تزداد تأثيراتها لدى الفتيات وصغار السن ..
الإكثار من الطعام من الأسباب الرئيسية
إعداد: أ.د.محمد بن حسن عدار استشاري أمراض النساء والولادة والأورام
من المشاكل المتزايدة في معظم المجتمعات وخصوصاً في مجتمعنا ظاهرة زيادة الوزن ( السمنة) التي تزداد مشاكلها عند الفتيات وصغار السن ناهيك عن وجودها عند المتقدمات والمتقدمين في السن وهذه المشكلة اصبحت هاجسا يؤرق المجتمعات والمنظمات الصحية بشكل خاص وذلك لما يصاحبها من مشاكل طبية مستقبلية متعددة. قد يعتقد بعض الاباء والامهات ان زيادة الوزن اكتمال في الصحة وكمال العافية ويضغطون على ابنائهن وبناتهن النحيلات على الاكثار من الطعام اياً كانت نوعه وجودته لزيادة الوزن. وهذا الاعتقاد كان سائدا ويعتبر طبيعياً في العديد من المجتمعات في العصور السابقة. ولكن اتضحت اضرار السمنة ومشاكلها الطبية المتعددة التي استوجبت الوقوف امام هذه المشكلة الطبية التي تعرف الان بانها مرض يجب مكافحته بالتوعية الصحية من ناحية الغذاء والرياضة . وذلك بهدف الالتزام بأوزان محددة ومقاييس معينة وكيفية استخدام الوسائل المناسبة من اجل تحقيق الهدف المنشود. وتشير الوثائق العلمية الصادرة من الهيئات والمنظمات الصحية الدولية الى ان السمنة قد ازدادت انتشارا بين دول العالم الصناعي وانها تزحف بقوة على البلدان التي في طور النمو.
في الولايات المتحدة الاميركية أوضحت إحدى الدراسات أن نسبة السمنة بين الاميركيين من اصل افريقي بلغت 30.4 في المائة، وعند الأميركيين من اصل ابيض 27.3 في المائة.
وكذلك الحال في الدول العربية والخليجية.
والمملكة العربية السعودية تفوق قريناتها في عدد البدناء، إذ يكلف البدناء المملكة أكثر من 500مليون ريال سنويا بسبب ترددهم على المستشفيات لعلاج أمراض سببها المباشر هو زيادة الوزن، وطرق تشخيص البدانة كثيرة، منها ماهو معقد ولا يجرى إلا فى معامل الأبحاث، وماهو بسيط ويجرى بسهولة فى أية عياده. وبالنسبة للعامة يمكن التعرف على الوزن الطبيعى التقريبى بخصم الرقم مائة من الطول ( الوزن الطبيعى التقريبى = الطول بالسنتيمتر - 100).
أما بالنسبة للعيادات ومراكز علاج السمنة فتوجد عده طرق يذكر منها:
1- الميزان: يقاس الطول بالسنتيمتر ويقدر الوزن بالكيلوجرام. ثم يقارن الوزن بالوزن الموجود بالجداول القياسية للأوزان الطبيعية بناء على الطول والعمر والجنس، وبذلك يمكن حساب الوزن الزائد عن الوزن المثالى.
2- قياس سمك الجلد: فى مناطق خاصة بالذراعين والظهر والبطن وتفرغ فى جداول خاصة يمكن منها حساب نسبة كمية الدهون فى الجسم وكذلك توجد موازين واجهزة يمكن أن نعطى نسبة كمية الدهون وتقارن هذه النسب بالنسبة الطبيعية.
3- حساب دليل كتلة الجسم:
وذلك بقسمة وزن الجسم بالكيلو جرام على مربع الطول بالمتر. دليل كتلة الجسم = الوزن بالكيلو جرام / ( الطول بالمتر )2 . وتقسم درجات البدانة بهذه الطريقة إلى: درجة بدانة صفر 20 - 24.9 ، درجة بدانة 1 - 25 -29.9 ، درجة بدانة 2 - 30 -40 ، درجة بدانة 3 - أكثر من 40 وتسمى البدانة المفرطة. ويعتبر الشخص بدينا إذا زاد دليل كتلة الجسم عند 27.8 للرجال و 27.3 للسيدات.
4- قياس نسبة محيط الخصر إلى محيط الردفين:
ويفيد هذه الطريقة فى تشخيص البدانة التى تؤدى إلى مضاعفات فى ضيق شرايين القلب والمضاعفات الخطيرة الأخرى، فإنه زادت هذه النسبة عن 9. فى الرجال أو 8. فى النساء أصبح الشخص معرضا لهذه المضاعفات.
اسباب السمنة:
1. الاكثار من الطعام: من الاسباب الرئيسية للسمنة هو الافراط في تناول الطعام الذي يؤدي الى البدانة و هي اغذية الطاقة مثل الحلوى و الشوكولاتا و الارز والمعكرونة والخبز والمربى والزبدة والقشدة وفي الحقيقة انه لامانع من تناول هذه الأغذية للأصحاء و لكن للاسف السبب الرئيسي لدور الغذاء في البدانة هو الشراهة في الاكل وتناول الطعام بين الوجبات وتناول الحلويات بكثرة والوجبات السريعة والمكسرات والمشروبات الغازية . هذا بالاضافة الى عدم معرفة السيدة بكيفية اعداد الوجبة الغذائية السليمة التي تحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم تعد من العوامل التي تساعد في حدوث السمنة.
2. قلة النشاط وعدم الحركة: ان قلة النشاط الجسدي والخمول تؤدي الى السمنة ويساعد على ذلك نمط الحياة الحديثة وما فيها من وسائل الراحة داخل المنزل وخارجه واستعمال السيارة حتى في المسافات القصيرة و كذلك انتشار اجهزة التلفاز في كل مكان فيتجمع حوله افراد الاسرة صغاراً و كباراً عدة ساعات يومياً مما يقلل من الحركة و عدم الخروج و المشي.
3. اسباب نفسية: من الممكن ان تؤثر الحالة النفسية في كمية الطعام التي يتناولها الفرد. حيث يهرب بعض النساء من المشكلة النفسية الى حالة الإفراط في تناول الطعام وهذا ما يسمى بالسمنة النفسية وتكون ناتجة عن الشراهة في الاكل وعدم الاحساس بالشبع. فهذه الفئة من الفتيات تنفتح شهيتهن بمجرد رؤيتهن او تذوقهن للاطعمة او حتى شمّهن لها من بعد وهن عادة اقل حركة من غيرهن ولا يمارسن اي نوع من الرياضة البدنية ويملن الى النوم والراحة وحياة الكسل ولكنهن يفتشن دائماً عن الاكل حتى لو كان غير مستساغ الطعم ومعالجة هذا النوع من السمنة سهل وهي عبارة عن اتباع حمية عادية من الطعام.
4. تأثير الحمل في السمنة: تلعب الهرمونات الانثوية دوراً مهماً في توزيع الدهون في مختلف مناطق جسم المرأة ولعل تراكم الدهون في الارداف عند السيدات يرجع الى هورمون الاستروجين الذي يفرزه المبيض لذلك سمي هذا النوع من السمنة (السمنة الانثوية) اي الخاصة بالاناث ويزداد تراكم الدهون عند المرأة نتيجة النشاط الهرموني المتزايد في الفترة التي تمتد من بداية البلوغ حتى سن الخامسة والاربعين. اما بالنسبة للحمل فلم يثبت ان للحمل تأثيراً كبيراً في حدوث السمنة العالية اما زيادة الوزن التي تظهر أثناء الحمل فهي نتيجة لنمو الجنين وما يرافق ذلك من تضخم في الرحم بالاضافة الى زيادة النشاط الهرموني الذي يفتح الشهية للاكل غير ان بعض السيدات الحوامل يفرطن في الطعام والخلود للراحة اعتقاداً منهن أن ذلك يساعد على نمو الجنين والحفاظ عليه مما يؤدي الى زيادة الوزن وترجع اوزان غالبية النساء الحوامل الى طبيعتها بعد الولادة بعدة اسابيع خصوصاً اذا كن مرضعات حيث ان الرضاعة الطبيعية الوافية تساعد وبشكل كبير في التخلص من الوزن المكتسب اثناء الحمل و ربما الى ما دون ذلك.
5. دور الوراثة في السمنة: للوراثة دور معروف في حدوث السمنة فالاستعداد الوراثي للسمنة يورث من الآباء الى الابناء خصوصاً إذا كان احد الابوين او كلاهما بديناً ولكن السبب المباشر لهذة الظاهرة معقد وغير معروف على وجه التحديد ويحتاج لكثير من البحوث والدراسات المعمقة.
6. دور الغدد الصماء في السمنة: من اكثر امراض الغدد الصماء مسبباً للسمنة هو خمول الغذة الدرقية وهو شائع جداً لدا النساء كما ان اضطرابات الغدة الكظرية والبنكرياس لها دور في حدوث السمنة.
7. تأثير بعض الادوية: ان بعض الادوية التي تتناولها المرأة لهل تأثير مباشر في حدوث السمنة و منها:
- حبوب منع الحمل وذلك نظراً لما تحويه من هرمونات انثوية تؤدي الى اختزان الماء داخل الجسم وعدم استهلاك الطاقة بكاملها غير ان هذه الزيادة عادة طفيفة ونادراً ما يتعدى الوزن الفائض من واحد الى ثلاثة كيلوغرامات ولا يمكن تحميل الادوية التي تحتوي على الهرمونات الانثوية مسؤولية زيادة الوزن في حال اعطيت في منتصف العمر اذ ان هذه الزيادة في الوزن ترجع الى عوامل وراثية او عوامل آخرى.
- الكورتيزون من المعروف ان الكورتيزون من مسببات السمنة حيث يعتاد الجسم على انتاج الدهون وكذلك ينفرد بتوزيعها حيث يجعلها تتراكم بشكل كبير حول العنق والوجنتين والبطن هذا بالإضافة لاثارته للشهية بشكل متواصل واحتباسه للسوائل والملح داخل الجسم حتى لو كان استخدامه سطحياً على الجلد حيث بامكانه اختراق الحاجز الجلدي والانتشار في الجسم وعادة يزيد وزن المريض ما بين 25 الى 30 كلغم دفعة واحدة. ولكن استخدام الكورتيزون لفترات قصيرة وكميات معتدلة لا يدعو للخوف حيث ان البدانة لا تظهر إلا عندما يتجاوز العلاج فترة شهر.
- المهدئات والمسكنات: ان المهدئات والمسكنات لا تزيد الوزن ولكن استهلاكها بوفرة وافراط قد يؤدي الى السمنة لان المريض يفقد تدريجياً نشاطه وحركته فتقل همته وبالتالي لن يحرق الوحدات الحرارية التي يخزنها فيزداد وزنه. اما الادوية التي تزيد الوزن فهي بالدرجة الاولى تلك التي تعالج الانهيارات العصبية والتي تؤثر مباشرة على المخ ومراكز ضغط الجهاز العصبي التي تدير شؤون نظامي الجوع والشبع مما يؤدي الى الشعور المتداخل بالجوع فتنكب المريضة على التهام الاطعمة بلاقيود وبشكل يزيد عن متطلباتها اليومية والاستخدام القليل لهذه الادوية لا تؤثر والخلاصة ان افضل ما يمكن ان يقدمه المرء لنفسه هو الابتعاد قدر المستطاع عن الادوية والاعتماد على ما هو صحي ومفيد بواسطة الارادة الذاتية.
السمنة من المشكلات المتزايدة في معظم المجتمعات
تزداد تأثيراتها لدى الفتيات وصغار السن
يقاس الطول بالسنتيمتر ويقدر الوزن بالكيلوجرام
تناول بعض الأدوية لفترة طويلة له تأثير مباشر في حدوث السمنة