زارع الكلى وشهر رمضان

تتوق نفوس المسلمين لصيام شهر رمضان المبارك وقيامه لما يمثله من ركن من أركان الإسلام ومدرسة روحية تعلم الإرادة والقرب من الله سبحانه وتعالى، ومن هؤلاء مرضى زراعة الكلى إذ يوجد في وطننا الغالي ما يربو على سبعة آلاف مريض زارع للكلى، والخوف من الصوم نابع من حاجة المريض لشرب كمية كافية من الماء تقارب ثلاثة لترات يومياً مع حرارة الجو وطول وقت الصيام إلى خمس عشرة ساعة مما يؤثر على وقت أخذ الدواء، الدراسات العلمية - على محدوديتها - بينت أن لا ضرر معتبرا على مريض زراعة الكلى في الصيام بشكل مجمل مع استثناء بعض المرضى من القدرة على الصيام وهم:
* المريض الذي لم يكمل عاما من الزراعة.
* المريض الذي يتناول العلاج ثلاث مرات في اليوم أو أكثر.
* المريض الذي يعاني من قرحة المعدة النشطة.
* المريض الذي يعاني من حصيات الكلى المتكررة.
* المريضة الحامل.
* المريض الذي يعاني من ضعف شديد في وظائف الكلى.
يبدأ تقويم القدرة على الصيام بتقويم الطبيب المعالج للمريض، إذ هو الأعرف بتفاصيل المرض وقدرة تحمل المريض للصيام، واستقرار وضعه الصحي، لذا يجب التأكيد على أنه لا يجب على المريض اتخاذا القرار بالصيام من تلقاء نفسه إذ يجب التقيد بتعليمات الطبيب وتوجيهاته في إمكانية الصوم من عدمه وهو الأمر الذي تشجع عليه تعاليم ديننا السمحاء، وعند صيام المريض عليه مراعاة الحالات التى لابد فيها من الإفطار وهي:
- عدم الاستيقاظ لأخذ العلاج قبل أذان الفجر، فهنا يفطر المريض ويأخذ العلاج.
- الإحساس بالتعب والإرهاق الشديدين الناتجين عن الصيام.
- حدوث عارض صحي مثل نزلات معوية مصحوبة بإسهال أو استفراغ تتطلب أخذ كمية أكبر من السوائل.
- أما عن أخذ العلاجات فإن الطريقة الأفضل هي أخذ جرعة العلاج الصباحية بعد السحور وذلك قبل أذان الفجر مباشرة وأخذ جرعة العلاج المسائية بعد أذان المغرب مباشرة، مع الحرص على شرب كمية كافية من الماء ليلاً لا تقل عن ثلاثة لترات.
- كما ننصح الزارع بالاعتدال والتنوع في وجبتي الإفطار والسحور وعدم الإكثار من الدهون والسكريات والأفضل الإكثار من تناول الخضروات والفواكه لقيمتها الغذائية، أما عن ممارسة الرياضة فلا بأس بها في شهر رمضان خاصة في الليل، أما في النهار فلا بأس للزارعين من ممارسة الرياضة الخفيفه كالمشي أو التمارين البسيطة مع التذكير بأهمية الإكثار من شرب الماء ليلاً.
وأما الذهاب الى المسجد لأداء الفرائض أو القيام فلا مانع طبيا منه مع مراعاة احتزازات منع العدوى، وهنا نؤكد على الاخوة الأعزاء المصابين بأمراض قابلة للعدوى مثل الزكام والرشح بتجنب الذهاب إلى المسجد حرصا على سلامة المصلين، تقبل الله من الجميع صالح الأعمال وكل عام وأنتم بخير.