أ. خــالد النـافـــع
يتكون جسم الانسان من خلايا عدة وكل منها له وظيفة خاصة وكله الله بها، ومن الخلايا المهمة في الجسم خلايا الدم، ويتكون الدم من خلايا مختلفة من أهمها: كريات الدم البيضاء وهي المسؤولة عن الدفاع عن الجسم ومحاربة الجراثيم، وكريات الدم الحمراء التي تنقل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، ثم الصفائح الدموية التي تساعد على تخثر الدم و وقف النزيف.
تلعب كريات الدم البيضاء دورا هاما في محاربة الجراثيم مما يعطي الجسم مناعة ومقاومة ضد الجراثيم والأمراض، وذلك في حال توفرها بعدد كاف، أما في حال انخفاض المناعة أو عدم قدرتها على العمل بالشكل المطلوب بعد تلقي العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي فإن الجسم يكون معرض للإصابة بالالتهابات
وتكون هذه الالتهابات خطيرة على الطفل بسبب عدم عمل خلايا الجسم الدفاعية (المناعة) بالشكل المطلوب، والتي غالبا ما تنخفض بعد 7- 10 أيام من تلقي العلاج، لذا من المهم معرفة متى يكون الطفل معرضا للإصابة بالالتهابات حتى يكون علاجه سهلاً وسريعاً.
ويجب رؤية الطبيب فورا إذا ما أصيب طفلك بارتفاع درجة الحرارة (أحيانا يكون ارتفاع درجة الحرارة العرض الوحيد الذي تشاهده)، سعال شديد أو احتقان في الحلق، سرعة التنفس، ألم وتقرحات في الفم، آلام متواصلة في الأذن أو الرأس أو تصلب/ تيبس عضلة الرقبة، إسهال شديد ومتواصل، ألم وتقرح في منطقة الشرج، ألم أوحرقان عند التبول، ظهور الحبوب مع الحكة في الجلد أو الشفاه، قشعريرة، وظهور أعراض التهاب للجروح أو حول منطقة جهاز القسطرة الوريدية المركزية، وتشمل الألم، الاحمرار، السخونة، الانتفاخ وخروج الافرازات.
أما الإجراءات الواجب اتباعها عند ارتفاع درجة الحرارة أو التعرض للالتهابات فيجب نقل الطفل فوراً إلى الطوارئ وذلك لأخذ عينة ومزرعة للدم، ولأخذ العلاج الخاص بالالتهابات (مضاد حيوي) عن طريق الوريد، وعدم استخدام أي علاج مخفض للحرارة قبل الذهاب إلى المستشفى، والاتصال بالطبي المعالج أو الطبيب المناوب عند الحاجة إلى استشارة، وعند ظهور أحد أعراض الالتهابات، وذلك بعد فحص الطبيب المحلي، وفي حال تعرض الطفل لشخص مصاب بمرض أو التهاب معدي مثل العنقز (جدري الماء) فيجب إخبار الطبيب أو الممرضة المسؤولة، واحضار الطفل للمستشفى فوراً.
أما الاحتياطات الوقائية للعدوى فهي جزء هام من البرنامج الطبي للتحكم في انتشار العدوى، وعند الحاجه لاتخاذ الاحتياطات الوقائية تتبع إجراءات خاصة للتحكم ولمنع انتشار الجراثيم المسببة للمرض مثل: استخدام غرفة مفردة أو غرفة ذات تيارهوائي خاص لمنع انتشار العدوى، وعند تقديم الرعاية الطبية للمريض أثناء الاحتياطات الوقائية يتم استخدام الأقنعة والملابس الواقية والقفازات وبعض المعدات الأخرى.
وتكون الاحتياطات الوقائية ضرورية في حالات معينة وذلك عند تشخيص المريض بمرض معد (يمكنه الانتقال من شخص إلى شخص أخر) مثل: جدري الماء (العنقز)، السل، وعند الاشتباه بمرض معد قبل التوصل إلى التشخيص النهائي للمريض، وتعتمد مدة استمرار الاحتياطات الوقائية للعدوى على حالة المريض الصحية وتحدد بناء على قرار الطبيب ومنسق الأمراض المعدية، وفي حالات كثيرة تدوم فترة نشاط العدوى من 5 إلى 10 أيام وقد تمتد لفترة أطول، وقد لا تكون الاحتياطات الوقائية للعدوى شيئا مزعجا ولكنه من المهم جدا في التحكم ومنع انتشار الجراثيم القادرة على إحداث العدوى.
وحول أنواع الاحتياطات الوقائية للعدوى الشائعة فهي تتطلب أنواع مختلفة من الاحتياطات، كاحتياطات الملامسة، والاحتياطات اللازمة للجراثيم المنقولة بالهواء، واحتياطات الافرازات التنفسية.
وتستخدم احتياطات الملامسة عند إصابة شخص بجرثومة يمكن انتقالها بواسطة ملامسة يد المريض أو ممتلكاته الملوثة بالميكروب (مثل بعض الجراثيم الموجودة في الأنف والبراز)، وتكون طبيعة الاحتياطات كاستخدام غرفة فردية، وإلزام جميع الموظفين بلبس قفازات عند دخول الغرفة، وقد يطلب من الموظفين لبس رداء واقي، وكذلك إلزام جميع الزوار بغسل اليدين جيدا بالماء والصابون قبل مغادرة الغرفة. ومما تساعد على منع انتشار العدوى عدم لمس المكان أو الأماكن المحتوية على الجراثيم، وعدم مغادرة الغرفة إلا للضرورة، وتجنب زيارة الغرف الأخرى للمرضى، وفي حال مغادرة الغرفة فيجب سؤال الممرضة عن إمكانية الخروج من الغرفة، والتأكد من تغطية المنطقة المصابة، وغسل اليدين بالماء والصابون جيدا لمدة 15 ثانية على الأقل للتخلص من الجراثيم العالقة قبل مغادرة الغرفة.
ويستطيع المريض استقبال الزوار، ولكن يجب غسل اليدين جيدا قبل الدخول وقبل مغادرة الغرفة، أما الاحتياطات التنفسية فتستخدم عند إصابة شخص بجرثومة تنتقل عن طريق الهواء مثل مرض السل، العنقز (جدري الماء) والحصبة، وتكون الإحتياطات باستخدام غرفة فردية مع ابقاء باب الغرفة مغلقا طوال الوقت، وإلزام كل من يدخل الغرفة بلبس قناع واقي، ولمنع انتشار العدوى فلا يسمح للمريض بالخروج من الغرفة إلا لغرض إجراء طبي ضروري فقط، ولبس قناع واقي عند الحاجة للخروج من الغرفة، ووضع المناديل المستعملة في السلة الموضوعة من قبل الممرضة.
وفي حال تشخيص المريض بالعنقز (جدري الماء) أو الحصبة، سوف يسمح فقط للزوار الذي أصيبوا من قبل بجدري الماء أو الحصبة الذين تلقوا التطعيم المناسب من هذه الأمراض بزيارة المريض، ويجب تجنب الزيارة لأي فئة أخرى وذلك للمحافظة على صحتهم كما يفضل من الزوار الاتصال على الهاتف للاطمئنان على المريض حتى انتهاء مدة الاحتياطات.
وتستخدم احتياطات الإفرازات التنفسية عند وجود مريض مصاب بجراثيم تنتقل بواسطة الرذاذ المنتشر مثل: الزكام، التهاب الرئة أو التهاب السحايا (الحمى الشوكية)، كاستخدام غرفة فردية، ولبس قناع واقي لكل من يدخل الغرفة، ولمنع انتشار العدوى فلا يسمح للمريض الخروج من الغرفة إلا للإجرراءات الطبية الضرورية، ولبس قناع واقي عند الحاجة للخروج من الغرفة، ووضع منديل لتغطية الفم عند السعال، ووضع المناديل المستعملة في السلة الخاصة، وغسل اليدين جيدا باستمرار مباشرة بعد السعال أو العطاس، ويسمح باستقبال الزوارولكن بشرط لبس القناع لكل من يدخل الغرفة.