له الأثر الكبير في الحد من الأمراض الوبائية خلال أيام الحج ومع الحشود الكبيرة
الحجاج ترعاهم عناية الله ثم الجهود المسخرة لهم
ملايين البشر اجتمعوا في أيام معدودة وفي مكان واحد ترعاهم عناية الله ثم جهود تُوجت بأكبر خطة لإدارة الحشود وخدمتهم. بفضل الله تعالى ثم بما سخرته جميع القطاعات الصحية والخدمية بشكل عام لم يكن هناك ولله الحمد انتشار لأي مرض وبائي وكان تتبع بؤرة أي مرض يتم مسحه ومعالجته كما وتلقي اللقاحات الواقية في منافذ الدخول للمملكة وقبل الاحتكاك بالآخرين له الأثر الكبير بعد عناية الله في الوقاية من العديد من الأمراض الوبائية التي قد تنتشر بين الحجيج.
المناعة
تختلف مناعة الشخص البالغ عن مناعة الطفل بل ان مناعة الطفل خلال مراحل طفولته تتفاوت بشكل كبير. تشكل المناعة قدرة الجسم الحي على مقاومة الأمراض بطرق مختلفة والميكروبات الدخيلة وبسلسلة عمليات بيوكيميائية معقدة. يعتبر الجهاز اللمفاوي في جسم الإنسان من الخطوط الدفاعية أو المناعية الأولى، ومن آليات جهاز المناعة أيضاً خاصية الالتهام أو الابتلاع التي تمارسها كريات الدم البيضاء في ابتلاع الميكروبات، أما الخاصية الأكثر تعقيداً فهي تكوين الأجسام المضادة Antibodies لمقاومة الكائنات المجهرية المهاجمة كالبكتيريا والفيروسات. ويمكن تقوية بعض آليات جهاز المناعة عن طريق إعطاء اللقاحات.
تنقسم المناعة إلى قسمين رئيسين: المناعة الطبيعية.. المناعة المكتسبة.
المناعة الطبيعية
تشكل المناعة الفطرية الجلد، الدّموع، المخاط، اللّعاب، وكذلك عن طريق الالتهاب والذي يحدث بعد فترة وجيزة من الاصابة أو العدوى. هذه الآليات المناعية فطرية تعيق البكتيريا او الفيروس من الدخول الى داخل الجسم وانتشار الامراض فيها. ولكن في حالة استطاع الميكروب تجاوز خط الدفاع المناعي الذي سبق ان ذكرناه فان الخلايا، والجزيئات، وأجهزة النظام المناعي معدة خصيصا لتطوير دفاعات ضد تلك الجراثيم والأجسام الغازية.
المناعة المكتسبة
تتميز ببعض الخصائص منها:
أولا: أنها لا تظهر الا في وجود الجسم الغازي او الجرثومة.
ثانيا: ذات نطاق محدود، فتتفرد باستجابة دفاعية لنوع محدد من الميكروبات.
ثالثا: تكون الاستجابة لمقاومة الميكروب في حالة تعرض الجهاز المناعي للهجوم الثاني أفضل من الاستجابة عند الهجوم حتى إن تعرض للهجوم بعد سنين وهذا يدخل في نطاق ذاكرة المناعة.
لقاحات الحمى الشوكية
توفر حماية ضد معظم أنواع المكورات البكتيري السحائية المسببة لهذا المرض على الرغم من أنها لا تمنع جميع الحالات.
هناك نوعان من اللقاحات التي تحمي من التهاب السحايا، لقاح المكورات السحائية متعدد السكريات MPSV4 وهو اللقاح المتوفر للبالغين ولمن هم أكبر من 55 سنة ولقاح المكورات السحائية المقارن MCV4 وهذا النوع يفضل لمن هم ما بين عمر تسعة اشهر وحتى عمر 55 سنة، كلا اللقاحين يوفر المناعة بإذن الله للانواع الاربعة من المكورات السحائية البكتيرية A, C, Y, W-135, لذا يطلق على هذا النوع اللقاح بالرباعي.. حوالي 10% من الناس يحملون تلك البكتيريا في الفم وداخل الانف بشكل طبيعي دون أن تظهر عليهم أي علامات مرضية، ولكن عندما تضعف المناعة وتستطيع تلك البكتيريا أن تخترق مسرى الدم تتسبب في حدوث أعراض المرض.
تتعدد اسباب الحمى الشوكية فمنها البكتيرية والفيروسية والطفيلية.. تعتبر الاسباب الفيروسية اكثر الانواع المسببة شيوعا.. اما المسببات البكتيرية فهناك أكثر من نوع بكتيري يسبب التهاب السحايا، من أهمها بكتيريا تسمى Haemophilus influenzae وبكتيريا المكورات الرئوية pneumococcal، والمكورات السحائية meningococcal لدى الاطفال الاكبر سنا وبكتيريا Escherichia Listeria species ,GBS عند المواليد الجدد.
تهاجم هذه البكتيريا اغشية الدماغ وتتكاثر في السائل الدماغي داخل هذه الاغشية، وتشبه اعراض هذا المرض في البداية اعراض الرشح العادي، ثم يتبعها صداع وحمى تسمى الحمى المخية الشوكية وتشنج في عضلات الرقبة والظهر، يصاب الإنسان أحيانا في الحالات الشديدة بفقدان السمع وفقدان الوعي.
تحدث العدوى عن طريق استنشاق رذاذ الهواء الملوث بالبكتيريا، حيث تدخل بداية إلى الجهاز التنفسي وتتكاثر، ومن ثم تنتقل عن طريق الدم إلى الجهاز العصبي، وبالتحديد إلى اغشية الدماغ، وتفرز السموم هناك ومن الظواهر الملفتة لهذه البكتيريا أنه يسهل امتصاصها بوساطة كريات الدم البيضاء التي تتجمع عند الأغشية الملتهبة وتعيش البكتيريا في المسالك الأنفية والأغشية المخية ومنها تنتشر أثناء الحديث أو السعال، تظهر الاعراض عادة خلال اسبوع الى اسبوعين من وقت التعرض للبكتيريا.