منها المانجو والبابايا والجوافة
المانجو
يوجد ثلاثة أنواع من الفاكهة الاستوائية تتمتع بقوة علاجية لا أحد يصدقها. فلا تعد هذه الفاكهة غنية بالألياف فقط ولكنها تحتوي كذلك على الكثير من المركبات القوية التي تساعد في محاربة أمراض القلب والسرطان.
وفي حين أن الكثير من الفاكهة الاستوائية تزرع في كل أنحاء العالم إلا أن الأنواع الثلاثة وهي المانجو والبابايا والجوافة هي من أشهر مزروعات جازان بالمملكة العربية السعودية وتعتبر من أفضل وأجود الفواكه في العالم.
والمانجو، التي يشبه طعمها طعم الخوخ والأناناس معاً وهي كثيرة العصارة وقليلة الألياف، تحتوي على كمية كبيرة من فيتامين ج، ولكن ما يجعلها متفردة هو أنها تحتوي أيضاً على كميات كبيرة من البيتاكاروتين.
ويعتبر كل من فيتامين ج والبيتاكاروتين من مضادات الأكسدة القوية فهما يثبطان آثار جزيئات الأكسجين الضارة المعروفة بالشقوق أو الجذور الحرة. وهذا الأمر مهم جداً لأن الجذور الحرة من الممكن أن تدمر الأنسجة الصحية بالجسم والأدهى من ذلك أنها أيضاً قد تدمر الكوليسترول وبالأخص كوليسترول البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (LDL) جاعلة اياه يلتصق بجدران الشرايين مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
إن ثمرة منجا واحدة تحتوي على 5 ملليجرامات من البيتاكاروتين، أي 50-83% من الجرعة اليومية الموصى بها والتي تقدر بنحو 6-10 ملليجرامات، كما تحتوي على 75 ملليجراما من فيتامين ج، أي 95% من المقدار اليومي. ويعتبر هذا الخليط من هذين المركبين مفيداً للغاية للصحة العامة.
في دراسة استرالية، أعطيت مجموعة من الأشخاص عصيراً يحتوي على كل من البيتاكاروتين وفيتامين ج، وذلك كل يوم لمدة ثلاثة أسابيع. وقد وجد الباحثون أن كوليسترول (LDL) قد عانى تلفاً أقل من ذلك الذي عاناه قبل أن يبدأ الخاضعون للدراسة في تجرع العصير.
لقد وجد أن مضادات الأكسدة ليست وحدها هي التي تجعل المانجو مفيدة للقلب ولكنها تحتوي على الألياف التي تلعب دوراً مهماً في الصحة، فقد وجد أن ثمرة واحدة من المنجا تمد الجسم بحوالي 6 جرامات من الألياف - أي أكثر من الكمية التي نحصل عليها من تناول كوب من نخالة الشوفان. والأكثر من ذلك أن نحو نصف كمية الألياف في المانجو من النوع القابل للذوبان في الدهون. وقد أثبتت دراسة تلو الأخرى أن الألياف تساعد في خفض الكوليسترول وبالتالي خفض خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكتات الدماغية. والنوع غير القابل للذوبان في الدهون من الألياف في المانجو مفيد كذلك حيث يجعل البراز وأي مواد أخرى ضارة يحتوي عليها يتحرك داخل الجسم على نحو أسرع وهذا يعني أن تناول المزيد من المنجا يقلل الإصابة بسرطان القولون.
أما ثمرة البابايا والتي تشبه من الخارج تقريباً ثمرة الأفوكادو الصفراء أو البرتقالية ولكن من الداخل ستجد لحماً أصفر جميلاً يوحي بمدى غنى البابايا بالفوائد العلاجية. تزخر ثمرة البابايا بالجزرانيات وهي صبغات نباتية طبيعية تكسب العديد من الفواكه والخضروات ألوانها البراقة. تعد الجزرانيات في فاكهة البابايا من أكثر مضادات الأكسدة فعالية. وقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون أكثر الأطعمة غنى بالجزرانيات مثل البابايا ينخفض لديهم بشكل ملحوظ خطر الموت جراء الإصابة بأمراض القلب والسرطان.
تتصدر البابايا قائمة الفواكه من حيث هذا المحتوى. ففي احدى الدراسات، صنف الباحثون الألمان 39 طعاماً حسب محتواها من الجزرانيات. وقد احتلت البابايا المركز الأول، حيث وجد أن نصف ثمرة تمد الجسم بحوالي 3.8 ملليجرامات من الجزرانيات. وفي المقابل يحتوي الجريب فروت المعروف باسم ليمون الجنة الذي تصدر المركز الثاني على 3.6 ملليجرامات والمشمش على 2.6 ملليجرام.
كما أن البابايا تحتوي أيضاً على عدد من أنزيمات البروتيز مثل البابين والتي تشبه إلى حد كبير الأنزيمات التي تفرز طبيعياً داخل المعدة، لذا فإن تناول البابايا النيئة قبل أو بعد إحدى الوجبات يجعل من السهل على الجسم هضم البروتينات، الأمر الذي قد يخفف من آلام معدة مضطربة، كما تقول ديبوراجوين الممرضة المعتمدة والمتخصصة في التوليد التابعة لخط صحة مجتمع هارفارد في ويلسلي بماساشوسيتش.
كما أن البابايا قد تلعب دوراً في الوقاية من القرح، ففي إحدى الدراسات المخبرية كانت الحيوانات التي أعطيت جرعات عالية من العقاقير المهيجة للمعدة أقل إصابة بالقرح حينما أطعمت البابايا لعدة أيام أولاً. وفي حين أنه لم يتم إجراء أبحاث مماثلة على البشر فإن تناول بعض البابايا كل يوم قد يساعد في حماية آثار الأسبرين والعقاقير الأخرى المضادة للالتهابات المسببة لاهتياج المعدة.
وإذا نظرنا إلى الفاكهة الثالثة الاستوائية وهي الجوافة والتي تسمى بالفاكهة العظيمة وهي أحد الفواكه المشهورة بزراعتها في منطقة جازان بالمملكة. والجوافة لها موسم خاص بها ولا تتواجد طيلة العام مثلها مثل الفواكه الأخرى وتتميز الجوافة بلونها الأصفر الزاهي وجلدها الناعم الأملس ورائحتها المميزة والتي تجذب الناس إلى شرائها.
تحتوي الجوافة على نوع من الجزرانيات يسمى الليكوبين. ولقد ظلت سمعة مركب الليكوبين إلى وقت طويل تطمسها سمعة البيتاكاروتين. ولكن الأبحاث التي تجرى حالياً توحي بأن الليكونين قد يكون أكثر فاعلية من ابن عمه الأكثر شهرة في الحقيقة، إن الليكوبين هو أحد أقوى مضادات الأكسدة، على الإطلاق كما يقول دكتور بول لاتشانس أستاذ التغذية ورئيس قسم علوم الغذاء في جامعة روتجرز في نيوبرنزويك نيوجرسي.
في الدراسات المخبرية وجد الباحث أن مركب الليكوبين استطاع سريعاً تثبيط نمو خلايا السرطان وخاصة سرطان الرئة والثدي.
وفي دراسة كبرى أجريت على نحو 48.000 رجل، وجد الباحثون في هارفارد أن الرجال الذين حصلوا على أكبر كمية من الليكوبين في غذائهم انخفض لديهم خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بنحو 45% عن هؤلاء ممن حصلوا على أقل الكميات. وحيث أن الطماطم يحتوي أيضاً على مركب الليكوبين إلا أنه وجد أن الجوافة تحتوي على ضعفي ما تحتويه الطماطم من الليكوبين كما أن الجوافة زاخرة بالألياف الغذائية حيث يحتوي الكوب الواحد على حوالي 9 جرامات وهذه الكمية من الألياف تفوق تلك التي نحصل عليها عند تناول التفاح والمشمش واللوز مجتمعة.
ولقد لفت ذلك أنظار بحاث القلب، طالما أن الحصول على المزيد من الألياف في الغذاء هي إحدى أفضل الوسائل لخفض كوليسترول الدم وبالتالي منع خطر الإصابة بأمراض القلب.
وفي دراسة علمية أجريت على 120 رجلاً، وجد الباحثون أن هؤلاء ممن تناولوا من خمس إلى ثمان ثمار جوافة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر انخفض لديهم إجمالي الكوليسترول بنحو 10% والأفضل من ذلك أن كوليسترول البروتينات الدهنية مرتفع الكثافة النافع ارتفع لديهم بمقدار 8%.
ومجمل القول إن الفاكهة الاستوائية ممثلة في المانجو والبابايا (العنبروت) والجوافة والتي كانت مقتصرة على المناطق الاستوائية وأصبحت حالياً من أفضل فواكه المملكة وتنتجها منطقة جازان بشكل تجاري حتى أن منجا جازان وجوافة جازان أصبحت مضرب المثل في جمالها وطعمها. بالإضافة إلى قوتها العلاجية في الوقاية من أمراض القلب وسرطانات الرئة والثدي والبروستاتا وكأفضل مواد مساعدة لعملية الهضم.
والجوافة
والبابايا