إن زيادة الوزن هي حمل إضافي على القلب والرئتين فيحتاج كل منهما إلى بذل مجهود مضاعف، وبالرغم من عدم وضوح العلاقة بين السمنة وأمراض القلب وتصلب الشرايين إلا أنها موجودة وإن كانت هذه العلاقة تتعلق أيضاً بطبيعة ونوع الغذاء الذي يتناوله البدين حيث أنه يميل إلى تناول الأغذية الغنية بالدهون أو المقلية أكثر من ميله لتناول البروتينات أو الكربوهيدرات، وتناول مثل هذه الأصناف يرفع نسبة الكولسترول في الدم وهذا هو عامل الخطورة الأول لأمراض القلب، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن استمرار السمنة لمدة تزيد على 10 سنوات تزيد نسبة التعرض لأمراض القلب والموت المفاجئ وبالذات عند الإصابة بالسمنة في مرحلة الطفولة أو في مرحلة الشباب الأولى.
ومخاطر السمنة على الجهاز الدوري الدموي تتمثل في اضطراب في ضخ القلب للدم، تضخم عضلة القلب ينتج عنه عدم انتظام في دقات القلب، الانسداد رئوي، والدوالي الوريدية.
إن نسبة ارتفاع ضغط الدم بين البدناء تصل إلى ثلاث أضعاف نسبته بين الأشخاص العاديين وأن خفض الوزن مع التقليل من تناول ملح الطعام عند مرتفعي ضغط الدم يحسّن حالة ضغطهم في حدود تصل إلى 50%.
والطرق العلاجية المتاحة للتخلص من السمنة يمكن أن توجز بالمحاور التالية:
الريجيم الغذائي العلاجي.
الرياضة.
الأدوية المنحّفة ولا بد أن تكون تحت إشراف طبي.
الجراحة وشفط الدهون مع العلم أنها لاتناسب جميع أنواع السمنة.
ويجب معرفة أن عملية إنقاص الوزن هي عملية بطيئة ولابد من الصبر والتحمل للمتابعة والنجاح، وليس من الضروري الوصول للوزن المثالي دائماً وإنما يكتفى أحياناً بالوصول إلى مستوى طبيعي للدهون الثلاثية والكوليسترول، فيجب تغيير العادات الخاطئة في الأكل مثل تناول الدهون بكثرة، والأكل أمام التلفزيون، وعدم أكل الفواكه والخضروات الطازجة، والتعود على ممارسة النشاط وتجنب حياة الكسل وذلك بممارسة التمارين بشكل مستمر (على الأقل ثلاث مرات أسبوعياً) بعد استشارة الطبيب المعالج.
وتكمن سبل الوقاية من السمنة في اتباع نظام غذائي صحي وسليم بما يتناسب مع حاجات الجسم من الطاقة، وأكل الخضروات والفواكه، والحد من استهلاك الأغذية الفقيرة بالقيمة الغذائية والعالية بالسعرات الحرارية مثل المشروبات الغازية، ويعد النشاط البدني وسيلة مهمة في مكافحة السمنة لدى الصغار والكبار على السواء، مثل الإكثار من الحركة والقيام بالتمارين الرياضية والسباحة والنزهات والتقليل من مشاهدة التلفاز، مع التقليل من النشويات والسكريات، وتشجيع الرضاعة الطبيعية والابتعاد عن إضافة السكريات عند تحضير الرضاعة الصناعية.
يلجأ بعض البدناء لحميات شديدة وغير صحية للتخلص من السمنة بشكل سريع وعاجل، فبعضهم يمتنع عن الطعام بشكل كامل وآخرون يعتمدون على أغذية معينة كالفاكهة مثلاً ولا يأكلون شيئاً آخر، بينما يعتمد فريق ثالث على البروتينات فقط فيما يسمى بالريجيم الكيميائي وغير ذلك من الحميات الشديدة، ولايعرفون خطورتها على صحتهم الجسدية والنفسية.
إن من أهم مخاطر هذه الحميات الخاطئة هو أن البدين لا يستطيع الاستمرار بها ويتوقف عنها ليعود وزنه للزيادة من جديد ويعوض ما فقده من وزن ليحدث ما يسمى بظاهرة اليويو أي انخفاض وازدياد الوزن بشكل متقلب، ومن المخاطر الأخرى سوء التغذية وفقر هذه الحميات للعناصر الغذائية المهمة كالأملاح والمعادن الضرورية لصحة الجسم فيصاب الإنسان بأمراض مختلفة عند استمراره بها، ويتعرض البدين لخطر الإصابة بالحصوة المرارية عند محاولته انقاص وزنه بسرعة شديدة، كما يصاب بعض البدينين بالاكتئاب نتيجة استعادتهم لوزنهم السابق إثر محاولاتهم الخاطئة لإنقاصه، ولا يوصى بأن يخضع الصغار في مرحلة النمو إلى برامج حمية غذائية قاسية قد تؤثر سلباً على نموهم الطبيعي، فلا بد من الحذر عند محاولة إنقاص الوزن وأن يكون ذلك تحت إشراف طبي منتظم والابتعاد عن الحميات الخاطئة الضارة بالصحة.
* قسم التثقيف الصحي