نوف بنت فهد الزامل *
تختلط المشاعر لدى المصابين بأمراض في الجهاز التنفسي لحظة إعلان دخول شهر القرآن، فهناك فرح وبهجة ببلوغه وتساؤل وقلق عن إمكانية صيامه من عدمه، وهناك العديد من الأمراض التي قد تصيب الجهاز التنفسي وتؤثر على عمله سواء أكان ذلك التأثير مؤقتاً أو دائماً وبالتالي قدرة المريض على الصيام، وتنقسم هذه الأمراض إلى نوعين رئيسيين حادة ومزمنة، من هذه الأمراض نذكر: الربو، التهاب القصبة الهوائية بنوعيه الحاد والمزمن، استرواح الصدر بمعنى وجود هواء داخل القفص الصدري مسبباً انكماشاً جزئياً أو كلياً في الرئة، سُل أو ما يعرف بالدرن الرئوي، التهاب رئوي، تليف رئوي، انسداد مزمن في الشعب الهوائية.
أقيمت دراسة في إحدى الجامعات السعودية في المنطقة الجنوبية على مجموعة من الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة في الرئة وما للصيام من أثر عليهم، وخلصت النتائج على ملاحظة تحسن ملموس في السعة الحيوية للرئتين - وهي كمية الهواء القصوى التي يستطيع الشخص إخراجها أثناء الزفير وذلك بعد أخذه لأقصى شهيق - ويُعزى ذلك لأن معدة الصائم تكون خالية أثناء فترة صيامه مما يسمح للحجاب الحاجز بحرية الحركة وبالتالي زيادة في تلك السعة الحيوية.
وعادة هناك بعض النصائح العامة الواجب اتباعها خلال هذا الشهر الفضيل للمصابين بأي أمراض في الجهاز التنفسي: أهمها مراجعة الطبيب المشرف على الحالة المرضية قبل دخول شهر رمضان لتحديد إمكانية الصيام أو ضرورة الإفطار، وفي حال السماح بالصيام سيتم تنسيق مواعيد جديدة لتناول العلاجات سواء أكانت على هيئة بخاخ أو حبوب كأخذها عند الإفطار والسحور مع أهمية التنويه على ضرورة الالتزام بالنصيحة الطبية تجنباً لحدوث مضاعفات جانبية لا تحمد عقباها، وضرورة حمل العلاجات خصوصاً البخاخات أثناء الخروج من المنزل لسهولة الوصول إليها عند الحاجة لذلك، والالتزام بالمواعيد الدورية للتأكد من سلامة المريض، والحصول على الراحة وتجنب بذل مجهود بدني يعرض الصائم للإعياء، وتناول السوائل بكميات كافية منعاً من حدوث جفاف، كما أن التقصير في شرب السوائل يزيد من كثافة البلغم خصوصاً في فصل الصيف حيث تكون درجة الحرارة مرتفعة، وهذه الزيادة في الكثافة مزعجة للمريض ويستطيع معالجتها باستخدام مقياس التنفس الحافز ومحاولة السعال لإخراجه وشرب السوائل بشكل أكبر، والابتعاد عن المهيجات كالبخور أو الروائح العطرية القوية، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس الحارة خصوصاً في فصل الصيف، وكذلك تجنب الانتقال من مكان شديد الحرارة لآخر شديد البرودة أو العكس، والابتعاد عن تناول المشروبات المثلجة، وتجنب الذهاب إلى الأماكن المزدحمة حيث يسهل فيها انتشار الأمراض الرئوية المعدية، والحرص على تهوية المكان المتواجد فيه المريض بشكل دوري، وتجنب الجلوس مع مدخني السجائر أو الشيشة، والحرص على أخذ لقاح الانفلونزا الموسمي حيث يساهم هذا اللقاح بإذن الله في التخفيف من حدة أعراض الانفلونزا في حال الإصابة بها، وآخر النصائح تناول كميات معتدلة من الطعام أثناء وجبتي الفطور والسحور لتجنب الإحساس بالتخمة وبالتالي المعاناة من صعوبة في التنفس، مع مراعاة أن يكون الطعام متوازناً بحيث يحتوي على جميع العناصر الغذائية الضرورية لحاجة الجسم اليومية، وتمنياتنا لجميع المسلمين في سائر بقاع الأرض بصيام مقبول وذنب مغفور وعمل مقبول بإذنه تعالى.
* قسم المسؤولية الاجتماعية