أدوية مفيدة في التحكم بالألم ووعي المرضى يمنع حدوث مضاعفاتها
هناك فئات معينة يجب زيادة الوعي لديهم لمنع حدوث المضاعفات
د.خـالد عبد الله النمر
سئلت كثيرا عن تأثير الفولتا رين والبروفين والسيليبركس والاركوكسيا على حدوث جلطات القلب؟ وما سبب شدة اللهجة في التحذير الحديث من هيئة الغذاء والدواء الأميركية من هذه الأدوية..خصوصا انها ادوية شائعة يستخدمها اغلب البشر في العالم للتحكم بالألم سواء الصداع او المفاصل في كبار السن او الام العضلات والرقبة او للتحكم بالتهابات معينة ومما يزيد الطين بلة انها من الأدوية التي لا تحتاج لوصفات طبية بل هي معروضة في الصيدليات على منصة العرض وهي كذلك رخيصة الثمن نسبيا عند مقارنتها بغيرها والمكافآت التجارية لها كثيره ومنتشرة.
وهناك عدة نقاط هامة في هذا لموضوع.
* ما مضادات الالتهابات غير ستيرويدية؟
- هي مجموعة من الادوية تستخدم لخفض حرارة الجسم وتخفيف الألم والتحكم في مظاهر الالتهابات من حرارة وألم وتورم في أي منطقة في الجسم البشري.. وتنقسم مضادات الالتهابات الى نوعين؛ المشتقة من الستيرويد مثل الكورتيزون ومشتقاته سواء عن طريق الابر او الحبوب او الكريمات او المراهم ..والنوع الثاني هو غير المشتقة من الستيرويد...وهذه الأخيرة منها جيلان... ومشكلة مضادات الالتهابات غير الستيرويدية انها قوية جدا وفعالة ولكنها تسبب مضاعفات كثيرة موضعية وعلى مستوى الجسم ككل ولذلك حدد الطب الحديث استخدامها لدواع معينة فقط من الامراض والتي تزيد فيها الفائدة على المخاطر.. وتلك الأدوية تخفض إنتاج انزيم معين مهم في عملية الالتهابات يسمى (السايكلوكسيجنيز) الذي يتواجد في الجسم البشري منها نوعان يرمز لهما علميا (كوكس 1) او (كوكس2 ).. الجيل الأول من الأدوية يُدعى ب (غير انتقائي) في العمل لأنه يُخفض إنتاج كل من (كوكس1) و(كوكس 2) ومن أمثلة هذا النوع الأول جميع الادوية القديمة من هذه المجموعة مثل البروفين، والفولتارين، لذا فإنها تُخفف الألم وتُخفّض الحرارة والالتهاب، لكن في نفس الوقت تتسبب بمخاطر على جدار المعدة. والسبب أن مادة (السايكلوكيجنيز) هي جزء من عملية حماية بطانة المعدة من الإصابة بالتقرحات، وبالتالي فإن إحدى مضاعفات تناول النوعية (غير الانتقائية) من أدوية مجموعة (مضادات الالتهابات غير الستيرويديه) هو التسبب بقروح المعدة ونزيفها.. وفي أواخر التسعينات الماضية ظهر النوع الثاني من مجموعة (مضادات الالتهابات غير الستيرويدية) وهو الذي يشمل الأدوية (الانتقائية) في خفض إنتاج (كوكس 2) فقط، وبالتالي فهي أخف وطأة على غشاء المعدة وبطانتها مثل السليبريكس والاركوكسيا وغيرها.
* كيف تزيد احتمالية جلطات القلب؟
- تؤثر تلك الأدوية على احتباس الصوديوم في الجسم وترفع الضغط وتزيد من التصاق الصفائح الدموية بنسبة بسيطة ولكن تلك النسبة البسيطة قد يكون لها تأثير كبير في مجموعات معينة من المرضى كما سنوضح ادناه.
* ما العوامل التي تزيد من نسبة حدوث جلطات القلب عند استخدام هذه الأدوية؟
- هناك عوامل في الدواء او في المريض تزيد من احتمالية الإصابة بالجلطة: مثل زيادة جرعة الدواء، طول الفترة الزمنية المستخدم فيها الدواء قصور الكلي ضعف عضلة القلب، وجود جلطة سابقة في القلب، عدم التحكم
بالضغط عدم التحكم بفشل القلب او ما قبل عمليات القلب المفتوح.
* كيف يمكن الاستخدام الآمن لهذه المجموعة من الأدوية؟
- يجب معرفة أولا ان نسبة زيادة الجلطات منخفضة وليست عالية مع هذه الأدوية وهي مفيدة جدا في التحكم بالألم والالتهابات أيا كان مصدرها وغالبية من يستخدمها في العالم لا يعانون من الاعراض الجانبية التي تحدثنا عنها أعلاه.. ولكن هذا لا يمنع من زيادة الوعي الطبي عند فئات معينة من المرضى الذين يعانون من مضاعفات تلك الأدوية أكثر من غيرهم كما ثبت بالدراسات الحديثة. ولذا نحن ننصح دوما باستخدام الباراسيتامول لوحده او مع الكودائيين لتخفيف الام المفاصل في كبار السن وان لم تنفع فهناك الترامال ومشتقات المورفينات وبعد ذلك يمكن استخدام تلك الأدوية في من هم عرضه لمضاعفاتها أكثر من غيرهم.
الخلاصة:
إن هذه الأدوية مفيدة في التحكم بالألم ونسبة زيادة الجلطات فيها قليلة ولكن هناك فئات معينة يجب زيادة الوعي لديهم لمنع حدوث المضاعفات كما اكدت ذلك حديثا هيئة الغذاء والدواء الأميركية.. وبالتالي يجب على الطبيب وزن المنافع والمضار في كل حالة على حدة.. ومتابعة ضغط المريض وعلامات قصور القلب وفحص الشرايين بصورة دورية لتفادي تلك المضاعفات.
لا تأخذ أي دواء دون استشارة طبيبك
يجب على الطبيب وزن المنافع والمضار في كل حالة على حده
أكثر من يستخدمها هم كبار السن الذين يعانون عادة من الضغط وأمراض القلب