مقبل على الله فيشق على نفسه في الصوم فيلقي بنفسه الى الضرر والتهلكة من حيث لا يشعر.
من هم الذين لا ينصحون بالصوم في الشهر الكريم؟
اولا من يعانون المرحلة الثالثة والرابعة من فشل القلب: حيث يعاني المريض من ضيق التنفس وهو على فراشه او عند الذهاب الى دورة المياه مع انتفاخ في الارجل وتجمع السوائل في الرئتين وهذا بوضوح لا يستطيع الصوم لانه سيحتاج ادوية ومدرات على مدار الساعه. ثانيا: من يعانون المرحله الثالثة والرابعة من تضيق شرايين القلب وآلامها حيث يشعر المريض بالألم عند أدنى حركه ويحتاج الى الدواء بصفة مستمرة ومع الصيام في الحر الشديد يرتفع الضغط ويزيد العبء على القلب وبالتالي يسبب الذبحة الصدرية او الجلطة القلبية. ثالثا: من يعاني الضغط غير المتحكم به. رابعا: من يعاني من جلطة قلبية خلال ثلاثة اسابيع من حدوثها لأنه يحتاج الى نظام غذائي متوازن ورياضة يومية وتخفيف الجهد على القلب خلال الثلاثين يوما الاولى بعد الجلطة الحادة. خامسا:من يعانون ارتفاع الضغط الشرياني الرئوي الشديد الارتفاع وغير متحكم به لأنهم يحتاجون ادوية ومدرات للبول على مدار الساعة.. ولذلك فإن المتبع في مثل هذه الحالات ان ننصحهم بعدم الصوم ولا القضاء بسبب طبيعة المرض (مثل فشل القلب) وانما يطعم عن كل يوم مسكينا من سائر قوت البلد في ذلك الزمان وقد قال والدنا الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله (لكن إذا كان المريض لا يرجى برؤه بشهادة الأطباء الثقات فلا يلزمه الصوم ولا القضاء، وعليه أن يطعم مسكيناً عن كل يوم، وهو نصف صاع بالصاع النبوي من قوت البلد ومقداره كيلو ونصف تقريباً، وهكذا الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة اللذان لا يستطيعان الصوم يطعمان عن كل يوم نصف صاع من قوت البلد، ولا صوم عليهما ولا قضاء.. ويجوز دفع الكفارة عن جميع رمضان دفعة واحدة في أول الشهر أو آخره، أو في أثنائه لفقير واحد أو أكثر)المرجع: مجلة الدعوة العدد 1527.
كيف تتغير مواعيد الادوية في رمضان بالنسبة لمرضى القلب؟
لكل حالة تفاصيلها ولا يمكن الحكم على جميع المرضى بنفس المعيار.. حتى المريض نفسه تتغير حالته من يوم لآخر فقد يستطيع الصوم في اول رمضان ثم يفطر فيما تبقى منه وقد يحصل العكس فيفطر في اوله ويصوم في اخره.. فالحكم يتغير تبعا للعلة كما يقول اهل الفقه.. ورمضان في هذه السنة يأتي في عز القيظ حيث تلامس الحرارة الخمسين درجة مئوية مع جفاف في المنطقة الوسطى وستكون ساعات الصيام في حدود 15 الى 16 ساعة ولذلك فان اغلب الصائمين يفقد 1.5% من وزنه سوائل قبل الافطار فما بالك اذا كان عمله يدويا في الشمس خلال النهار مثل عمال البناء والنظافة ورجال الأمن وكذلك اذا كان يأخذ مدرات للبول!! ولذلك ننصح المرضى بأخذ ادوية الضغط بعد التراويح مباشرة لأنه يكون استرجع كمية كافية من السوائل لجسمه وقد رأيت من يأخذ جهلا ادوية الضغط مباشرة بعد الفطور فيغمى عليه اثناء التراويح لأنه اجتمع عليه نقص السوائل وقمة تركيز الدواء في الدم خصوصا في اول ايام الشهر الكريم.. اما باقي الادوية التي لا تؤثر على الضغط فيمكن اخذها بعد الفطور مباشرة.
الخلاصة:
شهر رمضان يجب ان يكون شهرا يستمتع بحلاوته المتعبد كل على قدر استطاعته سواء المريض او الصحيح لا ان يقضيها بين دخول المستشفيات والخروج منها ومن عظمة ربنا الرحيم انه ماجعل علينا في الدين من حرج.
لابد ان يتابع الضغط بدقة في رمضان.
رمضان شهر عبادة وصحة وليس شهر موائد