مرض الزهايمر هو اعتلال يصيب الدماغ، مسبباً موت العديد من الخلايا العصبية في الدماغ، مما يؤثر على قدرة التذكر والتفكير بوضوح، مرضى الزهايمر غالباً كثيري النسيان ومشوشي التفكير، عادة يواجهون صعوبة في التركيز ويتصرفون بطرق غريبة، هذه المشاكل تختلف باختلاف مرحلة المرض لدى المصاب، وتبعاً لتقدم المرحلة يصبح عمل مقدم الرعاية أصعب.
من المهم معرفة أن السبب في هذه التغيرات هو المرض نفسه وليس الشخص نفسه مع العلم بأن هذه المشاكل قد تختلف من شخص مصاب لآخر.
أهم ثلاث تحديات يواجهها مقدم الرعاية هي: تغير في مهارات التواصل، وتغير في الشخصية والسلوك، وأخيراً تغير في العلاقة الحميمية والحياة الجنسية.
يواجه مرضى الزهايمر صعوبة في التواصل نظراً لصعوبة تذكرهم للأشياء، فأحيانا يعانون من نسيان الكلمات التي يودون قولها، ومن بعض مشاكل التواصل التي يسببها مرض الزهايمر: صعوبة وجود الكلمات المناسبة أثناء التحدث، صعوبة في فهم معاني الكلمات، صعوبة التركيز خلال المحادثات الطويلة، صعوبة تسلسل الأفكار أثناء التحدث، صعوبة تذكر خطوات بعض الأعمال مثل وصفة طبخة أو ارتداء لباس أو أثناء الغسيل، الشعور بالإحباط في حال فشل المحادثة، والحساسية المفرطة تجاه أي لمسة أو نبرة وعلو صوت.
ولمعرفة كيفية التكيف مع التغير في مهارات التواصل لدى مرضى الزهايمر علينا في البداية فهم أن السبب الرئيس في هذه التغيرات هو الزهايمر، ثانياً يجب المحاولة بكل الطرق التي من شأنها أن تجعل التواصل أسهل، مثال: التواصل البصري والنداء بالاسم لشد انتباه مريض الزهايمر، والتركيز على لغة الجسد ونبرة الصوت، المحادثة من قبل الطرفين، استخدام طرق تواصل بجانب التحدث كاللمس والتوجيه، توفير نشاطات مسلية مثل المشي في الحي أو إعداد وأكل وجبة خفيفة.
ولمساعدة وتشجيع مريض الزهايمر للاستمرار في التواصل معك: أظهر محبتك وتقبلك، أمسك بيده أثناء التحدث معه، تقبل مفاهيمه، اترك له اتخاذ بعض القرارات وابقى بجانبه، كن صبوراً أثناء هيجانه العصبي، تذكر أن المرض هو الذي يتحدث، إذا شعرت بالإحباط خذ قسطاً من الراحة لنفسك.
وللتحدث بطريقة فعالة مع مريض الزهايمر: تحدث ببساطة واشرح خطوة بخطوة، كرر الخطوات واستمع للإجابة، حاول عدم المقاطعة، لا تتحدث عن شخص في حال عدم وجوده في نفس المكان.
ومن الأمثلة لما يمكنك قوله: دعنا نجرب هذه الطريقة (بدلاً عن تحديد الأخطاء)، رجاءً افعل هذا (بدلاً عن لا تفعل هذا)، وشكرا لمساعدتك، حتى لو كانت النتيجة غير جيدة، واسأل أسئلة تتطلب الإجابة بنعم أو لا مثل هل أنت تعبان؟ بدلاً عن كيف تشعر؟، حدد الخيارات أمامه، مثل تريد لحماً أم دجاج على العشاء؟ بدلا عن ماذا تريد على العشاء؟، استخدم مصطلحات عدة للكلمة الواحدة في حال عدم فهمه للكلمة من المرة الأولى، حاول عدم استخدام جملة هل تتذكر؟ أو سبق أن أخبرتك.
مرض الزهايمر أصبح بالإمكان تشخيصه في مراحل متقدمة، بمعنى أن كثيراً من الأشخاص أصبحوا على دراية بتأثير هذا المرض على ذاكرتهم، ومن النصائح لمساعدة الأشخاص الذين على دراية بالإصابة: انصت لحديثه، فربما الشخص يريد التعبير عن التغيرات التي لاحظها على نفسه، اشعر بالشخص المصاب قدر الإمكان، لا تجعل من نفسك المصحح لأخطائه فمن الطبيعي في حالته نسيانه بعض الأشياء أو تلفظه بكلمات غير مناسبة، حاول فهم أنه يعاني الكثير من أجل التواصل، كن صبورا عندما يجد مريض الزهايمر صعوبة في ايجاد الكلمات الصحيحة أو توضيح مشاعره في جمل، ساعد الشخص لإيجاد الكلمات والتعبيرات المناسبة لما يشعر به، كن حذرا ولا تلقن الشخص المصاب بما يتوجب قوله، عندما يفقد الشخص المصاب القدرة على التحدث يتم التعرف على مشاعره ورغباته من تعابير وجهه أو اشاراته.