سرطان الدماغ–أنواعه وأعراضه وعلاجه
د. أيمن الشافعي د. زيد الهبري د. فادي رضوان يمتاز سرطان الدماغ بتنوع الأعراض والتي تشمل الاختلاج، والنعاس، والتخليط، والتغيرات في السلوك. لا تُعتبر جميع الأورام الدماغية سرطانية، ويمكن للأورام الحميدة أن تؤدي لأعراض مشابهة.
تتصف أورام الدماغ بأنها نمو غير طبيعي للخلايا في الدماغ.
· برغم من أن هكذا أورام تُسمى بالطريقة العامة بأورام الدماغ، إلا أن ليست جميع الأورام سرطانية. ويتم الاحتفاظ بمصطلح السرطان للأورام الخبيثة.
· يمكن للأورام الخبيثة أن تنمو وتنتشر بشكل عدواني، مهيمنةً على الخلايا السليمة عن طريق أخذ مكانها، والدم، والمواد الغذائية الخاصة بها. ويمكنها أن تنتشر أيضاً لأجزاء بعيدة من الجسم. وكجميع خلايا الجسم، تحتاج خلايا الأورام إلى الدم والمواد الغذائية لتبقى حيةً.
· تُسمى الخلايا التي لا تغزو الأنسجة المجاورة أو لا تنتشر إلى مناطق بعيدة بالحميدة
· بشكل عام، فإن الأورام الحميدة هي أقل خطورةً من الأورام الخبيثة. غير أن الورم الحميد لا يزال بمقدوره التسبب بعديد من المشاكل في الدماغ عن طريق الضغط على الأنسجة المجاورة.
أنواع سرطان الدماغسرطان الدماغ الأولييتألف الدماغ من أنواع مختلفة عديدة من الخلايا.
· تحدث بعض سرطانات الدماغ عندما تتبدل الصفات الطبيعية لنوعٌ واحدٌ من الخلايا. وبمجرد تحولها، تنمو وتتضاعف بطرق غير طبيعية.
· ومع نمو هذه الخلايا الشاذة، تصبح كتلةً، أو ورماً.
· تُسمى أورام الدماغ التي تنشأ في الدماغ بأورام الدماغ الأولية.
· تُعتبر الأورام الدبقية، والأورام السحائية، والأورام الغديّة النخامية، والأورام الشفانية الدهليزية، وأورام الأديم الظاهر العصبي البدائي (الورم الأرومي النخاعي)، الأورام الدماغية الأولية الأكثر شيوعاً. يشمل مصطلح الورم الدبقي الورم الأرومي الدبقي، والورم النجمي، وورم الدبيقات قليلة التغصّن، والورم البطاني العصبي.
· سميت معظم هذه الأورام تبعاً لجزء الدماغ أو نوع خلايا الدماغ التي نشأت منها.
سرطان الدماغ النقيليينشأ سرطان الدماغ النقيلي من خلايا سرطانية تتبع أورام في مكان آخر من الجسم. تنتشر هذه الخلايا إلى الدماغ من ورم آخر في عملية تسمى الانبثات. وهذا هو النوع الأكثر شيوعاً من أورام الدماغ.
أسباب سرطان الدماغكغيرها من الأورام في أماكن أخرى من الجسم، يُعتبر السبب الدقيق لسرطان الدماغ مجهولاً. وقد تم ربط العوامل الوراثية، والسموم البيئية المختلفة، والإشعاع الموجه للرأس، وعدوى فيروس HIV، وتدخين السجائر بسرطان الدماغ. وفي معظم الحالات، لا يمكننا تحديد سبب واضح.
علامات وأعراض سرطان الدماغلا تسبب جميع أورام الدماغ أعراضاً، ويكتشف بعضها (كأورام الغدة النخامية، والتي لا يسبب بعضها أية أعراض). تكون
أعراض أورام الدماغ كثيرة وغير نوعية لأورام الدماغ، بمعنى أنها يمكن أن تحدث بسبب عديد من الأمراض الأخرى أيضاً. وتتمثل الطريقة الوحيدة لمعرفة ما هو المسبب للأعراض في الخضوع لاختبارات تشخيصية. قد لا تحدث أعراض مبكرة، وإن حدثت، فهي تحدث للأسباب التالية والموضّحة أدناه:
· تحدث الأعراض بسبب ضغط الورم على الأجزاء الأخرى من الدماغ ومنعها من العمل بشكل طبيعي.
· تحدث بعض الأعراض بسبب التورم في الدماغ والذي يحدث في المقام الأول بسبب الورم أو الالتهاب المحيط به.
· تُعتبر أعراض سرطان الدماغ الأولي والنقيلي متشابهةً لدى الرجال، والنساء، والأطفال.
تُعد الأعراض التالية الأكثر شيوعاً:· الصداع، وخصوصاً في الصباح الباكر.
· الضعف والذي يكون أكثر وضوحاً على الأغلب في جانب واحد أكثر من الآخر.
· الحماقات.
· صعوبة في المشي.
· الاختلاجات.
تشمل الأعراض والعلامات غير المحددة الأخرى لسرطان الدماغ ما يلي:· تغير الحالة العقلية: التغير في التركيز، أو الذاكرة، أو الانتباه، أو اليقظة.
· الغثيان، أو القيء: وخصوصاً في الصباح الباكر
· شذوذ في الرؤية (على سبيل المثال، ازدواجية الرؤية، وفقدان الرؤية الطرفية).
· صعوبة في الكلام.
· تغيرات تدريجية في القدرات الفكرية أو العاطفية.
تكون بداية هذه الأعراض لدى عديد من الأشخاص تدريجيةً جداً وربما تُهمل من قبل كلا المريض المصاب بسرطان الدماغ وأفراد عائلته، وحتى لفترة طويلة من الزمن. ومع ذلك تظهر هذه الأعراض بسرعة أكبر أحياناً. ففي بعض الحالات، يبدو الشخص وكأنه مصابٌ بسكتة دماغية. ولدى بعض المرضى، قد تكون الأعراض أكثر وضوحاً إذا وقع السرطان بصورة أساسية في فص دماغي محدد مسئول عادةً عن وظائف محددة في الجسم. كمثال، قد تغلب التغيرات السلوكية في سرطانات الفص الأمامي بينما تبرز صعوبات الكلام والحركات في السرطانات التي تصيب الفص الجداري.
فحوصات واختبارات سرطان الدماغإذا أشارت نتائج التاريخ الطبي والفحص الجسدي لأخصائي الرعاية الصحية بأن الشخص قد يشكو من مشالك في الدماغ أو جذع الدماغ، فربما تجرى اختبارات إضافية.
· سيخضع العديد من المرضى للمسح المقطعي المحوسب للدماغCT scan ، خصوصاً إذا فحص المريض بصورة طارئة.
غالباً ما يشكو الأشخاص المصابون بسرطان الدماغ من مشاكل طبية أخرى، ولذلك قد تجرى فحوصات مخبرية روتينية.
· تشمل هذه الفحوصات تحليل الدم، والكهارل، واختبارات وظائف الكبد، ومرتسم تخثر (تجلّط) الدم.
· إذا كان المريض يعاني من تغير في الحالة العقلية كعرض أساسي، فربما يتم اجراء اختبارات الدم أو البول لاستبعاد معاقرة الأدوية كسبب لهكذا أعراض.
يعد التصوير بالرنين المغناطيسي MRI الطريقة المعيارية لتقييم طبيعة وامتداد الورم الدماغي (تذكر أن بعض المستشفيات لا تمتلك ماسحات التصوير بالرنين المغناطيسي).
· هذا لأن التصوير بالرنين المغناطيسي ذو حساسية أعلى في كشف وجود الورم وتحديد صفاته. وتقيّم علاقة الورم بمحيطه من الدماغ، وأغلفة الدماغ، وأحياز السائل المخي النخاعي، والبنى الوعائية للتوصل لتشخيص مؤقت لطبيعة الورم.
· لكن حالياً لا تزال كثير من المؤسسات التي لا تمتلك ماسحات التصوير بالرنين المغناطيسي تستعمل المسح المقطعي المحوسب كاختبار تحري للأورام.
يُعد تأكيد أن المريض مصابٌ بسرطان الدماغ الخطوة التالية في التشخيص. يمكن أن يُعتبر المسح مشبوهاً للغاية، أو حتى من المرجح جداً أن يمثل ورماً دماغياً، غير أن التأكيد يحتاج إلى تشخيص الأنسجة كلما أمكن ذلك. تؤخذ عيّنة صغيرة من الورم (خزعة) للتعرف على نوع الورم ودرجته.
المعالجة يعتمد علاج أورام الدماغ على عدد من العوامل بما فيها نوع، وموقع، وحجم الورم بالإضافة إلى عمر المريض وحالته الصحية العامة. تختلف طرق وخطط المعالجة المخصصة للأطفال والبالغين.
تعالج أورام الدماغ بالجراحة، والمعالجة الإشعاعية والمعالجة الكيميائية. يدرس الأطباء حالياً أيضاً لقاحاً لمعالجة السرطان الناكس للجهاز العصبي المركزي والذي يحدث رئيسياً في الدماغ، ويُعرف بالورم الدبقي.
قد تستعمل طرق متعددة وفقاً لحاجات المريض. يتضمن فريق العلاج من جرّاحي أعصاب، ومختصين في علم الأورام المرضي، ومختصين في علم الأورام الإشعاعي، وممرضين، ومختصي نظم غذائية وعمّال اجتماعيين، ويعمل جميعهم معاً لتقديم الرعاية المثلى الممكنة.
تعطى الستيرويدات لمعظم المرضى قبل البدء بالجراحة، وهي أدوية تعمل على تخفيف التورّم أو الوذمة. وربما يتلقى المريض أدوية مضادة للاختلاج لمنع حدوث الاختلاج أو للسيطرة عليه.
في حال حدوث مَوَه الرأس، قد يحتاج المريض لتحويلة لتصريف السائل المخي الشوكي. التحويلة عبارة عن أنبوب طويل ورفيع يوضع في بطين الدماغ ويمرر تحت الجلد إلى جزء آخر من الجسم، غالباً ما يكون البطن. تعمل التحويلة كأنبوب تصريف. يطرح السائل الفائض من الدماغ ويمتص في البطن. في بعض الحالات، يصرّف السائل إلى القلب.
الجراحةتُعد الجراحة المعالجة المعتادة لمعظم أورام الدماغ. يقوم جراح الأعصاب بعمل فتحة في الجمجمة لاستئصال الورم الدماغي. تُسمى هذه العملية بحج القحف. ويحاول الجراح قدر الإمكان استئصال كامل الورم. إذا لم يستطع الجراح
استئصال الورم بالكامل دون أن يلحق الضرر بأنسجة الدماغ الحيوية، فقد يقوم الطبيب باستئصال أكبر قد ممكن من الورم. يساعد الاستئصال الجزئي على تخفيف الأعراض عن طريق تخفيف الضغط على الدماغ وتقليل كمية الورم التي يتم معالجتها بواسطة الإشعاع أو المعالجة الكيميائية.
المعالجة الإشعاعيةالمعالجة الإشعاعية هي استخدام أشعة عالية الطاقة لتتلف خلايا السرطان وتوقف نموها. غالباً ما تُستخدم المعالجة الإشعاعية لتحطيم أنسجة الورم التي لا يُمكن استئصالها بالجراحة أو لقتل خلايا السرطان التي قد تبقى بعد الجراحة. تُستخدم المعالجة الإشعاعية أيضاً عندما تكون الجراحة غير ممكنة.
المعالجة الكيميائيةالمعالجة الكيميائية هي استعمال الأدوية لقتل خلايا السرطان. قد يستخدم الطبيب دواءً واحداً فقط أو مزيجاً منها، وتُعطى الأدوية عادةً عن طريق الفم أو بالحقن في وعاء دموي أو عضلة. تقتضي المعالجة الكيميائية داخل القراب حقن الأدوية في السائل الدماغي الشوكي.
النقاهة والإنذارتعتمد حصيلة الأورام الدماغية الخبيثة الأولية على عدد من الأشياء، مثل نوع وموقع الورم، وعمر المريض، ومدى سوء المرض عندما تم تشخيصه.
بصورة شاملة، يعيش حوالي 40% من المرضى عاماً واحداً على الأقل، ويعيش حوالي 19% خمسة أعوام على الأقل، وحوالي 14% يعيشون عشر أعوام على الأقل.
إذا نجحت المعالجة، فقد يبقى المريض يعاني من بعض المشاكل المستمرة، كالاختلاجات، والصعوبة في المشي، ومشاكل في الحديث. وقد يحتاج المريض إلى معالجة داعمة لمساعدته على النقاهة أو على التأقلم مع هذه المشاكل.